تحقق مصالح الأمن الوطني في عدة قضايا، تتعلق بتكوين جماعات دينية متطرفة وذات نحل طائفية مخالفة للدين الإسلامي عبر ولايات الوطن، على غرار طائفة الأحمدي والمسيحية، حيث تحوز الجهات الأمنية على قوائم بأسماء الأشخاص المتورطين وتتابعهم يوميا، بطلب من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، التي أكدت أنها تتابع عن كثب تحركاتهم واتصالاتهم مع جهات خارج الوطن. لم تكشف بعد الجهات الأمنية عن القائمة الإسمية التي تضم أكثر من 100 شخص ينشطون في الفكر الدعوي المخالف للشريعة الإسلامية، أو ما يعرف بالطائفة الأحمدية التي تم توقيف أفرادها منذ أسبوعين بولاية البليدة، وتم هدم المقر الذي كان ينشط فيه أفرادها ويسعون إلى بناء قاعدة شعبية لهم لنشر فكرهم الخطير، على حد تعبير وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى. أوضح عيسى، أمس، أن الوزارة تتابع نشاط كل الحركات الدعوية المشبوهة التي تسعى إلى جر الجزائر نحو الفكر الدموي الذي عاشته بلادنا سنوات التسعينيات من القرن الماضي، مشيرا إلى أن طائفة الأحمدية التي تقر بوجود نبيّ بعد محمد صلى الله عليه وسلم، تعد من أخطر الطوائف التي تم توقيف أفرادها، في حين قام مجمع الأزهر بتكفيرها والجزائر تحقق في ذلك قبل إصدرا حكم نهائي عنها. تحوز المصالح الأمنية على كل المعلومات الخاصة بالطائفة، بحسب عيسى، الذي أكد في تصريح للصحافة، أمس، على هامش افتتاحه ندوة ثقافية بمقر الإذاعة الوطنية حول الاجتهاد والوطن، مضيفا أن مجموعة أخرى تنشط لصالح الديانة المسيحية بغرض مصالح سياسية واستعمارية لا غير، مؤكدا أن مصالحه تتابع تحركاتهم عبر كل الولايات. وأكد عيسى، أن محاولات اختراق المرجعية الدينية الوطنية لاتزال قائمة وتشكل خطرا على الهوية الجزائرية، موضحا أن مصالح الأمن تحقق في عدة قضايا دعوية تورط فيها جزائريون. وأوضح عيسى، أن تحذيره من خطر هذه المجموعات ليس بغرض تهويل الناس، لكنه واقع لابد الحذر منه، رغم أن الدولة متحكّمة في الملف. وفي ردّه على سؤال حول غلق المساجد في بعض الولايات في شهر رمضان، نفى وزير الشؤون الدينية ذلك، قائلا: «أن المساجد مفتوحة ولا يوجد أي مسجد يغلق أبوابه أمام المصلين»، مستطردا أن المسجد له دور اجتماعي يتمثل في راحة المصلين وعابري السبيل خلال هذا الشهر المبارك. موضحا في سياق آخر، أن شعيرة صلاة التراويح تسير في ظروف حسنة عبر كافة المساجد ولا توجد أي تجاوزات تذكر. وفي هذا الإطار قال عيسى، كان هناك بعض الأئمة الدخلاء عن المساجد تم تنحيتهم لعدم وجود أيّ علاقة لهم بالمسجد، مشيرا إلى إحالة بعضهم إلى العدالة لخطورة الأفكار المتشددة التي كان يروّجون لها، في حين نفى تلقّيه طلبا من وزارة الدفاع حول كيفية التعامل مع جثث إرهابيين من جنسيات مختلفة. وبخصوص المؤلفات الفكرية التي أصدرتها الوزارة لدعم المرجعة الدينية الوطنية، كشف عيسى أنه تم إصدار 86 مؤلفا خلال سنة 2015. كما تم إصدار 145 عنوان بمناسبة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، موضحا أننا لسنا بحاجة إلى استيراد مرجعية من خارج الجزائر، وهو ما تعمل الوزارة على مواجهته للتصدي لكل المؤلفات الخارجة عن المرجعية الدينية الوطنية.