صدر حديثا كتاب جديد للأستاذ سليم سعداوي يحمل عنوان "المنافسة في سوق الهاتف النقال، موبيليس نموذجا" عن دار الحديث للكتاب. وقسّم الباحث سليم سعداوي كتابه "المنافسة في سوق الهاتف النقال، موبيليس نموذجا"، إلى مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة وذكر في مقدمة الكتاب الأهمية الكبيرة لتحليل المنافسة في إدارة المؤسّسة الحديثة في عالم اليوم، حيث تكثر الحروب التسويقية واستراتيجية الدفاع وهزيمة المنافسة وتتعرّض أغلب المؤسّسات في السوق للمنافسة من مؤسّسات تنتج سلعا وخدمات مماثلة أو بديلة، وطرح الكاتب إشكالية "كيف يمكن للمؤسّسات الاعتماد على تطوّر التسويق لمختلف نشاطاته، لمواجهة منافسيها والحصول على أكبر عدد من الزبائن والمحافظة عليهم وجعلهم أوفياء لمنتوجهم أو خدمتهم؟" . وحدّد الكاتب الهدف من دراسة موضوع المنافسة في سوق النقّال انتقالا من سلوك المستهلك والعمل وذلك من خلال محاولة ربط الجانب النظري بما هو معمول به وبما هو موجود فعلا في سوق المنافس، كما عمل الكاتب على إبراز شمولية التسويق وإمكانية تطبيقه في جميع الميادين وكذا إبراز أهمية ونطاق التسويق في مجال الخدمات وأهمية المنافسة في تأثيرها على سلوك المستهلك، علاوة على التعرّف على المتغيّرات البيئية للتسويق في ميدان الاتصالات وإدراك أهمية عناصر المزيج التسويقي في رسم استراتيجية تسويقية فعّالة تضمن للمؤسّسة مكانة متميّزة في السوق. وتناول المؤلّف في الفصل الأول مختلف المفاهيم والتعاريف ونطاق تسويق الخدمات وخلص إلى أنّ التسويق عرف تطوّرات عبر حقب زمنية ليصل إلى ما وصل إليه، حيث أصبح مفهومه مطبّقا في المؤسّسات الربحية وغير الربحية وحتى على المستوى المحلي والدولي، كما أنّه لم يقتصر على السلع المادية فقط بل تجاوزه إلى الخدمات وأصبح هناك تسويق الخدمات. وأكّد سعداوي أنّ جميع المجالات التطبيقية تحتاج إلى نظام معلومات وبحوث التسويق ولكلّ منها أهمية خاصة في صنع القرار التسويقي فأصبح للتسويق أهمية كبيرة في الآونة الأخيرة وخاصة في مجال الخدمات الذي أصبح يحتل مكانة هامة في النشاط الاقتصادي. أمّا الفصل الثاني، فقد تطرّق فيه الكاتب إلى مفهوم المنافسة والميزة التنافسية وكذا سلوك المستهلك، واعتبر أنّ مواجهة المنافسة يفرض على المؤسّسة أن تتميّز عن منافسيها بما يدفع أكثر ويرضي المستهلكين، مضيفا أنّه لتحقيق هذا الغرض تلجأ المؤسسة إلى تطبيق استراتيجيات مختلفة منها الاستراتيجية التنافسية وكذا الدراسات التي تجرى من أجل المستهلكين، بالمقابل تعدّ دراسة سلوك المستهلك دراسة لكلّ أبناء المجتمع وذلك من خلال دراسة السلوك الاستهلاكي من حيث قدرة المستهلك المادية والنفسية والعوامل البيئية المحيطة به. وتناول سعداوي في الفصل الثالث شركة "موبيليس" نموذجا لدراسته فقال أنّ سوق النقال مجال آخر تمّ فتح الاستثمار فيه للقطاع الخاص الوطني والأجنبي، مضيفا أنّه بعد أن كان المتعامل العمومي الوحيد الحامل للعلامة التجارية "موبيليس" محتكرا للسوق، تمّ إعطاء رخصة استغلال لكلّ من المتعامل المصري أوراسكوم تيليكوم (جازي) والوطنية للاتصالات الكويتية (نجمة)، فشهد السوق تنافسا حادا بين المتعاملين الثلاث، وأضاف أنّ "موبيليس" التي تحتل المرتبة الثانية بعد شركة "جازي" بأكثر من خمسة ملايين مشترك تسعى إلى تقديم أحسن الخدمات والحملات الإشهارية عبر الطرق السريعة والجرائد والتلفزيون وكذا انتشار الأكشاك ومحلات بيع أجهزة الهاتف النقال، بالإضافة إلى بطاقات تعبئة الاشتراك وانخفاض الأسعار التي عرفت انخفاضا ملموسا وكبيرا خلال فترة وجيزة من عمر المنافسة. وجاء في خاتمة الكتاب ذكر أهمية التسويق إذ يعتبر من أهمّ الوظائف التي تقوم بها المؤسّسة نظرا للتغيّرات الحادثة في الميدان الاقتصادي تحديدا، كما تمت الإشارة إلى أهمية التسويق بالنسبة للخدمات وكذا أهمية المنافسة ومعرفة القوّة والضعف للمنافسين، وأضاف الكاتب أنّه في ضوء رغبات واحتياجات المستهلك تحدّد وترسم الأهداف التسويقية، علاوة على ضرورة اكتساب الميزة التنافسية وكسب ولاء المستهلك. وتطرّق الكاتب إلى النتائج التي خلصها من خلال دراسته هذه فكتب أنّ كبر حجم السوق أدّى إلى كبر الاستثمار وأنّ سوق النقال يعرف تطوّرا ونموّا مستمرا، بالإضافة إلى اشتداد المنافسة في مجال الهاتف النقّال والاعتماد على المزيج التسويقي في تسويق خدمة النقال، وشدّد سعداوي على أنّ نجاح أيّ مؤسّسة في السوق يعتمد على نجاعة الاستراتيجية التسويقية المتّبعة لكسب ميزة تنافسية في السوق وكسب ولاء المستهلكين ومنها تحقيق الأهداف وكذلك كفاءة رجال التسويق فيها. للإشارة الكاتب سليم سعداوي صاحب منهجية التنقيب حول الظواهر الاجتماعية المعاصرة ورائد في تحليل الكثير من الأزمات الراهنة على الصعيدين المحلي والدولي له العديد من المؤلفات من بينها "السندات التجارية في القانون الجزائري"، "حماية المستهلك"، "علاقات الإعلام والاتصال بين الدول" و"الجزائر ومنظمة التجارة العالمية".