أكد أمس السيد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في صحة جيدة مفندا الإشاعات التي تحاول بعض وسائل الإعلام الترويج لها بإعادة صحة الرئيس إلى الواجهة والتشكيك فيها. وقال الأمين العام للحزب العتيد والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية في ندوة صحفية نشطها بالمقر المركزي للحزب، ''اطمئنوا الوضع الصحي للرئيس لا بأس به'' قبل أن يضيف مستغربا ''لنفرض أنه ذهب للعلاج ماذا في ذلك وأين يكمن المشكل فكل واحد منا معرض للمرض'' وأضاف متسائلا '' الأمور عادية فلماذا نصنع منها قضية سياسية.'' وتأتي تأكيدات الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية بوجود هذا الأخير في صحة جيدة، في وقت تناقلت فيه وسائل إعلام محلية استنادا لصحيفتين سويسريتين خبر تواجد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مؤسسة استشفائية بجنيف تدعى جينولييه. ونقلت تلك الصحيفتين أن الرئيس بوتفليقة شوهد بعيادة جينولييه رفقة طبيب مختص في أمراض القلب. من جهة أخرى وفي رده عن سؤال يتعلق بميلاد حزب مقرب من رئيس الجمهورية نفى السيد بلخادم علمه بذلك، وقال ''أنتم أدرى بما يقال فكلام كبير يدور بقاعات التحرير أما في علمي لا يوجد''. وبخصوص تصريحات رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري التي أثارت زوبعة في الاوساط السياسية بعد أن صرح في زيارته الأخيرة لفرنسا أن كل شيء في أوانه حينما تطرق لمسألة تقديم فرنسا اعتذارها للجزائر عن جرائمها التي ارتكبتها إبان الحقبة الاستعمارية، قال السيد بلخادم أن زياري عضو قيادي في حزب جبهة التحرير الوطني والجبهة لازالت تطالب فرنسا بالاعتذار وزياري لا يخرج عن هذا الإطار، موضحا أن تصريحه بأن كل شيء في وقته هو من جعل هذه الضجة غير أن ذلك لم يجعله ينفي ضرورة أن تقدم فرنسا اعتذارها عما ارتكبته من جرائم. وفي هذا السياق أكد الأمين العام للحزب العتيد ضرورة أن يكون الاعتذار مبني على اقتناع، مشيرا إلى أنه أمر إرادي وليس مفروض. وجدد التأكيد أن الجبهة مازالت تلح على أن تعتذر فرنسا الرسمية عن جرائم فرنسا الاستعمارية، مضيفا أن الجبهة لن تكتفي بالبيانات لأن هذا المطلب مازال قائما ومع ذلك لا بد أن نفرق كما قال أنه ليس بيننا وبين الشعب الفرنسي أية عداوة، الأمر الذي يستوجب إقامة علاقات بين الشعبين انطلاقا من اعترافها بسيادة واستقلال كل بلد. وعن موقف الافلان من قضية العفو الشامل الذي سبق وان لمح إليه رئيس الجمهورية في خطاباته أثناء تنشيط الحملة الانتخابية لانتخابات أفريل الفارط أكد السيد بلخادم أن الأفلانيون يؤمنون بالمصالحة الوطنية وبكل ما يدعمها ويساعد على إخماد نار الفتنة موضحا أنه إذا كانت هذه الإجراءات متضمنة في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية فيجب تطبيقها بحذافرها من أجل إعطاء مصداقية للميثاق، أما إذا كانت فيه إجراءات أخرى لا يتضمنها وتساعد على تدعيم المصالحة الوطنية وتقتضي استشارة الشعب الجزائري في إشارة للعفو الشامل فالجبهة ليست ضدها. وفي قراءته السياسية لخطاب الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما الموجه للعالم الإسلامي والعربي أوضح السيد بلخادم أنه يتضمن نوع من الانفتاح لم يلاحظ في خطاباته السابقة، غير أن ذلك لا يعني