"الجزائر ومنظمة التجارة العالمية، معوقات الانضمام وآفاقه"، كتاب للمؤلف والباحث سليم سعداوي يقع في 127 صفحة، صادر عن منشورات "دار الخلدونية". قسّم سليم سعداوي كتابه "الجزائر ومنظمة التجارة العالمية، معوقات الانضمام وآفاقه"، إلى ثلاثة فصول، إضافة إلى مقدّمة وخاتمة عامة وملاحق ومراجع، وطرح في بداية عمله عدّة إشكاليات في محاولة لفهم آفاق انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة في ظلّ الواقع المعيش، ونتج عن هذا التساؤل عدّة تساؤلات أخرى على غرار "ما هي المنظمة العالمية للتجارة وأسباب نشأتها؟"، "ما هي المبادئ التي ترتكز عليها هذه المنظمة؟"، "هل الواقع الاقتصادي الجزائري يتماشى مع المنظمة العالمية للتجارة؟"، "ما هو المسار المعتمد لانضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة؟"، إلى جانب "ما هي النتائج التي تجنيها الجزائر جراء انضمامها إلى المنظمة العالمية للتجارة؟" و"هل يمكن للجزائر تفادي الانعكاسات السلبية لحماية اقتصادها؟". وجاء الفصل الأول تحت عنوان "التنظيم الدولي الجديد" وقُسم بدوره إلى ثلاثة مباحث، تناول الكاتب في المبحث الأوّل أسباب نشأة المنظمة العالمية للتجارة، وكذا مبادئها وهيكلها التنظيمي، وتطرّق في المبحث الثاني إلى وظائف ومجال عمل المنظمة العالمية للتجارة، أمّا المبحث الثالث فكان بعنوان "تطوّر المنظمة العالمية للتجارة وحلّ النزاعات فيها". وخلص الكاتب في الفصل الأول إلى القول أنّ النظام التجاري العالمي تطوّر بشكل سريع جدّا من خلال الجولات العديدة التي عقدت في إطار اتفاقية "الغات"، وعرفت الجولة الأخيرة بالأرغواي من عام 1986 إلى 1993، ميلاد المنظمة العالمية للتجارة، التي عرفت بدورها انعقاد أربعة مؤتمرات بهدف تحقّق المزيد من التحرير للتجارة في قطاعات ومجالات جديدة، وتهتمّ هذه المنظمة بتسوية النزاعات وتحقيق المفاوضات متعدّدة الأطراف حول مواضيع الاتفاقية. الفصل الثاني يحمل عنوان "الجزائر وانضمامها إلى المنظمة العالمية للتجارة"، وينقسم إلى ثلاثة مباحث، الأوّل "حتمية الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة"، الثاني "شروط وإجراءات الانضمام إلى المنظمة"، والثالث"واقع الاقتصاد الجزائري"، وتناول سعداوي في هذا الفصل حقيقة سعي الجزائر للحصول على عضوية في المنظمة العالمية للتجارة، حيث خاضت لحد الآن ثماني جولات وتبقى الجولة التاسعة التي تعلق عليها كلّ الآمال لتحقيق المسعى، بالرغم من تباطئها وتردّدها في الانضمام. مضيفا أنّه على الرغم من حجم الموارد الاقتصادية التي يتميّز بها الاقتصاد الجزائري إلاّ أنّ هناك مجموعة خصائص تعيقه، كونه اقتصاد مديونية وريعيا وتطوّرت فيه آليات الفساد. مطالبا في السياق نفسه، بضرورة أن تنتهج الجزائر إستراتيجية واضحة المعالم ومحدّدة الأهداف تحقّق اندماجا إيجابيا في الاقتصاد العالمي. أمّا الفصل الثالث فهو تحت عنوان "آثار وانعكاسات انضمام الجزائر إلى المنطقة العالمية للتجارة"، قسّمه المؤلّف إلى مبحثين، الأوّل تناول فيه "الانعكاسات المرتقبة على الاقتصاد الوطني" والثاني "الإجراءات الممكن اتّخاذها لحماية الاقتصاد الوطني"، استنتج الكاتب من هذا الفصل انّه لا توجد آثار إيجابية إلاّ بوجود آثار سلبية كذلك، وذلك على جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، لهذا يجب على الجزائر بالرغم من تأخّرها في الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة، العمل على استغلال جميع الفرص المتاحة وبشكل جدّي حتى تقلل من حجم الآثار السلبية التي قد تمسّ مختلف القطاعات. مضيفا أنّه على الجزائر استغلال بعض المزايا والفرص الممنوحة للدول النامية الأعضاء بالمنظمة لحماية الاقتصاد الوطني من المنافسة الخارجية، وهذا عن طريق مواكبة التغيرات التي تحدث على المستوى العالمي. وفي الأخير، قدّم الأستاذ سليم سعدواي، توصيات واقتراحات تصبّ في نفس الموضوع، وهي أهمية استغلال الجزائر لفرصة انضمامها إلى المنظمة العالمية للتجارة، كما عليها النهوض باقتصادها الهشّ قبل تحقيق الخطوة الأولى، أيضا لا يجب النظر إلى آثار الانضمام في الأجل القريب لأنّها حتما ستكون سلبية، بل يجب ضمان الاستفادة من الإيجابيات على المدى البعيد. للإشارة، للأستاذ الباحث سليم سعداوي، العديد من الأعمال منها الاقتصادية، نذكر منها "تأثير المنافسة في سوق النقال"، الاجتماعية مثل "المرأة الجزائرية بين تصدي وأقوال زعماء الدين" و"حدائق التسلية والترفيه"، القانونية كإصدار "السندات التجارية في القانون الجزائري" و"عقد الرهن في القانون الجزائري"، وإصدارات في الإعلام والاتصال "علاقات الإعلام والاتصال في القانون الجزائري".