مشروع إصلاح البكالوريا أمام الحكومة يوم 24 أوت الجاري كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار، أمس، عن توجيه أزيد من 97 بالمائة من حاملي البكالوريا 2016 إلى أحد التخصصات الستة المختارة، بينهم أكثر من 55 بالمائة إلى التخصص الأول، على أن تختتم مرحلة الطعون التي انطلقت أمس بعد غد. وإذا كان عدد المتخرجين هذه السنة بين دورتي جوان وسبتمبر لن يقل عن 288 ألف طالب، فإن الزيادة في عدد الطلبة ناهزت 12 بالمائة. قدم حجار خلال ندوة صحفية نشطها أمس بمقر المدرسة الوطنية العليا للإعلام الآلي بوادي السمار، على هامش زيارة عمل قادته إلى المدرستين العليا للأساتذة بالقبة وبوزريعة، كل الأرقام التي تخص الدخول الجامعي الجديد. وبما أن خرجة الوزير تزامنت والكشف أمس عن نتائج توجيهات الطلبة الجدد، فقد توقف مطولا عند النسب والخيارات، لافتا إلى أن معدلات التوجيه الدنيا سجلت انخفاضا على العموم، باستثناء المواد المطلوبة بكثرة ممثلة في الطب وطب الأسنان ، التي لم تقل فيها على التوالي عن 15.55 و 15.21، والتي تضاف إليها مزاولة الدراسات العليا بالمدارس العليا لتكوين الأساتذة التي تراوح معدل الالتحاق بها بين 13 و 16 من 20. أشار حجار إلى أن عدد المتخرجين من الجامعات هذه السنة ما بين دورتي جوان وسبتمبر الداخل، سيكون في حدود 288 ألف طالب، بينهم 161 ألف طالب طور ليسانس نظام «ال.ام.دي»، متوقعا التحاق 80 بالمائة منهم بطور «الماستر» ،على أن يستقبل القطاع في السنة الجامعية 2016/2017 ، حوالي مليون و623 ألف طالب، منهم أزيد من مليون و400 ألف طالب في الطورين الأول والثاني، و 80 ألف طالب مسجل في الدكتوراه، فيما يقدر عدد الطلبة بجامعة التكوين المتواصل ب 50 ألف، ما يمثل زيادة بنسبة 12 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية. وتحسبا لاستقبال هذا العدد الهائل من الطلبة، يتوقع القطاع استلام 99 ألف مقعد بيداغوجي و55 ألف سرير جديد، لتصل القدرة الإجمالية إلى مليون و388 ألف مقعد و682 ألف سرير. ومن الإجراءات المعتمدة لتعزيز هذه النتائج، وفق ما أعلن الوزير حجار، إحداث ميدان تكوين جديد يخص الهندسة المعمارية والعمران ومهن المدينة، وآخر للعلوم والتكنولوجيا بالمركز الجامعي بتيبازة، وإلى ذلك تقرر توسيع شبكة المعاهد التكنولوجية التطبيقية بفتح أربع نقاط تكوين جديدة، ليصل عددها الإجمالي إلى 7، وكذا ترقية 10 مدارس تحضيرية إلى مدارس عليا، وثلاث ملحقات إلى مراكز جامعية، وفتح فرع لتكوين الأمازيغية بالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة، فيما انطلقت أمس أيضا مرحلة سير المقابلات واختبارات الكفاءة، وتستمر مدة 3 أيام. خيارات مدروسة.. وتسجيل 57 طعنا أثنى وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار على تقليص قائمة الخيارات إلى 6 فقط، بعدما كانت تحوي 10، ما كان يتسبب في تشويش الطالب، مستندا في ذلك إلى الخيارات المدروسة جيدا، والتي ترتب عنها توجيه أزيد من 97 بالمائة من الطلبة إلى أحد الخيارات التي أوردوها في القائمة، مع مراعاة المعدل وقدرات الاستيعاب، مؤكدا أن النسبة المتبقية التي تقل عن 3 بالمائة، وضع أصحابها خيارات تتجاوز معدلهم، وبإمكانهم إيداع الطعون بدءا من الأمس والى غاية الثاني أوت، على أن تنطلق التسجيلات النهائية على مستوى المؤسسات الجامعية يوم 4 أوت الجاري وتختتم في 9 من نفس الشهر، وتجري التحويلات بين 