الافراط في التفاؤل، إذ ينبغي أن يتحول ذلك الخطاب الى أفعال مستجدة في الميدان. ورفض بلخادم الخوض في مسألة ترشح السيد بجاوي لرئاسة اليونيسكو ضد مرشح الجزائر واكتفى بالقول أنه كان يجدر به أن يترشح باسم بلاده بدل الترشح بإسم بلد أخر. ويعلن الحرب على معادي الحزب العتيد توعد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم، بشن حرب ضروس على الذين يقفون وراء الحملة التي تستهدف الحزب وتحاول إثارة النعرات بين مناضليه لزرع الفتنة وضرب استقرار الحزب بعد خروجه قويا من أزمة كادت تعصف بتواجده في الشهور الماضية. وأوضح بلخادم في رده على سؤال حول إمكانية اتخاذه جملة من الإجراءات ضد من يقف وراء الحملة المغرضة التي تستهدف الحزب أنه سيحارب من أراد محاربة الحزب وقال ''نحن مسالمون ونرحب بمن يعمل في المجال الفكري وفي إطار التعددية، أما الذي يريد معاداتنا فسنعاديه'' . ونفى الأمين العام للحزب العتيد بالمناسبة إدخال تغييرات على الأمانة الوطنية للحزب أو الهيئة التنفيذية مستبعدا ذلك لأن الحزب كما قال على مقربة من المؤتمر التاسع والتغير إذا حصل سيكون بإرادة من يرغب في التغيير وليس بقرار تنحيته أو عزله، مضيفا أن الجو العام للحزب جد ملائم لمواصلة الجهد من أجل التحضير للمؤتمر التاسع والانتخابات الجزئية لمجلس الأمة. وفي هذا السياق ذكر السيد بلخادم بما خرج به اجتماع الهيئة التنفيذية للحزب المنعقد يوم الاربعاء الماضي بفندق الأروية الذهبية، حيث أكد أنه كان دسما نظرا لتطرق أعضاء الهيئة التنفيذية للحزب لكل المواضيع المدرجة بجدول أعمال الدورة ابتداء من التحضير لمؤتمر الحزب والانتخابات الجزئية للتجديد النصفي لمجلس الامة وصولا للأنشطة المقرر تنظيمها في فترة الصيف. وفي الشق المتعلق بالتحضير لمؤتمر الحزب، أوضح السيد بلخادم أنه لم يتم تحديد تاريخ انعقاده، مشيرا إلى إمكانية تنظيمه في الثلاثي الأول من السنة المقبلة وبالتحديد قبل نهاية شهر مارس 2010 مضيفا أنه تم الاتفاق على أن تتولى اللجنة الوطنية المكلفة بالتحضير للمؤتمر بتحديد تاريخه بعد تنصيبها وهي اللجنة التي ستتشكل -حسب الامين العام للحزب العتيد- من أعضاء الهيئة التنفيذية للحزب على أن يستعان بخبرة المناضلين الذين ليسوا في الهيئة للتحضير للمؤتمر. وبخصوص نشاطات الحزب المقررة قبل أنعقاد المؤتمر التاسع قال بلخادم أن أول نشاط سيكون يوم الاربعاء المقبل، حيث من المقرر أن يجتمع رئيس المجلس الشعبي الوطني وهياكل المجلس المنتسبة للحزب للتحضير لانتخابات مجلس الأمة، على أن يعقب ذلك اللقاء اجتماع آخر يوم الخميس المقبل مع المنتخبين بولاية البرج، وسيضم الاجتماع اربع ولايات وهي اللقاءات التي تتواصل كل يوم خميس مع مجموعة من المنتخبين في كل ولايات الوطن. وأضاف السيد بلخادم أنه قبيل انعقاد الجامعة الصيفية التي ستنطلق يوم 18 جوان سيتم تنصيب اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر التاسع، كما ستنصب على مستوى كل محافظة لجنة تحضير تضم أعضاء مكتب المحافظة وأعضاء من المجلس الوطني للحزب وأعضاء من غرفتي البرلمان مابين شهر جوان وجويلية المقبل فيما سيلتقي أحزاب التحالف الرئاسي يوم الاثنين 22 جوان المقبل بمقر حركة مجتمع السلم لتسليم الرئاسة من حزب جبهة التحرير الوطني إلى حركة مجتمع السلم.