الرئيس بوتفليقة وضع المرض ضمن أولويات برنامجه التشخيص المبكر لإنقاذ الطفل من الإعاقة الذهنية أعلن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف، عن وضع مخطط وطني خاص بمرضى التوحد في الجزائر، بغية تحسين التكفل بهم منذ الولادة ومرافقتهم طوال حياتهم، موضحا أن تسجيل تطور ونتائج جيدة لن يتحقق إلا في حال وضع خطة وطنية متكاملة تكون متعددة القطاعات. أكد وزير الصحة، على هامش الملتقى الدولى حول «التوعية من مرض التوحّد» المنظم، أمس، بالمدرسة العليا للفندقة والإطعام بعين البنيان، بحضور مجموعة من الوزراء، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أعطى تعليمات واضحة تتعلق بضرورة التكفل بمرضى التوحّد ووضعهم ضمن أولوياته الرئاسية، داعيا جميع القطاعات إلى العمل المتكامل، كون التكفل بالتوحد لا يتوقف عند الطب العقلي والبحث، بل يتطلب مقاربة شاملة متعددة التخصصات والقطاعات وكذا إشراك الأسر والحركة الجمعوية. وكشف الوزير عن أهم محاور المخطط الوطني لمرضى التوحد، في مقدمتها ضمان التكوين المناسب للموظفين والمتدخلين على مستوى القطاعات المعنية والتشخيص المبكر والتطفل المختص بالمريض منذ ولادته ومرافقة العائلات ووضع برامج بحث تسمح بالتعرف أكثر على المشاكل ومدى استفحالها. ولم ينف بوضياف النقص الحاصل على مستوى وحدات طب الأمراض العقلية فيما يخص الإطارات المتخصصة وصعوبة التكفل بالأطفال المرضى بشكل فردي في بيئة تجتمع فيها جميع مشاكل الصحة العقلية، زيادة على تسجيل نقص في الهياكل والمستخدمين المتخصصين في التكفل بمرضى التوحد والتأخر المسجل في إمداد التعليم المقدم عبر التكوين الأولي والمتواصل للأطباء والموظفين شبه الطبيين والأطباء النفسيين والمربيين والتربويين، وهو الأمر الذي ساهم في زيادة صعوبة التكفل بالأشخاص المصابين باضطرابات طيف التوحد الذي من المفروض أن يكون متعدد التخصصات. في ذات السياق، أوضح بوضياف أن التكفل الطبي لا يشكل إلا جزءا من الحل، نظرا لأهمية المرافقة الاجتماعية للمريض وإعادة تأهيله مدى الحياة، من خلال تبادل المعلومات بين المهنيين والأولياء لإعطاء الطفل المتوحد فرصا أكثر في الاندماج، بالإضافة إلى ضرورة إيجاد تكفل طبي نفسي وتربوي متكامل. من جهته أشار الفرنسي فيليب إيفرارد خلال مداخلته، إلى أن الدراسات العالمية لم تحدد بعد الأسباب الرئيسة التي تؤدي إلى الإصابة بمرض التوحد، إنما 10 من المائة من الحالات المسجلة سببها يتعلق بوجود خلل في الجينات الذي يعمل على ظهور الاضطرابات المختلفة. وأكد وجود نوع من الاشتباكات العصبية الكثيرة التي تتلاقى فيها الخلايا العصبية، وهو ما قد يحدث اضطرابا مبكرا في تطور الطفل ويؤثر بشكل دائم على قدرات التواصل والتفاعل مع المجتمع. وأكد فيليب، أن البحوث الجديدة أثبتت أن التوحّد يمكن ألا يكون مرضا بل اختلافا يتميز به المتوحدون في حال تم فهمهم واكتشاف حالتهم في مرحلة مبكرة، من خلال التشخيص الجدي وتقييم شامل فيما يخص الاضطرابات، مما يضمن تكفلا ومرافقة أنسب، مضيفا أن العوامل البيئية والوراثية قد تكون من مسببات الإصابة بمرض التوحد.