التزام بالشفافية في إيصال المساعدات إلى مستحقيها بالميهوب سهرة رمضانية متميزة عشناها، ليلة الأحد إلى الأثنين بمنتدى “الشعب”، كان نجمها المضيئ اللاعب الدولي الكبير فوزي غولام، الذي فضل الغوص في أنشطة خيرية يقوم بها عبر الهيئة التي تحمل اسمه، مساعدا اليتامى، ماسحا عنهم دمعة الحزن معيدا إليهم البسمة المفقودة. لم يتحدث نجم الخضر عن مسيرته الكروية وتسابق الأندية للفوز بخدماته، بعد التألق الدائم في مختلف محطاته الرياضية وممارسته للعبة الشعبية الساحرة. لم يتحدث عن إسهاماته في نجاح الفريق الوطني وتجنّده للتأهل إلى مونديال روسيا لثالث مرة على التوالي. لم يتحدث عن هذه المواضيع واختار أن يكون النقاش المفتوح منصبّا على العمل الخيري الذي يقوم به، سيّما في الشهر الفضيل، كاشفا النقاب عن مؤسسة فوزي غلام الخيرية، التي أعلن عنها من منبر على “منتدى الشعب”، بحضور إعلاميين وجمعويين تابعوا باهتمام هذا النشاط. قال فوزي غولام في ردّه على أسئلة صحافيين شغوفين بمعرفة رأيه في المباريات التصفوية المؤهلة للمونديال وتعيين الصربي ميلوفان راجفاك ناخبا وطنيا، إنه يفضل التركيز على ما جاء من أجله: التعريف بمؤسسته التي قرر إنشاءها بعد تفكير معمّق وتحضير دؤوب من أجل التكفل باليتامى أبناء وطنه الذين هم في حاجة ماسة إلى مرافقة ورعاية دون تركهم يغرقون في اليأس وانتزاع منهم حلم العيش بأمن وأمان. «منذ الصغر وأنا أفكر في مشروع يهتم باليتامى، الذين هم في وضع اجتماعي صعب يتطلعون بشغف لمن يأخذ بأيديهم ويزرع في نفوسهم البسمة والأمل في الحياة السعيدة”. قال غولام، وهو تحت وقع التأثر لما وجده من اهتمام وتجاوب مع مشروعه وعمله الخيري طيلة تواجده بالجزائر، التي قال إنه حلم دوما الترويج لصورتها المشرقة في ديار الغربة وأن يكون سفيرها الأبدي أسوة بلاعبين ونجوم آخرين لم يترددوا في تولي هذه المهمة المشرفة. وأن العمل الخيري الذي تقوم به “مؤسسة فوزي غولام” محل تجاوب مؤسسات جزائرية كثيرة وجمعيات، منها “جيون إلكترونيك” الشهيرة ببرج بوعريريج، و«الأنيس” ببلدية الكاليتوس في العاصمة. أعطى النجم المثال الحي عن اعتزازه بالانتماء للوطن متخذا من ديار الغربة محطة مفصلية في الالتفاتة لما يخدم أبنائه والترويج لصورته المشرقة البعيدة عن النمطية المروّجة من ضعاف النفوس الساعين لترسيخ قيم اليأس والنفور في بلد يسابق الزمن من أجل التطور والبناء، اعتمادا على الذات دون وصفات الآخر متكلا على أبنائه وبناته. لهذا تجاوب فهد بلخروبي، مسؤول التسويق بشركة “جيان إلكترونيك” مع رسالة غولام ونهجه وخطة عمله التضامنية، مرافقا لكل خطوة تخطوها “مؤسسة غولام”، مقدما صكا بقيمة 600 ألف دينار لجمعية “الأنيس” التي تواصل بدورها مهامها الخيرية في شهر الرحمة. وقد زات عائلات بمنطقة الميهوب بولاية المدية تضررت جراء الزلزال الذي ضربها وقدمت لها مساعدات هي في أمسّ الحاجة إليها. ووعد رئيس جمعية “الأنيس” لحبيب في كلمة مقتضبة، بإيصال الأموال المتحصل عليها إلى أهلها بأمان، مؤكدا أن كل شيء يقوم به سيعلن عنه عبر شبكات التواصل في إطار شفاف ومنصف. مداخلات عدة من وجوه برلمانية وإعلامية أعطت للسهرة نكهتها وأظهرت للملإ كم هو مهمّ العمل الخيري الذي قرر فوزي غولام القيام به وخوض تجربته، اعتمادا على شقيقة نبيل، الذراع الأيمن، ومقررين اقتصاديين. مداخلات وجدت في “منتدى الشعب” فضاء مفتوحا ومنبرا للمرافقة دأب عليها في مهمته الإعلامية الجوارية التي تضعها أمّ الجرائد نصب الأعين وتمنحها الأولوية القصوى.