تحوّلت شواطئ بومرداس هذه الأيام المتزامنة مع فصل الصيف والارتفاع المحسوس في درجة الحرارة إلى قبلة مفضلة للمصطافين الباحثين عن الاستجمام والراحة، مستغلين فترة العطلة خاصة بالنسبة لتلاميذ المدارس الذين وجدوا ضالتهم على الشاطئ بعيدا عن ضغط الدراسة، كما بدأت أعداد كبيرة من المصطافين القادمين من مختلف ولايات الوطن يحطون رحالهم بالمناطق الساحلية، خاصة في ظل ازدهار عملية كراء الشقق الخاصة بالمواطنين لسد العجز في مرافق الاستقبال. أحصت مديرية السياحة والصناعة التقليدية لولاية بومرداس 36 شاطئا مسموحا للسباحة، هذه السنة، من أصل 57 شاطئا بالولاية لا تزال مبرمجة لعملية التهيئة مستقبلا، على الرغم من تفاوت نسبة التهيئة وطبيعة الخدمات بينها، حيث لا تزال شواطئ عاصمة الولاية كالشاطئ المركزي، الشاطئ الغربي والشرقي، شاطئ قورصو، الكرمة، الصغيرات وصولا إلى شاطئ رأس جنات، وشاطئ ليصالين بدلس تستقطب الأعداد الكبيرة من المصطافين كل سنة لتوفر الخدمات الأساسية وبدرجة أقل باقي الشواطئ الأخرى التي تنقص فيها المرافق الأساسية والخدمات، إن لم نقل تنعدم تماما. اللافت هذه السنة هو تراجع حدة الازدحام المروري خاصة في المخرج الشرقي من بومرداس بعد الانتهاء من مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 24 وفتحه أمام حركة السير حتى بلدية زموري، وهي النقطة التي كانت تشكل بؤرة سوداء، خلال كل موسم وكثيرا مع عرقلة حركة تنقل المصطافين نحو شواطئ البلديات الشرقية بسبب الانسداد اليومي. ابتزاز أصحاب الحضائر يتواصل في موضوع آخر وعلى الرغم من التعليمات الصارمة التي وجهتها السلطات الولائية لتنظيم حركة الدخول إلى الشواطئ ومجانية السباحة، إلا أن عملية الابتزاز من طرف حراس حضائر المركبات في العديد من الشواطئ المعروفة بالتوافد الكبير للمصطافين لا تزال تثير سخط المواطنين مثلما وقفت عليه الشعب في عدة نقاط، حيث ينتشر شباب من كل الأعمار لفرض قانونهم ودفع ما بين 100 إلى 200 دينار عن كل مركبة حتى وهي متوقفة بجانب الطريق وليس في حظيرة مهيأة، وهو ما يتطلب إجراءات ردعية وسريعة من قبل السلطات المختصة لضمان قضاء موسم اصطياف هادئ ومريح بالنسبة للعائلات بعيدا عن مثل هذه الضغوطات، خاصة في ظل انتشار معلومات عن إجراءات لسحب رخص استغلال الحظائر من مجموعات الشباب التي كانت سلمتها بعض البلديات في فترة سابقة نتيجة شكاوي المواطنين.