عادت عملية بعث شعبة النسيج بعد غياب دام سنوات لتحتل الأولوية لدى الحكومة التي تريد تشجيع علامة "صنع بالجزائر" للاستجابة إلى الطلب الكبير على المستوى الداخلي و دعم الإنتاج المحلي أمام المنتوجات المستوردة. و أكد وزير الصناعة و المؤسسات الصغيرة والمتوسطة و ترقية الاستثمار شريف رحماني أن صناعة النسيج ستعرف قريبا حركية جديدة. و حسب رحماني سيتم إطلاق مشروع عصرنة القطاع الوطني للنسيج والألبسة خلال "الأسابيع المقبلة" مؤكدا أن هذا المخطط و منه الشراكة مع مجمعات صناعية أجنبية يوجد ضمن أهداف الحكومة في إعادة بعض هذه الشعبة. و قد سبق لوزير الصناعة أن وقع على اتفاقات شراكة تقوم على أساس تحويل التكنولوجيا ولاسيما مع المؤسسات التركية التي تحتل مكانة هامة في السوق الدولية وذلك بغية إعادة بعث شعبة النسيج التي توظف آلاف العمال.وقد تم في أفريل الفارط التوقيع على عقدي شراكة بين المجمع العمومي للخياطة و الألبسة و الشركة التركية "رينجلسان" لإنتاج الألبسة الجاهزة ببجاية و النساجة بغليزان. الشراكة مفتاح الإنعاش ستنتج الشركة الأولى و مقرها بجاية و بالضبط بموقع الشركة الجزائرية للبذلة (ألكوست) ألبسة مثل البدلات و المعاطف. فيما ستنتج الشركة الثانية الواقعة بغليزان بموقع شركة النساجة لواد مينة أدوات نسيجية مثل الألبسة الرياضية و القمصان و الجوارب. كما وقعت شركة تسيير مساهمات الدولة-الصناعات التحويلية و المجمع التركي " تايبا" الخميس الماضي على اتفاق شراكة حول انجاز مركب متكامل مخصص لمهن النسيج ضمن الحظيرة الصناعية الجديدة لمدينة غليزان. و يقضي الاتفاق بإنشاء ثمان وحدات صناعية للنسيج و التفصيل و مركز أعمال و مدرسة تكوين في مهن النسيج و التفصيل و قطب عقاري اقامي للمستخدمين. و من المنتظر أن تنتج مصانع المركب الأنسجة و مواد التفصيل و الألبسة الجاهزة و جميع أنواع المنتجات النسيجية. و حسب المحترفين شجع غياب الاستثمارات في إنتاج أهم الألياف الاصطناعية المستعملة في الصناعة النسيجية استيراد مواد الألبسة والصناعة النسيجية من الصين و تركيا على حساب الإنتاج الوطني. كما يعتبرون انه ليس ثمة ما يجعل الجزائر تابعة إلى الأبد لاستيراد هذه الألياف لاسيما البوليستر و الاكريليك و البولياميد المنحدرين من النفط و الغاز الطبيعي. و تعتبر الأوساط المهنية الجزائرية أنه حتى و إن لم تتمكن الجزائر من تصدير المنتوجات المصنعة يمكنها أن ننتج و تصدر المادة الأولى و الألياف الاصطناعية نحو البلدان المجاورة مثل المغرب وتونس اللذان يعتبران من المستعملين الكبيرين.