اتفاقات شراكة بين القطاعين العمومي والخاص قبل شهر جوان مركب لصناعة الخيط بغليزان لاستحداث 25 ألف منصب عمل انطلقت، أمس، فعاليات الأيام الدراسية حول النسيج، التي ستدوم إلى غاية 24 مارس الجاري، والهادفة إلى إرساء استراتيجية لإحياء هذا القطاع بإشراك كل المتعاملين، وتمكينه من استعادة مكانته على المستوى الوطني بعد أن عرف النشاط تراجعا كبيرا، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 400 مليار دج من الاستهلاك يغطيه 4٪ من الإنتاج الوطني فقط، ما يعني أن 96٪ كلها منتوجات مستوردة حسب ما صرح به وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوراب، لدى افتتاحه الطبعة الأولى بفندق الأوراسي، بحضور وزراء، الاتصال، العمل، التعليم العالي، التكوين المهني، التجارة، الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين ورئيس منتدى المؤسسات. في مستهل كلمته كشف وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، عن مشروع إنجاز مركب لصناعة الخيط بغليزان لتدعيم القطاع والذي سيتمكن من فتح 25 ألف منصب شغل، باعتباره أكبر مركب لصناعة النسيج في إفريقيا حيث انطلقت أشغال إنجازه مؤخرا في الحظيرة الصناعية في سيدي خطاب، ويرتقب تسليمه سنة 2017. وأبرز الوزير بوشوارب أهمية هذا النشاط في تدعيم الاقتصاد الوطني، إذ يعد من بين الوسائل الناجعة للتقليل من التأثيرات السلبية لانخفاض أسعار البترول، وهذا من خلال إعطاء دفعة قوية للإنتاج المحلي. واعتبر بوشوارب أن هذه الأيام الدراسية ستساهم في تنظيم وإعادة دفع قطاع النسيج حسب الأهداف المحددة، كما ستساهم في ترقية المهن المتعلقة بالنسيج وتثمين الوعاء التوظيفي والمقاولاتي من خلال إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. بدوره أبرز وزير التكوين والتعليم المهنيين محمد مباركي، دور قطاع التكوين والتعليم المهنيين في التنمية الاجتماعية والاقتصادية وصناعة النسيج، حيث أكد أن 662 مؤسسة من أصل 1240 مؤسسة تكوينية، تضمن تكوينا في الاختصاصات المتعلقة بمهن النسيج مثل صناعة الألبسة، الميكانيك والضبط الميكانيكي للتجهيزات النسيجية، تصميم الأزياء من بين 22 شعبة مهنية، تتضمنها المدونة الوطنية للشعب والتخصصات حيث يتم التكوين حسبه في 26 تخصصا في مجال صناعة الألبسة والنسيج تتوج بشهادات دولة في 5 مستويات. ونظرا لأهمية نشاط النسيج تم تخصيص حسب مباركي، عدة معاهد وطنية للتكوين في مجالات الألبسة والنسيج كما يوفر تكوينا تأهيليا قصير المدة يتوج بشهادة تأهيل النسيج، فهي تتضمن أكثر من 1600 مكون من أصل 28 ألف مكون موزعين على كافة الشعب المهنية إلى جانب ذلك يتم في كل دخول توجيه أكثر من 30 ألف شاب لتكوين منهم 10 آلاف يفضلون التكوين في المهن الصغيرة. و لتلبية الطلب المستقبلي على اليد العاملة في مختلف المهن إلى جانب مرافقة برنامج إنعاش صناعة النسيج خاصة مع إعادة فتح مركبات النسيج السبعة، كما قام قطاع التكوين بالشراكة مع وزارة الدفاع والشركة الجزائرية للنسيج الصناعي والتقني بعدة مبادرات. ولم يخف وزير العمل أهمية هذا النشاط في فتح مناصب شغل جديدة، خاصة وأن الجزائر يضيف تتوفر على إمكانيات كبيرة يستوجب تجنيدها واستغلالها قصد ضمان تنمية اقتصادية مستدامة والتقليل من التبعات السلبية جراء انخفاض مدا خيل المحروقات، كاشفا في هذا الإطار عن تمويل حوالي 8944 مؤسسة من طرف الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب، والقرض المصغر. من جهته، نوه وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار، بأهمية تنظيم هذه التظاهرة الهامة الرامية لإعادة الاعتبار لهذه الصناعة التي من شأنها أن تشكل ركيزة للاقتصاد الوطني بتلبية الاحتياجات المتزايدة في هذا المجال، مع العمل على تقديم منتوجات ذات نوعية، بتأطير جيد للقدرات البشرية. وفي هذا الإطار، أكد حجار أن قطاع التعليم حريص على مواكبة الحركية الراهنة وفي مقدمتها قطاع الصناعة، من خلال تطوير العلاقات مابين الجامعة والمؤسسة بتعزيز التكوينات ذات الطابع المهني لدى خريجي الجامعات لإدماجهم داخل المؤسسات المبتكرة. وتوقف الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد، عند أهمية هذا النشاط الذي يتطلب الدفع من طرف السلطات للنهوض به، كاشفا في هذا الصدد عن إبرام اتفاقيات شراكة مع المؤسسات الوطنية العمومية والخاصة قبل انعقاد الثلاثية المقررة في جوان المقبل.