نظمت مديرية الثقافة لولاية الوادي، الملتقى الوطني التاسع للتراث الثقافي تحت شعار “التراث قيمة اقتصادية” أيام 17/18 ماي الجاري بدار الثقافة محمد الأمين العمودي، حيث دارت فيه عديد المداخلات التي تجاوزت 28 مداخلة قسمت على 05 محاور نشطها عديد الدكاترة والأساتذة من مختلف ولايات الوطن، وشهد أيضا زيارة ميدانية لمشروع ترميم الزاوية التيجانية بقمار حيث تم فيه عرض الدراسة وأساليب الترميم من طرف صاحب مكتب الدراسة ومتابعة المشروع، وعرض فيلم وثائقي بعنوان “ المنسج” من إخراج بوبكر حداد الحائز عن المرتبة الأولى وطنيا كأحسن فيلم وثائقي، هذا العمل الذي يوثق التراث قيمة اقتصادية. تطرقت مجمل المداخلات إلى أهمية التراث الثقافي واستغلاله والاستثمار فيه دون المساس به طبعا وفقا للقوانين المتعلقة بحمايته، وكذا التحسيس والتفعيل الإعلامي لهذا الموضوع الجدير بالاهتمام ليكون مرجعا وذا قيمة وينبش الغبار عليه ويستغل هذا الموروث بتوثيق أهم المعالم التاريخية في المجال السياحي لتحسين الدخل وبالتالي يصبح هذا التراث ذا قيمة اقتصادية ويجذب اهتمام الكثير. ومن أهم توصيات الملتقى التي تقدم بها المشاركون هي ضرورة إشراك مختلف الهيئات الإدارية والثقافية المعنية بالتراث، فتح تخصصات بجامعة الوادي تعنى بالتراث المعماري والأثري والتاريخي، تشجيع طلبة الجامعات والمعاهد على البحث التاريخي والمعماري والأثري، اقتراح إنشاء حظيرة وطنية خاصة بمنطقة الواحات، إعداد أطلس أثري يعتبر بمثابة دليل للمعالم والمواقع الأثرية والتاريخية ويكون خاصا بكل منطقة على المستوى الوطني، دعوة أقسام التخصص في الجامعة للمشاركة في مثل هذه الفعاليات والملتقيات المتخصصة، إدراج الثقافة التراثية ضمن البرامج التربوية والإعلامية، توظيف واستغلال المعالم الأثرية كفضاءات تروج للصناعات التقليدية، التحسيس بضرورة الحفاظ على المعالم التراثية وتجنب الإضرار بها وأن تضطلع السلطات المعنية بدورها الفعّال في حفظها وصيانتها وترميمها، تفعيل دور المؤسسات الإعلامية بجميع وسائلها في التوعية والتحسيس بأهمية التراث المعماري والتاريخي، التوثيق السمعي البصري للمعالم الأثرية والمواقع التاريخية وتسجيلها ونشرها وتسويقها وطباعة أعمال الملتقى الوطني. كما وزع الإصدار الجديد لمديرية الثقافة لولاية الوادي على الحضور بمناسبة اختتام الملتقى وكذا شهر التراث تحت عنوان”فكِر وتفرهد” وهو عبارة عن لعبة ألغاز شعبية موجهة للأطفال، تهدف إلى التعريف بالتراث المحلي لولاية الوادي وإعادة إحياء موروث الأجداد من ألغاز شعبية باللهجة المحلية حتى تحفظ ذاكرة التراث من النسيان.