إطارات ترفع التحدي وسط منافسة حادة أطلع الفريق الصحفي، أمس، على مختلف أنشطة فرع صيانة الطائرات والمهام الموكلة له في إطار البرنامج الاستثماري المسطر، غايته استعادة الجزائر ريادتها في سوق صيانة الطيران، الذي يعد وجهة أعمال واستثمار بامتياز يحقق الأرباح المضمونة». جاء هذا في الأبواب المفتوحة، التي نظمت بقاعدة صيانة الطيران بجوار مطار الجزائر الدولي هواري بومدين، حيث تلقى الفريق الصحفي بمختلف ورشات الفرع الذي يسابق الزمن من أجل دخول الخدمة بصفة مستقلة له تنظيمه وقاعدته وسجله التجاري بدءًا من شهر جويلية الداخل. أكد هذا زيوش محمد سليم، رئيس الدائرة، مذكرا بالتدابير التي اتخذت ضمن البرنامج الاستثماري والتوجه الذي قرره رئيس الجمهورية عام 2003، في زيارة تفقد للمطار والجوية الجزائرية ومنه ورشات الصيانة، مرافعا لشراكة مع كبريات صانعي الطائرات في هذا المجال، حتى تصبح الجزائر العاصمة محور اهتمام طيران العالم والإفريقي بشكل خاص. وحسب زيوش، فإن فرع الصيانة الذي هو في طريقه لأن يكون مؤسسة مستقلة، يحضر بجدية لموعد جويلية اعتمادا على موارده البشرية ممثلة في 1250 موظف الكثير منهم تقنيون ومهندسون يملكون تجارب ثرية، وتجهيزات تكنولوجية آية في التطور تمكن من رفع التحدي. وتراهن المؤسسة حسب زيوش على الكفاءات المهنية التي تتلقى تكوينا متواصلا ورسكلة بلا انقطاع تؤهلهم لاستخدام كل تجهيزات يستدعيها عمل الصيانة. وما يحسب للشركة حرصها الشديد على النجاعة في تأدية الوظيفة التي تراها واجبا مقدسا لا تقبل التهاون، كونها تمس بأمن وسلامة الطيران والركاب. على هذا المنوال تسير شركة الصيانة التي تمخضت عن إعادة هيكلة الجوية الجزائرية وبروز 3 مؤسسات أخرى منها الاطعام، الاستغلال والتكوين، وقد كسبت ثقة المتعاملين الأجانب بانتزاعها شهادة المطابقة الأوروبية للطيران، جاعلة منها وجهة لصيانة بالاضافة إلى طائرات الجوية الجزائرية، الطاسيلي والاتار وحوامات الحماية المدنية طائرات المؤسسات الأجنبية. تتولى المؤسسة حسب زيوش صيانة 250 طائرة سنويا منها 20 طائرة أجنبية، كاشفة عن دقة عمل وتجربة يحسب لها الحساب. ذكر بهذا حكيم دباغ رئيس ورشة صيانة «اتار» ل»الشعب»، مؤكدا الصرامة في تأدية المهنة بتقنية عالية لا تقبل أي خلل، وهي مسألة تفسر لماذا تراعي المؤسسة التكوين وتمنحه الأفضلية المطلقة، حسب ما توقف عنده عزوز عز الدين، مسؤول القطاع، قائلا لنا «لدينا مراكز تكوين لدى صانعي الطائرات والتجهيزات تضاف لها ورشات تأهيليلة على مستوى الجزائر ترافق الموارد البشرية في معركة النجاعة والجاهزية تجاوبا مع أي ظرف وطارئ. لم يذهب عمروش محمد بعيدا في إعطائه لعامل الصيانة بعدا إقليميا ودوليا، مفندا ما تتداوله الألسنة عن فقدان الجوية الجزائرية مكانتها الرائدة في هذا الاختصاص، قائلا «إن كل إنجازاتها في مستوى المصداقية والاعتبار الممنوحين لها من قبل شركاء يعتبرونها رفيقهم المفضل ويعقدون معها صفقات كبرى». وأضاف عمروش، تحصلنا على عروض شراكة مع صانعي محركات طائرات حول فتح المجال لنا لأسواق يستحوذون عليها لكن مشكلتنا في الجمركة البطيئة وتشريع لا يسمح بخروج العتاد المستورد أو الممنوح لنا في الوقت المناسب، نتيجة التشريع الذي يجعل الجمركي يضع استيراد مصلحة الصيانة في نفس مرتبة مستورد النقال أو أي سلعة أخرى. عمروش محمد نائب مدير الصيانة، أبرز قابلية الإطارات في الذهاب إلى الأبعد في المهمة الجديدة التي تراهن على كسب أسواق ومتعاملين إضافيين. نفس الموقف أبداه زموشي فاضل، نائب مدير الهندسة بالصيانة، مشددا على عامل الأمان والسلامة التي هي الرأس المال الثابت والقيمة التي لا تقدر بثمن. واعتبر زموري مهدي، أن التطور المذهل في عالم الطيران ترافقه ثورة علمية وتكنولوجية تحتل فيها الصيانة الحلقة الأقوى. وقال يحي ادريس، رئيس مصلحة صيانة محركات الطائرات، أن التحدي رفعته الاطارات الجزائرية الساهرة ليل نهار من أجل أن يبقى الأسطول الجوي الجزائري مرفوع الهامة والشأن. وتدخل عبد المومن جلولي حاسما أن إطارات مجمع الجوية الجزائرية برهنوا في الأوقات الصعبة، أنهم في ريادة التحدي، مكسرين الحصار غير المعلن على البلاد خلال العشرية السوداء، مؤكدين للملأ والمشككين أن المستحيل عندهم ممكن.