من المنتظر أن تعرف الجزائر تغيرا جذريا في ديناميكية القطاعات الاستراتيجية للنقل خلال العهدة الثالثة لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي قرر إعادة الاعتبار كليا لقطاع النقل بالسكك الحديدية وبعثه من جديد وفق أحسن الطرق العصرية في الأداء وفي التقنية على حد سواء، هذا ما استخلص من مداخلة عمار تو وزير النقل أثناء تقديمه شرحا مفصلا للمخطط الخماسي لتنمية قطاعه على مدى 2014 حيث جدد أن الدولة رصدت ما يربو عن 40 مليار دولار أمريكي في مجال الاستثمار ما بين أعوام 2009 الى غاية .2014 اذ تسعى لتدارك التأخر الفادح في مجال السكة الحديدية التي لم تنجز منها سوى 150كلم منذ الاستقلال رغم وجود محاولات لإعادة الاعتبار في الثمانينات أجهضت في مهدها لصالح استيراد المواد الاستهلاكية بالعملة الصعبة. وفي نهاية العام الجاري سيستعمل خط سيدي بلعباس الى بشار على مسافة 580 كلم وتتكثف الشبكة ب 39 مشروعا لصالح السكة الحديدية في العام الموالي وتتواصل انجاز حلقتين جنوبيتين للغرب والشرق، تنتهي الى مدينة عين صالح عام 2013 مع كهربة الخطوط بآليات قاطرة تسير بسرعة 220 كلم /الساعة وتستمر تقوية النقل الحضري لميترو الجزائر من محطة البدر نحو الحراش وساحة الشهداء وعين النعجة وباب الزوار وشوفالي وبراقي في 2018 وأسهب العضو الحكومي في الحديث عن طراموي العاصمة ووهران وقسنطينة الذي تقدمت الأشغال بخصوصه بالاضافة الى خلق 48 مؤسسة نقل حضري بعدما وصلت حاليا 21 مؤسسة زيادة على اجراء توسعات في مطارات تلمسان وقسنطينة وعنابة وغرداية وبناء مطارين جديدين بكل من عين أميناس وجيجل. وفي سياق النقل البحري ستتعزز العاصمة بميناء جديد تقرر انجازه في البرنامج الانتخابي للرئيس بوتفليقة الذي سيتولى شخصيا التحكيم في مكان انجازه للفصل في الطرحين إما شرق العاصمة أو غربها وعموما الحجم المالي الإجمالي لرخص انجاز البرامج التنموية في النقل تعدت 6908 مليار دينار وهو مبلغ قلما استثمرت بلدان أخرى مثله حاليا. ويعاين قطاعه بغرب البلاد أشرف عمار تو وزير النقل عشية الخميس على انطلاق أول رحلة بالقطار السريع على خط مغنية - تلمسان ومن تم الى وهران عبر ملتقى الخطوط لوادي تليلات الذي يتفرع الى غاية عين تيموشنت وسيدي بلعباس حيث تبلغ سرعة القطار 220 كلم/سا. وتعرف في الولايات الثلاثة المذكورة على جميع العمليات الهندسية والفنية القائمة والصعوبات التي تعترضها وفيها ألح على ضرورة احترام معايير الآمان والعصرنة فمثلا خط تلمسان - العقيد عباس كلف الدولة غلافا ماليا يقدر ب 168 مليار وفيه 9 أنفاق و 24 كلم من المنشآت وأجرت الدراسة مكاتب كندية وجزائرية على أن تقطع مسافة 196 كلم في ظرف ساعة و 20 د، كما انتقل الموفد الحكومي رفقة السيد نوري عبد الوهاب والي تلمسان على مطار زناتة الدولي حيث تجري أشغال التوسعة وبناء محطة جديدة للمسافرين أوكلت لشركة المقاولين العرب، وهي بناية تتألف من طابق أرضي بمساحة 6035 متر مربع وطابق علوي ينتشر على 3310 متر مربع ينتظر تسليمه نهاية العام الجاري وتبلغ تكلفته 25,1 مليار دج. ومن شأن هذه المنشأة أن تستقبل 900 ألف مسافر في العام وقد أنجزت بالهندسة العربية الاسلامية المميزة للتراث الجزائري ثم وقف الوزير تو بلالاستي وأمر بتزويد محطة نقل المسافرين بالكوابل ب 7 غرف جديدة بعد نجاح حركيتها منذ أفريل المنصرم وهي تنقل يوميا 7700 راكب، أما في مغنية فقد عاين تواصل أشغال محطة السكة الحديدية وأمر بتغيير مكان انجاز المحطة البرية لنقل المسافرين في مدينة تعد الثانية أهمية على جميع الأصعدة بولاية تلمسان.