لوح: تكثيف جهود دعم اللاجئين واعتماد لغة الحوار لفك النزاعات منحت المنظمة العربية الدولية للهلال والصليب الأحمر، أمس، درع فارس الإنسانية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، تقديرا لجهوده في مجال إرساء دعائم السلم والأمن في المنطقة العربية، وإحلال السلم والمصالحة في عدة بلدان، مشيدة بمواقف الرئيس تجاه القضايا الإنسانية في العالم والجهود التي تبذلها بلادنا في خدمة اللاجئين والمهاجرين، معلنة عن اختيار الجزائر عاصمة العمل الإنساني لسنة 2017. جاء التكريم على هامش المنتدى الدولي لإحياء اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر الذي نظمه الهلال الأحمر الجزائري، أمس، بفندق الهلتون بالعاصمة، وفي كلمة له بالمناسبة، أكد وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، أن العالم اليوم مطالب ببذل مزيد من الجهود للاهتمام باللاجئين، مشيرا إلى أنه من المؤسف أن نسجل بأن المصالح والتحالفات الجيواستراتيحية التي غالبا ما تمليها اعتبارات آنية ومادية كانت ومازالت أقوى من إرادة الشعوب التواقة للأمن. وأضاف لوح أن مأساة المهاجرين واللاجئين والأطفال التي يشهدها العالم اليوم هي أحد إفرازات اختلال في التوازن للمنظومتين العالميتين الإقتصادية والمالية، مؤكدا أن التجاذبات الدولية في ظل تغيير في العلاقات الدولية أخلت بالتوازن الضروري للحفاظ على الاستقرار والأمن الدوليين. وحذر وزير العدل من التداعيات الخطيرة لانتشار الجريمة المنظمة والإرهاب وظاهرة الاتجار بالبشر، مجددا دعوة الجزائر الرامية إلى تنسيق الجهود لإحلال السلم والأمن في المنطقة العربية، قائلا إن دعوات الجزائر نابعة من الوضع الإنساني المتأزم الذي عاشته الجزائر سنوات العشرية السوداء. من جهتها قالت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، إن الجزائر أصبحت مثالا يقتدى به في المجال الإنساني الذي هو وليد ثورة التحرير، مؤكدة أن الشعب الجزائري لا يمكنه الوقوف مكتوف الأيدي حيال ما يحدث في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة والصحراوية. ودعت بن حبيلس إلى العمل لجعل منظمات العمل الإنساني ورقة ضغط على الأممالمتحدة لوضع حل دائم لمناطق النزاع في العالم. الجزائر عاصمة العمل الإنساني لسنة 2017 وتعمل الجزائر التي ستحتضن العام المقبل عاصمة العمل الإنساني على دعم الخطاب التصالحي وهو ما أكده الأمين العام للمنظمة العربية الدولية للهلال والصليب الأحمر صالح بن حمد السحيباني الذي أشاد بدور الجزائر في إحلال السلام والاستقرار وتواصل جهودها لدعم العمل الإنساني، من خلال دورها في إخماد نار الفتنة في عدة دول يقول السحيباني، معلنا على أن إجماع المجلس العربي لمنظمات العمل الإنساني لاختيار الجزائر عاصمة للعمل الإنساني هو إجماع من الدول العربية على دورها المحوري في إرساء قواعد لغة الحوار. وفي هذا الصدد دعا ذات المسؤول الفاعلين في العمل الخيري إلى تغليب لغة الحوار والعقلانية دائما في حل المشاكل، موضحا أن الجزائر قدمت الكثير للاجئين في العالم وهو ما يدعونا إلى تقدير مواقفها من خلال منح الرئيس بوتفليقة درع فارس الإنسانية تثمينا لدوره الرائد في العمل الخيري. بدوره أشاد ممثل المنظمة الدولية للهلال والصليب الأحمر بالجزائر “اسكار اوماربكوف” بجهود الجزائر في دعم اللاجئين والمهاجرين، منوها إلى الجهود التي تبذلها جمعية الهلال الأحمر الجزائري في دعم الفقراء والاهتمام بمناطق النزاع في العالم. كما شدد ممثل الفدرالية الدولية للصليب والهلال الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلياس غانم، على ضرورة دعم الجمعيات المدنية والخيرية العاملة في المجال الإنساني، معتبرا إياها الطريقة الأوحد لحل النزاعات، مشيرا إلى أن قمة الإنسانية التي ستعقد مستقبلا في تركيا محطة هامة لتأكيد دعم المنظمات الإنسانية. وأجمع ممثلو منظمات الهلال الأحمر المشاركين في المنتدى على غرار ليبيا وتونس، موريتانيا والصحراء الغربية وفلسطين، مالي والنيجر على دور تدهور الوضع الإنساني في مناطق النزاع، حيث ذكر ممثل فلسطين أن الاحتلال قوض كل جهود عمليات الإغاثة، في حين اعتبر ممثلي مالي العراقيل التي تواجهها المنظمات الإنسانية تحديا كبيرا لابد من مواجهته. وفي هذا الإطار أشاد ممثل الصحراء الغربية بجهود الجزائر التاريخية في إغاثة اللاجئين الصحراويين رغم الصعوبات المسجلة، مثمنا استمرار المساعدات الدولية وفي مقدمتها الجزائرية، وفي هذا الخصوص قال ممثل ليبيا أن بلاده تشيد بالدور الذي تقوم به بلادنا في الوقوف مع الشعب الليبي في محنته.