فتحت مؤسسة تجديد عتاد الطيران التابعة لقيادة القوات الجوية أمس، أبوابها لممثلي الصحافة الوطنية للاطلاع على مختلف وحدات التصليح والتصنيع والتي تؤكد أن وزارة الدفاع الوطني تولي أهمية كبيرة لقطاع الصيانة والتجديد، لاسيما فيما يخص عتاد الطيران الذي يتسم بالدقة، وتراهن مؤسسة التجديد التي صارت منذ أفريل الماضي »مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري« على تحقيق نتائج باهرة والتوجه نحو توسيع نطاق خدماتها للقطاع المدني، لكن يبقى التكفل باحتياجات المؤسسة العسكرية على رأس الترتيب. وقد طاف مدير مؤسسة تجديد عتاد الطيران الكائنة بالدار البيضاء شرق العاصمة مع ممثلي الصحافة رفقة إطارات آخرين بمختلف الوحدات والمخابر والمستودعات، حيث كان مسؤول كل دائرة يقدم شروحات حول سير العمل وموقع تخصصه ضمن السلسة الكبيرة التي تعني إعادة هيكلة ومراجعة وتصليح الطائرات العمودية، الحوامات والطائرات المقاتلة. وقدم المدير التقني للمؤسسة المقدم مراد بوكرمة عرضا مصورا عن تاريخ المؤسسة التي بلغت سن ال60 عاما، مشيرا إلى أنها تعود إلى سنة 1939 وتدرجت في توسيع نشاطها منذ أن كان المؤطرون أجانب، وإلى أن صارت كل إطاراتها التقنية والتسييرية جزائرية مائة بالمائة، ولم يتأت ذلك بسهولة -يقول أحد الاطارات- بل كان الجيل الأول يفتك وينتزع الخبرة انتزاعا، لتصبح المؤسسة اليوم بفضل هذا الرعيل تحوز الخبرة في تكوين إطارات ذات كفاءة تغني بلادنا عن استيراد المهندسين والتقنيين، وفي هذا الإطار تحصي المؤسسة اليوم 1285 عاملا منهم 70 مهندسا يتمتعون بتكوين عال، ويمثل المدنيون فيها 800 عاملا منهم التقنيون والمهنيون في مختلف التخصصات. وذكر مدير مؤسسة تجديد عتاد الطيران العقيد نور الدين عجال أن المرسوم الرئاسي المؤرخ في 27 أفريل 2009 المتلعق بتغيير الإطارالقانوني للمؤسسة وتحويلها إلى "مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري" سيفتح الأبواب واسعة أمام المسيرين لرفع التحدي وتوسيع نطاق الخدمات التي تبقى على رأس أولوياتها »المؤسسة العسكرية« وستكون للمؤسسة الاستقلالية المالية التي تمكنها من اقتناء العتاد في وقته واختصار الإجراءات الإدارية التي من شأنها تأخير عملية التجديد والتصليح في وقتها، وحسب العقيد عجال فإن هذا التحول الهام في الطابع القانوني للمؤسسة سيمكنها من رفع التحدي وتحقيق النتائج الباهرة. وقد طاف ممثلوا الصحافة ضمن "الزيارة الموجهة" بمختلف وحدات التجديد ومنها ورشة الميكانيك العامة، ورشة الشفرات، قسم تصليح الأطراف مخابر التحليل الكيميائي، ورشات المحركات، قسم التجهيزات الكهربائية وغيرها وكلها تصب في خانة واحدة هي أن الطائرة التي يتم إخضاعها للمراجعة الدورية يتم تشريحها وتفكيكها جزءا جزءا ليتم بعدها إصلاح الفاسد أوالمهترئ منها بطرق دقيقة لا مجال فيها للتخمينات والنسبيات، يقول أحد الإطارات، ولأن التقني أو المهندس يقوم بمراجعة أي قعطة وفق أجهزة قياس دقيقة ويتم تحيين الدفتر الصحي للطائرة بكل المعومات بعد إجراء الفحوصات والصيانة. وستتمكن مؤسسة تجديد عتاد الطيران من الاستجابة للطلبات والاحتياجات المتلعقة بوسائل الجيش الوطني الشعبي، بفضل الانفتاح الاقتصادي والاستقلالية المالية التي يوفرها القانون الجديد، لاسيما وأن شساعة بلادنا وضرورة توفير وسائل النقل العسكرية والسلاح الجوي للمراقبة وحماية التراب الوطني تبقى على رأس اهتمامات الجيش الوطني الشعبي الذي يفتخر اليوم بكفاءاته في مختلف وحدات القتال ومؤسسات التكوين وورشات التصنيع والتجديد.