الأولياء بين الاستياء والقبول بالأمر الواقع... وإصرار على معاقبة المتسببين في التسريب إذا كان قرار إعادة امتحان تلاميذ الأقسام النهائية في امتحانات شهادة البكالوريا خيار حتمي أملاه تسرب المواضيع في بعض المواد، فإن تقبل التلاميذ للقرار ليس بالأمر الهين، لاسيما بالنسبة للذين كدوا واجتهدوا في ظل ضغط نفسي كبير باعتباره امتحانا مصيريا، وكذلك الشأن بالنسبة للأولياء الذين عاشوا ضغطا مضاعفا، وكان تلاميذ الأقسام الأدبية الأوفر حظا كونهم غير معنيين بالعملية. تباينت أراء ومواقف الأولياء والتلاميذ، بعد الخرجة الإعلامية لوزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت، التي قدمت من خلالها تفاصيل ومجريات إعادة الامتحان في مواد شهادة البكالوريا، بعد التسريب الجزئي لبعض المواضيع، في التخصصات العلمية وتحديدا شعب العلوم التجريبية، الرياضيات وتقني رياضي والتسيير والاقتصاد، المقررة في الفترة الممتدة بين 19 و23 جوان الجاري، بين مؤيد ومعارض، وطغى عليها في الأغلب طابع الاستياء. بدا التلاميذ المعنيين بإعادة امتحانات شهادة البكالوريا وأوليائهم في غاية الاستياء من إعادة اجتياز الامتحان وان أقروا بأن القرار حتمي ولا بديل عنه، وشدّدوا في تصريحاتهم ل «الشعب» على ضرورة محاسبة المتسببين، لما للتسريب من أثار سلبية على جميع المستويات، لكن بدرجة أكبر في الجانب النفسي. لم يستسغ الكثير من الأولياء والتلاميذ قرار إعادة الامتحانات بعد التسريب الجزئي لمواضيع الامتحانات، لأن العملية صعبة والتلاميذ وأولياءهم يتحملون تبعاتها، وان كانوا ضحية لها، انزعاج كبير واستياء لدى العائلات التي ظنت بأنها تخلصت من هاجس ضغط امتحان شهادة البكالوريا، ولم يكن أبدا في حسبانها أنها ستعيش السيناريو مرتين، باستثناء الأقسام الأدبية، التي كان تلامذتها أكثر حظا في بكالوريا 2016، كون المواضيع لم تسرب. وقد دخلت العائلات منذ الإعلان عن إعادة برمجة الامتحان في حلقة مغلقة من جديد، إذ بدأ التلاميذ في المراجعة مجددا بعدما انتهوا منها، ودخلوا مرحلة ترقب النتائج وفي هذا السياق لم تخف السيدة رشيدة.ك استياءها كون ابنتها ذات 17 ربيعا مضطرة لإعادة الامتحان في 7 اختبارت كونها تدرس تخصص علوم تجريبية، ممثلة في الرياضيات وعلوم الطبيعة والحياة والفيزياء والانجليزية والفرنسية والتاريخ والجغرافيا والفلسفة، عدد كبير من المواد أربك التلميذة والعائلة عموما، بسبب الضغط التي عاشتها في السابق. من جهتها، السيدة فضيلة.د ذهبت في نفس الاتجاه، معتبرة إعادة الامتحان بمثابة «عقوبة حقيقية» لابنتها لاسيما وأنها تلميذة نجيبة وبذلت قصارى جهدها، ولم تطلع حتى على المواضيع المسربة لثقتها في نفسها، مضيفة في السياق «إنها عقوبة لتلاميذ عملوا بكد، وبذلوا قصارى جهدهم طيلة أسبوع كامل، كان شاقا لهم ولنا، والأمر في غاية الصعوبة التلميذ يعيد الامتحانات في شهر رمضان». وقالت في السياق أن ابنتها كتبت 16 صفحة كاملة في الرد على إجابات مادة الرياضيات، لأن موضوع الامتحان كان طويلا، ولم تستطع إكماله، والاستياء مبرر لأن التلاميذ بدؤوا المراجعة من جديد بعدما اعتقدوا أن مرحلة الامتحانات انتهت، كما أن «الضغط النفسي كبير، وأثار التسرب جعلتنا نخاف من تجدّد السيناريو»، وإن كان لا خيار أنسب غير برمجة الامتحانات مجددا، إلا أننا أضافت تقول نرفض أن ندفع وأولادنا ثمن غش البعض، الذين يجب أن تسلط عليهم أقصى العقوبات، لأنهم تسببوا في كارثة حقيقية، لا بد من محاسبة المتورطين ليس في كل مرة ندفع الثمن. وبدت السيدة آمال .ق محبطة، كون ابنها الذي تعب كثيرا في التحضير والرد على أسئلة الامتحانات مضطرا لعيش نفس الفترة الصعبة مجددا، متسائلة عن ذنب التلاميذ والأولياء لتحمل تبعات تصرفات طائشة وخطيرة، بلغت بأصحابها إلى حد تسريب مواضيع الامتحان المصيري لشهادة البكالوريا، مؤكدة أن ابنها الذي يدرس شعبة العلوم التجريبية، تعب كثيرا خاصة وأن مواضيع الامتحانات كانت طويلة جدا، مبدية تخوفها من عيش نفس الوضع مجددا. تلاميذ الأقسام الأدبية كانوا الأوفر حظا، عكس شعبة اللغات الأجنبية الذين سيمتحنون مجددا في مادة واحدة فقط ممثلة في التاريخ والجغرافيا، ورغم ذلك عبّر السيد اسماعيل. ل عن استيائه مما حدث، وما تسبب فيه من اضطراب لابنته، معتبرا ما حدث جريمة في حق التلاميذ وأوليائهم على حد سواء، لأن التلاميذ سيمتحنون مجددا وخلال شهر رمضان، الأمر ليس سهلا أبدا في ظل الظروف النفسية، والتعب الكبير الذي يشعرون به بعد الانتهاء من الامتحان. ويبقى الأمر الأكيد أن إعادة الامتحانات، وان كان خيارا صعبا على الوصاية وقاسيا على التلاميذ، إلا أن الأمثل وفق ما أكدته جميع الأطراف.