صدر عن دار الخلدونية كتاب تحت عنوان'' الجزائر ومنظمة التجارة العالمية، معوقات الانضمام وآفاقه'' للمؤلف والباحث سليم سعداوي، أين تطرق إلى آفاق انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة في ظل الواقع المعاش، خاصة وأن هذا الانتماء يفرض على الإقتصاد الوطني تحديات كبيرة. رأى الكاتب من خلال مؤلفه أن دخول الجزائر في المنظمة العالمية للتجارة يحتاج إلى التخلي عن الأساليب القديمةلتسيير الإقتصاد الوطني والبحث عن الوسائل الكفيلة لمواجهة ذلك بأساليب عصرية وعلمية في نفس الوقت، وجاء هذا الكتاب في 128 صفحة حمل بين طياته الأسباب التي أدت به إلى اختيار الموضوع، أهمية الموضوع، الإشكالية والفرضيات، المنهج المتبع في الدراسة، وبهدف الإلمام بحيثيات هذا الموضوع والسيرالحسن له ارتأى سليم سعداوي أن يقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول، حيث تناول في الأول التنظيم الدولي الجديد، وتعرض فيه إلى المنظمة العالمية للتجارة، وأسباب نشأتها، مبادئها العامة، أهدافها، الهيكل التنظيمي لها، ومجال عملها، بالإضافة إلى تطورها وحل النزاع فيها، وتحدث سعداوي في هدا الفصل عن التطورات الكثيرة في النظام التجاري مند توقيع الاتفاق العام للتعريفات الجمركية عام 1947 ، وصولا إلى المنظمة العالمية للتجارة التي انطلق نشاطها في جانفي ,1995 هذه التطورات التي أدت إلى جدل واسع النطاق في العالم بين الدول المتقدمة والنامية، والمتعلق أساسا بالمصالح المتضاربة لكل طرف، حيث بين المؤلف سعداوي أن نهاية القرن العشرين تعتبرمنعطفا تاريخيا تميز باستكمال حلقات النظام الإقتصادي العالمي مع قيام منظمة التجارة العالمية، بعد تحولات إمتدت من 1947 إلى1994 ، عقدت خلالها ثماني جولات في إطارالاتفاقية العامة للتجارة والتعريفة الجمركية، كان آخرها جولة الأورغواي، التي دامت ثماني سنوات، وأثمرت ميلاد منظمة التجارة العالمية، هذه الأخيرة التي نشأت بعد سلسلة من التحولات جاءت في شكل جولات، تميزت الخمس الولى بالتركيزعلى تحرير التجارة العالمية من القيود الجمركية، حيث حققت بالفعلتقدما كبيرا لإزالة الكثير من القيود الجمركية في وجه التدفقات السلعية، أما الجولات الثلاثة الأخيرة''كيندي، طوكيو، والأورغواي''فإنها تحتل مكانا متميزا لما حققته من نتائج، كما أرجع سعداوي السبب إلى الإختلافات الرئيسية بين المنظمة العالمية للتجارة والإتفاقية العامة لتجارة التعريفة الجمركية. وفي الفصل الثاني فقد درس المؤلف دافع انضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية، المفاوضات، شروط الإنضمام، الإصلاحات التي قامت بها الجزائر من أجل الإنتماء إليها، والصعوبات التي أخرتها في ذاك المسعى، ليحاول في الفصل الثالث إبراز أهم الإنعكاسات المرتقبة على الإقتصاد الوطني والإجراءات الممكن اتخاذها لحمايته، ويخلص في الأخير إلى جملة من النتائج، إضافة إلى عدد من التوصيات التي تساعد الجزائر على مواجهةهذا الفضاء الشرس تجاريا في مثل هذه المنظمة، فبحكم الثروات التي تتمتع بها الجزائر فإنها أمام نافذة تاريخية يجب عليها استغلالها، ولأن الإقتصاد الوطني يتميز بالهشاشة فعلى الجزائر أن تحاول النهوض به حتى يكون مهيأ وقادرا على الوقوف في وجه العولمة. أما عن المناهج التي اتبعها المؤلف في دراسته فهي اربعة المنهج التاريخي، الإستنباطي، الوصفي التحليلي، ومنهج دراسة حالة.