تعرف منطقة المغرب العربي تهديدات إرهابية قد تأتي على مقدراتها وإمكاناتها إذا لم تواجه باستراتيجية جماعية موحدة حسب ما ذهب إليه أمس الدكتور إلياس بوكراع المدير العام لمعهد الدراسات الاستراتيجية الشاملة سواء ما يجري بدول الساحل وخصوصا مالي وبالجارة ليبيا وهذا التكتل والوحدة المغاربية ليس سهلا ما لم تتنازل دوله قليلا كي يكون هناك تكامل فيما بينها. وعلى الرغم من أن وحدة المغرب العربي طرحت في مؤتمر طنجة سنة 1958 إلا أنها لم تتحقق إلى غاية اليوم، لأسباب عديدة لكن اليوم ومع التطورات الدولية والإقليمية فالخطر القادم أكبر من هذه الدول منفردة وعلى قادة المغرب العربي وأنظمته أن يعملوا وينظروا للوحدة بمنظور الربح والخسارة على الأقل إن كنا خاسرين فيجب أن نعمل على أن تكون خسارتنا في حدها الأدنى ولذلك فوحدة المغرب العربي تجعل هضمها ليس سهلا لأن في الاتحاد قوة لا سيما وأن الوحدة والاندماج المغاربي على المستوى الشعبي قائم. لكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف يتحقق التكتل والوحدة المغاربية في الوقت الذي تعمل فيه القوى الغربية الكبرى على سايكس بيكو جديدة لتقسيم المقسم وتجزئة المجزء ونشر ما يسمى الفوضى الخلاقة؟ ألم يقسم السودان إلى دولتين ؟ ألم تعمل أمريكا على دعم الأكراد ومحاولة تقسيم العراق إلى ثلاث دول أكراد وشيعة وسنة ؟ وهاهو الغرب اليوم يعمل على محاولة تقسيم سوريا وليبيا والقضاء على الدولة الوطنية ومع الأسف بمشاركة قوى عربية. ألم ينشأ تحالف أمني عربي لضرب بعض العرب ؟ وإلحاق الضرر بها لو كان هدفه تحرير فلسطين لهللت له الشعوب قبل الأنظمة ولكن للأسف بعض العرب ساهموا بطريقة أو بأخرى في ضرب استقرار بعض الدول العربية. ثم ماذا فعلت الجامعة العربية كتكتل عربي فيما يسمى ظلما وعدوانا الربيع العربي ؟ ألم يساهم بعضها في دعم الدول الغربية التي تسعى لوضع خارطة جديدة للشرق الأوسط وللعالم العربي فماذا ننتظر بعد هذا ؟ أعتقد أن الخلاص مما نحن فيه كعرب هو تغيير الأنظمة بالرجوع للشعوب التي يمكنها أن تختار من يخدم مصالحها القومية لأن عهد الدولة الوطنية يبدو أنه انتهى وحل محله عهد التكتلات المرتبطة بالمصالح.