دعا المدير الولائي لمصالح الحماية المدنية بمعسكر، المقدم شهب العين محمد، المواطنين، إلى التحلي بثقافة التدخل لمنع انتشار الحرائق من حواف الطرق مهما قلت أهميتها، تفاديا لانتشارها إلى مساحات كبيرة، ومنه التقليص من حجم الخسائر المتوقعة التي تؤدي إلى تلف العشرات الهكتارات من الغابات سنويا، وذلك بسلوكات بسيطة وذات أهمية من خلال التبليغ الفوري عن وجود الحرائق والتدخل لمنع انتشار الحريق بإطفاء شراراته الأولى، أو على الأقل التحلي بروح المسؤولية من طرف المدخنين من مستعملي الطريق بعدم إلقاء بقايا السجائر من نوافذ سياراتهم. سجلت مصالح الحماية المدنية بمعسكر خلال شهر جويلية 9 حرائق غابات أدت إلى إتلاف 17 هكتار غابة و39 هكتار أدغال و9.6 هكتار أحراش، كان أخرها الحريق الذي نشب بغابة الشموخ في بلدية نسمط دائرة هاشم، وخلف تلف 10 هكتارات من أشجار الصنوبر الحلبي والضرو. وساعدت الرياح والحشائش اليابسة في انتشار الحريق على مساحة واسعة من الغابة التي يرتادها الكثير من الزوار، فضلا عن المسالك غير المفتوحة التي صعبت عملية السيطرة على الحريق في غابة نسمط، الذي يحتمل أن يكون مفتعلا من طرف هواة جني العسل، وقد سخر لإطفاء الحريق 50 عونا و05 شاحنات إطفاء وشاحنة لنقل المستخدمين بكل من وحدة تيغنيف والرتل المتنقل لحرائق الغابات والمحاصيل الزراعية. وتعود أسباب حرائق الغابات بمعسكر إلى العامل البشري، الذي توجه له أصابع الاتهام في كل موسم حرارة، بسبب الإهمال وعدم الاهتمام الكفيل بالثروات الطبيعة التي يمكن استغلالها عقلانيا من الفضاءات الغابية، في الوقت الذي تغيّب فيه الجهات المحلية الوصية عن مهامها الإستباقية والمبكرة للحد من الخسائر المعتبرة التي تنجم عن الحرائق وتؤثر سلبا على الطقس فترفع تلقائيا من درجات الحرارة، لتتواجد مصالح الحماية المدنية ورجال الإطفاء وحدها في الميدان تتحمل مسؤولية عبث المواطنين وباقي المسؤولين على قطاع الغابات والجماعات المحلية التي تتوفر على فضاءات غابية. ولا شك أن عملية إطفاء حرائق الغابات مهمة صعبة على عناصر الحماية المدنية، يزيد غياب المسالك الغابية من صعوبتها ويحول دون التحكم المبكر والسريع في الحريق، فضلا عن غياب الوعي الجماعي والفردي بحجم الخسائر المادية والبيئية، التي تخلفها حرائق الغابات، ومنه غياب الحس المدني لدى هواة جني عسل النحل الجبلي، الذين يتعمدون افتعال الحريق لطرد أسراب النحل ومن ثمة جني العسل. يضاف إلى ذلك ظاهرة الرعي العشوائي في الغابات ومخلفات زوار الغابة للاستجمام لاسيما الزجاجية منها، مع إهمال عنصر التبليغ عن نشوب الحرائق التي تندلع على حواف الطرق وتكون السبب في حرائق رهيبة، وغياب آليات الوقاية من حرائق الغابات من خلال شق المسالك ونزع الحشائش اليابسة من حواف الطرق وإحاطة الأراضي الفلاحية المتاخمة للغابات بإقامة ممرات ترابية لعزل أي حريق متوقع.