انطلقت بجامعة سكيكدة فعاليات الملتقى الوطني السابع حول التراث الأثري لولاية سكيكدة، والتي تستمر على مدار يومين. وجاء هذا الملتقى بالتزامن مع الاحتفال ب"شهر التراث"، ويهدف أساسا إلى إظهار أهمية الآثار المحلية وتحديد معالمها الحضارية وقيمتها التاريخية وسبل الحفاظ عليها وحمايتها من التخريب والتشويه والسرقة والتهريب، والسعي من أجل جمع أكبر عدد من المختصين في مجالات مختلفة "أثريين، مؤرخين، مهندسين، قانونيين وعناصر الأمن.." من أجل المساهمة في اقتراح حلول علمية كفيلة بالمساهمة في الحفاظ على تراث الأمّة. وشهدت منطقة سكيكدة خلال الفترة الأخيرة عدة اكتشافات أثرية مهمة، آخرها الرأس الذي تم العثور عليه بمنطقة "وادي طنجي" ببلدية "عين الزويت"، بالإضافة إلى اكتشافات أخرى اشتملت على نصب جنائزي، وتوابيت الدفن وغيرها من اللقى الأثرية، التي تزخر بها مختلف مناطق الولاية وغيرها من المواقع التي تحتوي على مظاهر تراثية متنوعة يعود تاريخها إلى عهود خلت، كالفينيقية والنوميدية والرومانية والبيزنطية، وهو ما يشير إلى أن هذه المنطقة توالت عليها حضارات متعددة. وإلى جانب التراث المادي، تشتمل المنطقة أيضا على إرث حضاري غير مادي غني يتمحور حول التقاليد والعادات الموروثة والتعابير الشفوية والفنون، المظاهر الاحتفالية، المعارف، الممارسات الخاصة بالطبيعة وبالصناعات التقليدية. وعلى هذا، يتناول الملتقى الوطني السابع سبل إبراز التراث الأثري المعماري والفني في ضوء دراسة الجوانب الحضارية والثقافية والتاريخية ومظاهر التواصل الحضاري والرؤى المستقبلية للآثار من خلال عدة محاور أبرزها؛ المعالم الأثرية والتاريخية والحضارية لمنطقة سكيكدة، التراث "الأركيولوجي" لمنطقة سكيكدة، التراث المادي وغير المادي لمنطقة سكيكدة، التراث العمراني الكولونيالي لمراكز سكيكدة، قبائل منطقة سكيكدة: العادات والتقاليد والموروثات. كما يهدف هذا الملتقى، الذي يجمع نخبة من الأساتذة والمختصين من مختلف الجامعات؛ إلى حماية المعالم المصنفة وغير المصنفة، ضمن مخطط دائم للحفاظ على التراث المحلي وتثمينه، والقيام بعملية جرد للتراث المحلي لمعرفة كل عناصره وذاكرته، والعمل على إنقاذه من الزوال، ومعرفة الطابع "الفلكلوري" مثل اللباس والغناء والرقص.