واستخدم إردوغان- الذي اتهم مرارا بالتدخل في وسائل التواصل الاجتماعي ومحطات التليفزيون- تكنولوجيا الاتصالات الحديثة بفطنة لإيصال رسالته للجماهير البالغ عددهم نحو 80 مليونا، ليتفوق على تحرك المتآمرين. واستخدم “فيس تايم”، وهو تطبيق فيديو للمراسلة على الهاتف الذكي، لبث رسالة حية على الهواء عبر محطة “سي.إن.إن تورك”، وهي محطة تلفزيونية خاصة حاول المتآمرون إسكاتها وفشلوا. قال في رسالته “دعونا نحتشد كأمة في الميادين... أعتقد أننا سنتخلص من هذا الاحتلال الذي وقع في فترة وجيزة. أنا أدعو شعبنا الآن للنزول للميادين وسنعطيهم الرد الضروري”. وقال الرئيس إن المتمردين حاولوا تفجير الفندق الذي كان مقيما فيه في منتجع مرمريس جنوب غرب البلاد، كما دار تبادل لإطلاق النار هناك بين الجنود والشرطة الموالية للحكومة بعد مغادرته. ^ خلال 20 دقيقة من إذاعة بيان الانقلاب، كتب رئيس الوزراء بن علي يلدريم رسائل تدين الإنقلاب على تويتر وتؤكد للأتراك أن القيادة العليا للقوات المسلحة لم تساند التمرد. وكان إردوغان ويلدريم، بدورهما، يحذوان حذو العديد من الشخصيات الثورية التي استخدمت تقنيات الاتصال الحديثة وقتها ليكونوا أوسع حيلة من أعدائهم. تمكن مساعدو إردوغان من إبلاغ وسائل الإعلام التركية والعالمية بأن الرئيس الذي يتولى السلطة منذ 2003 آمن ولم يعتقل، حتى في الوقت الذي كان يستولي فيه جنود على محطة “تي.آر.تي” التلفزيونية. استخدم عبد الله غول، سلف إردوغان في المنصب نفس تطبيق “فيس تايم” لإعلان تحديه لمدبري الانقلاب على محطة “سي.إن.إن تورك”، وتحدث رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو إلى تلفزيون “الجزيرة” عبر الهاتف ليصف محاولة الاستيلاء على السلطة بالفاشلة. سارع زعماء أحزاب المعارضة الثلاثة بإدانة الانقلاب، وعجت وسائل التواصل الاجتماعي بدعوات للتظاهر ضده. شابهت الأحداث التركية محاولة الإنقلاب ضد الديمقراطية الناشئة في أسبانيا عام 1981 التي دبرها مجموعة من الضباط المتمردين الذين اقتحموا البرلمان، لكنهم فشلوا في الفوز بدعم عسكري كاف بعدما خطب الملك خوان كارلوس في شعبه بالزي العسكري، وحث الناس على تأييد الدستور.