جدد الطيب زيتوني وزير المجاهدين، تأكيده على العناية التي توليها الوزارة للمحافظة على الذاكرة التاريخية المرتبطة بالمقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، ونقلها للأجيال الصاعدة تعزيزا لركائز الهوية الوطنية، مضيفا أن اللغة الأمازيغية كلغة رسمية بموجب الدستور، تعد عنصرا جوهريا لتعزيز اللحمة الوطنية. كشف زيتوني، على هامش توقيع اتفاقية تعاون وتنسيق بين وزارة المجاهدين والمحافظة السامية للأمازيغية، أمس، بمقر الوزارة، عن استحداث لجنة عمل مشتركة تتابع بنود الاتفاقية وتسهر على ضمان نجاح هذا التعاون وإعداد تقارير دورية بشأنه، مشيرا إلى أن اللجنة ستجتمع، بداية الأسبوع القادم، للشروع في عملها الميداني، قائلا: «نؤكد دوما أن العمل المشترك والجهود، متواصلة، كلّ من موقعه، سواء على مستوى القطاعات الحكومية أو المؤسسات الاستشارية أو جمعيات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، للمساهمة في تعزيز المنجزات الثقافية التاريخية والعلمية في مجال حماية الموروث الثقافي والتاريخي». وأكد دور هذه الأطراف في الإسهام في كتابة تاريخنا المجيد، بما يحفظ للجزائر هويتها ووحدتها وانسجامها والارتقاء بنا إلى المستويات التي تشرف تضحيات الأجداد وتمجّد نضالها عبر التاريخ. وفي هذا الصدد، اعتبر وزير المجاهدين هذه الاتفاقية المبرمة، أنها ورقة طريق وخطوة هامة في سياق الرسالة الهامة والنبيلة التي تسعى لتحقيقها وزارة المجاهدين، في ميدان الحفاظ على الميدان التاريخي والثقافي ومن شأنها تعزيز هذا المجهود، والتطلع إلى آفاق جديدة لإثراء المجهود الوطني وصيانة الذاكرة التاريخية، وتوثيق تراثنا والتعريف برموزه في إطار مساعي القطاع لإشاعة الثقافة التاريخية وتوسيع وسائط نشرها. وأوضح زيتوني في هذا السياق، أنه تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وتنفيذا لمخطط عمل الحكومة، بادر القطاع بالتوقيع على الاتفاقية في مجال الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي والتعريف به وتكريس قيمه وأبعاده ودلالاته العميقة، والمندرجة في إطار التواصل والتعاون مع جميع القطاعات والمؤسسات التي تتقاسم نفس الأهداف وفق مقاربة تشاركية، تتوخى تعميم الثقافة التاريخية بالنهل من تراثنا المادي واللامادي بكل تنوعاته، لاسيما تراثنا الأمازيغي، نظرا للدور الهام الذي تضطلع به المحافظة السامية للأمازيغية وتطلعها للمحافظة على ذاكرة الأمة. موازاة مع ذلك، ذكر الوزير بالاهتمام الذي أولاه رئيس الجمهورية لترسيخ القيم الروحية والحضارية للشعب الجزائري بكل مكوناتها، لاسيما إدراج اللغة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية في أسمى وثيقة ألا وهو الدستور، باعتبارها عنصرا جوهريا لهويتنا الوطنية، مما سيؤدي إلى ترقيتها وتطويرها حتى تتبوأ مكانتها الطبيعية. كما سيوفر لها ظروف إدماجها الفعلي في مختلف المجالات الحيوية وفي مقدمتها التربية والتعليم والثقافة والاتصال، خاصة ما تعلق بإبراز تاريخ الجزائر العريق بكل مراحله وقيمه، باعتماد المناهج العلمية وتفعيلها للإبداع العلمي والفكري والأدبي والإعلامي وضمان تعميم استعمالها وتداولها بين الجزائريين. وفي ردّه على سؤال حول مطالبة بعض الأقدام السوداء بتعويض أملاكهم في الجزائر، قال زيتوني إن الجزائر هي من تطالب بما أخذ منها، كالأرشيف وبعض الوثائق وكذا الأموال والخيرات التي نهبها الاستعمار الفرنسي. مضيفا، أن المطالب هي مطالب وأملاك الجزائريين وليس مطالب المعمرين، وأنه لا يوجد تعويض لهذه الفئة، لأنه كان فيه غزو ضد الدولة الجزائرية. وبحسب وزير المجاهدين، أن الأقدام السوداء يقولون ما يشاءون، فالجزائر ثابتة في مواقفها وكل المواثيق الدولية معها. عصاد: الاتفاقية التزام قوي لتجسيد برنامج عمل مشترك من جهته أكد الهاشمي عصاد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، أن هذه الاتفاقية التزام قوي بين المحافظة ووزارة المجاهدين، لتجسيد برنامج عمل مشترك حول حماية بعض من جوانب الذاكرة الوطنية والحفاظ على الموروث التاريخي والثقافي، معتبرا هذا المسعى توجها سياسيا صريحا يلزم كل مؤسسات الدولة بتنفيذ برنامج رئيس الجمهورية، قائلا: «نريد أن نكون طرفا مساهما ومبادرا في مجال تخصصها، لأن الحديث عن الذاكرة الوطنية المرتبط بثورة التحرير الوطني يهدف إلى استحضار متواصل للشعور الوطني وحب الجزائر، ومن ثمّة ضمان تقاسم هذه القيم العليا مع الناشئة». بالمقابل، أبرز عصاد، الدور الذي تقوم به المحافظة لتجسيد قيم التواصل بين الأجيال، من خلال جملة من البرامج والأنشطة، منها رصد الشهادات الحية وتكثيف الأبحاث والدراسات باللغتين العربية والأمازيغية، جمع الوثائق التاريخية، مع تشجيع الترجمة ونشرها بمختلف الوسائط وباللغتين، تنظيم مشترك لملتقيات علمية تاريخية، بالتنسيق مع المركز الوطني للبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر، وكذا تشجيع المواهب العاملة في مجال البحث التاريخي وترقية تدريس التاريخ الوطني، مؤكدا على ضرورة اعتبار الأمازيغية المحصنة في الدستور رافدا قويا في الرفع المستمر من الحس الوطني لدى الشباب والمتمدرسين.