14 و17 سبتمبر الداخل. أزيد من 330 ألف ناجح في شهادة البكالوريا، 323.822 أودعوا بطاقة الرغبات، فيما قدرت نسبة الطلبة الذين لم يودعوها 1.91 بالمائة، ومرد ذلك حسب ما أوضح وزير القطاع، اختيار تكوين عالي خارج قطاع التعليم العالي، وكذا الطلبة الذين اجتازوا الشهادة مجددا، على أمل الحصول على معدل أعلى. وإذا كانت نسبة الموجهين إلى الرغبة الأولى، 55.36 بالمائة، فإن نسبة الموجهين إلى الخيار السادس والأخير تجاوزت 97.14 بالمائة، فيما لم يتحصل 2.86 بالمائة على أي رغبة، لعدم استيفاء الشروط، الذين من حقهم الطعن. عرض مشروع إصلاح البكالوريا على الحكومة يوم 24 أوت أشار الوزير إلى عرض مشروع الإصلاحات التي ستمس شهادة البكالوريا على الحكومة يوم 24 أوت بعد عطلتها مباشرة، مذكرا بأنها تخص أساسا تقليص أيام الامتحان من 5 إلى 3 أيام، وتقليص المواد، موضحا أن الشهادة الحالية غير متخصصة رغم أننا نتحدث عن بكالوريا رياضيات، لأن الطالب يجتاز كل المواد، مؤكدا ضرورة التفكير في الاتجاه إلى التخصص، واحتساب المسار الدراسي للطالب الثانوي في المواد الأخرى، بعد أن يتم توسيع التشاور. بخصوص تصريح وزيرة التربية الوطنية اللجوء إلى تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية، أكد حجار بأن لغة التدريس ليست المشكل بدليل أنه حتى الطلبة الذين يزاولون دراسات باللغة العربية يرتكبون أخطاء كبيرة والمستوى لا يختلف، مشيرا أيضا إلى أن تدريس اللغة الفرنسية منذ السنة الثالثة ابتدائي وعلى مدى 11 سنة، ورغم ذلك فإن مستوى التلاميذ متدني، مقابل ذلك ذكر مثالا عن طلبة الدكتوراه الذين يتنقلون إلى الصين واليابان ودول أخرى ويتفوقون في الدراسة. وفيما يخص ارتفاع نسبة البطالة في صفوف المتخرجين الجامعيين، مقابل نسبة تقل بكثير لدى المتخرجين من معاهد ومراكز التكوين المهني، نبه الوزير إلى أن الوصاية ستعمل على تقريب التكوين من متطلبات سوق الشغل لمعالجة الوضع القائم. وفي السياق، أكد أنه لا يشاطر الرأي الذي يتحدث عن تدني مستوى خريجي الجامعات الجزائرية، لكنه أقر بالمقابل أن العيب الذي يمكن الحديث عنه في هذه الحالة، ترجيح كفة الجانب النظري على التطبيقي، كما شدد على ضرورة التمييز بين المستوى المعرفي، والتجربة العملية. لا منح للحاصلين على البكالوريا.. ومنحة لألف طالب في شهادة الدكتوراه وفيما يخص المنح الموجهة إلى الدراسة بالخارج، أوضح الوزير بأن المنح تعطى حصريا للطورين الثاني والثالث، بعدما تقرر قبل عدة سنوات عدم منحها بعد البكالوريا، ويحق لأي واحد يرغب مزاولة دراسته خارج الوطن، لكن ليس في إطار منحة، وكشف عن استفادة ألف طالب من منحة في إطار التحضير لشهادة الدكتوراه، وفتح قوسا لدى حديثه عن الشهادة، للتأكيد مجددا بأن ما أثير من جدل بخصوص الدكتوراه قائلا انه كان مفتعلا، لأن القرار الصادر واضح ويقتصر على نظام ال»أل.أم.دي». وبالنسبة لفتح جامعات خاصة، ذكر بأن النص موجود منذ عام 1998، لكن لم يتحقق بعد، وبخصوص الملفات الأربعة المقدمة، فإنها لا تستوفي الشروط حسبه، أما تحسين الخدمات الجامعية فيمر عبر تنظيم ندوة بمشاركة كل الأطراف، في محاولة لضمان الظروف الاجتماعية الملائمة. ردا على سؤال حول عدد الأدمغة المهاجرة، قال الوزير أن الرقم غير موجود، وإن توفر يكون على مستوى القنصليات، لكنه أشار بالمقابل إلى أن الأدمغة من لمعوا في مجال تخصصاتهم، وليس كل من زاول الدراسة خارج الوطن.