وقع وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي والأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، عصاد الهاشمي، أمس بقصر الثقافة، مفدي زكريا بالجزائر العاصمة، اتفاقية تعاون وشراكة تسعى إلى حماية وترقية التراث الثقافي ومختلف أشكال الإبداع الثقافي والفني الأمازيغي. وأكد وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي عقب حفل توقيع الاتفاقية للصحافة أن هذه الأخيرة "طبيعية" كانت مبرمجة منذ فترة ولا بد منها، ذلك أن العمل الذي تقوم به المحافظة السامية للأمازيغية يجب أن يجد أطرافا أخرى داعمة له، فبعد سلسلة اتفاقيات أبرمتها مع العديد من القطاعات، وقعت أخيرا مع القطاع الأقرب لها وهو قطاع الثقافة. وأكد ميهوبي أن الاتفاقية الموقعة ترمي إلى تعزيز التعاون في مجالات عديدة، وقد تم الشروع فيه بندوة بسوق أهراس حول أول روائي في التاريخ وهو أبوليوس. واسترسل في تصريحه "عملُنا يتم بصورة عادية، سنعمل في مجال النشر، السينما، الفنون، التراث وتنظيم الملتقيات المشتركة والترجمة، كل هذه المجالات سنعمل عليها لأنها تشكل حافزا أيضا لتعزيز مكانة الثقافة الأمازيغية في منظومة الثقافة الوطنية عموما وبلا شك فإن ترسيم الأمازيغية كلغة وطنية رسمية سيجعلنا نقوم بعمل إضافي لتمكين الناشطين من الاستفادة من الفعاليات التي تنظمها وزارة الثقافة ويكون للمنتوج الثقافي الأمازيغي حضوره في مختلف المهرجانات والتظاهرات والملتقيات في الداخل كما في الخارج، وبالتالي نكون قد عملنا ضمن روح الدستور". من جهته، قال عصاد الهاشمي، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية إن اللقاء يندرج في سياق تعزيز العمل مع وزارة الثقافة، وتنفيذا للسياسة الوطنية في مجال التعاون بين مؤسسات الدولة. وذكر المتحدث أن من بين المحاور الهامة التي تتضمنها الإتفاقية، هو المحور الخاص بالتعامل بالأمازيغية، ولكن من خلال الكتاب لتوسيع القراءة بها، وهذا يتطلب ميزانية من صندوق الدعم التابع لوزارة الثقافة، بالنظر إلى وجود ديناميكية ملفتة في النشر وتكون مكملة بالترجمة من وإلى الأمازيغية، بهدف وضع جسر بين اللغات المتداولة في الجزائر. كما أشار عصاد إلى تشجيع وتحفيز المواهب بكل المتغيرات اللغوية للتكفل بهم بجدية من خلال استقطابها وتشجيعها وإعطاء فرصة للظهور في فضاءات ثقافية عبر التراب الوطني، والمشاركة في المحافل الدولية للتعريف بالثراء الثقافي الوطني في جانبه الأمازيغي المكمل لمعالم الهوية الوطنية. وقال المتحدث بخصوص المهرجانات، "إنه ما أنجز كمكاسب في هذا الإطار نثمنه لكن مع السياسة الجديدة في ضبط رزنامة المهرجانات ومحتواها، نسعى برصيد تجربتنا أيضا للتنسيق وهو عمل يتطلب لجنة مصغرة للمساهمة في هذا الجانب".