كردستان، فلسطين، الصحراء الغربية، وانقسام اليمن، ليبيا، سوريا والسعودية الغرب يفضل شرق أوسط متنازع ولن يحاول إحباط أي انشقاق، بل سيساهم فيه قالت "هآرتس" الإسرائيلية، إن الثورات والحروب في الدول العربية لن تؤدي فقط إلى تغيير الأنظمة، بل إلى إعادة تصميم خريطة المنطقة بأسرها، وأنها ستعطي دورا حيويا لإسرائيل التي تعمل على استغلال كل النزاعات وبؤر التوتر بما يخدم مصالحها وتضرب عوامل التماسك العربي والإسلامي. وأشار المحلل السياسي للصحيفة " الوف بن "، وفق ما نقلته "الوفد" المصرية عن "هآرتس" بهدف التنبيه، إلى أن منظومة الحدود بين الدول، التي هى إرث القوى العظمى الاستعمارية التي تقاسمت فيما بينها إفريقيا وقطعت أوصال الإمبراطورية العثمانية، توشك على التغير، وأن صراعات البقاء لمعمر القذافي، وبشار الأسد ورفاقهما تبشر بالنهاية القريبة لاتفاق "سايكس بيكو"، والذي نشأ عنه التقسيم السياسي للشرق الأوسط. وتوقع " بن " أنه في السنوات القريبة القادمة ستظهر على خريطة المنطقة أعلام دول مستقلة جديدة " كجنوب السودان " " كردستان" " فلسطين" بل وربما "كورنايكا" في شرق ليبيا والصحراء الغربية التي ستنفصل عن المغرب وجنوب اليمن. وأضاف أنه يحتمل حتى انشقاق في السعودية بين "دولة الأماكن المقدسة في الحجاز والقوة النفطية العظمى في الشرق، كما توقع انشقاق سوريا إلى دولة سنية ودولة علوية ودولة درزية، موضحا أن الأساس للانشقاقات سيكون مبدأ تقرير المصير للشعوب والقبائل. وأكد أن الخريطة الجديدة ستؤدي إلى بناء منظومات علاقات جديدة بين دول المنطقة، وتكمن فيها فرص كبيرة لإسرائيل، فالسياسة الخارجية الإسرائيلية بنيت دوما، حتى قبل قيام الدولة، على الخصومة بين الجيران العرب والمسلمين والوحدة العربية والإسلامية تعتمد بقدر كبير على العداء لإسرائيل، التي فضلت لهذا الغرض الوطنيات المنفصلة لجيرانها. فكلما كانت دول أكثر في المحيط سيسهل على إسرائيل المناورة بينها. وأشار إلى أنه بعد مائة سنة من محادثات سايكس بيكو فإن انسحاب الولاياتالمتحدة من العراق سيمنح الأكراد فرصة للاستقلال رغم معارضة تركيا، والفلسطينيون سيعملون على اعتراف دولي بدولتهم رغم الرفض الإسرائيلي. وأكد أن انضمام القوى العظمى الغربية إلى جانب الثوار الليبيين يدل على أنها تريد خلق منطقة فاصلة تحت تأثيرها بجوار الحدود المصرية،التي قد تصبح جمهورية إسلامية معادية للغرب، ومن الصعب إيجاد منطق استراتيجي آخر في دخول الغرب إلى المعركة في ليبيا غير ذلك المنطق. وأكدا أن الغرب، مثل إسرائيل، يفضل شرق أوسط منقسم ومتنازع ومتصارع في عدة جبهات ضد القومية العربية والأمة الإسلامية، التي يقودها اليوم أسامة بن لادن، أو بشكل آخر محمود أحمدي نجاد ورجب طيب أردوغان أيضا، وعليه فيمكن التقدير بأن القوى العظمى لن تحاول إحباط عملية الانشقاق لدول المنطقة، بل ستساهم فيها. وأشار إلى أن سياسة إسرائيل تقوم على التقاط الفرص التي ينطوي عليها ظهور دول جديدة وتعرف كيف تستغلها بما يمكنها من أن توجه المسيرة المحتمة نحو زيادة قوتها وتوسيع نفوذها في المنطقة.