استوقفت صفارات الإنذار أطلقتها السفن الراسية بميناء الجزائر سكان العاصمة وزوراها، صبيحة أمس الأول الثلاثاء، بين دهشة وتساؤل بشغف عن السبب، تبادلت الوجوه النظرات لتتجه الأعين من شارع زيغود يوسف وشرفات العمارات المطلة على البحر نحو خليج الجزائر، حيث كانت بارجة حربية جديدة تدخل بشموخ إلى حوض ميناء الجزائر حاملة بشائر العزة والكرامة؛ إنها عروس القوات البحرية الوطنية التي تعزز الأسطول البحري الساهر على حماية حرمة المياه الإقليمية من أي خطر محتمل في زمن تتعرض فيه البلاد لمكائد وتحرشات مبطنة. حينها ارتسمت ابتسامة تقاسمها الكثيرون فعلت وجوه الناس تغمرهم سعادة بثت ارتياحا في مدينة البهجة وهي تستقبل الباخرة - التحفة ذات الهيبة المستمدة من هيبة الجزائر البيضاء التي تحرسها القصبة بتاريخها وسكانها البواسل. إنها جواب صريح آخر لكل من تسول له نفسه الوقوع في المحظور. كان المشهد رائعا، انجذب إليه المارة الذين شعروا وهم في حالة نشوة ملؤها الفخر والاعتزاز بقواتنا البحرية، الذراع المتين للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، بمدى القوة التي تتمتع بها بلادنا وقدرة شعبها على مواصلة مسار البناء في ظل الاستقرار بما في ذلك تحصين الوطن بما يلزم. هي لحظات التحمت فيها صور المدنيين وهم يدركون قوة بلادهم، بصورة الباخرة الحديثة وهي ترسو باتزان وهدوء يعكسان وزنها في الساحة، فيما تحيط بها قاطرات المؤسسة المينائية للجزائر بن بولعيد وسي الحواس، فيما قاطرة أعالي البحار كانت تطلق عبر خراطيمها سيولا من المياه تعبيرا عن الفرحة باستقبال الجوهرة ومن السماء ترافقها طائرة النجدة والبحث كالنسر اليقظ الذي يترصد كل صغيرة وكبيرة. تجدر الإشارة، إلى أن أسطول النقل البحري للبضائع قد تدعم أيضا باقتناء مؤسسة «كنان ماد»، باخرة التيطري التي وصلت ميناء العاصمة قبل 3 أيام.