وصل المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل إلى العاصمة السورية دمشق قادما من بيروت، حيث أكد أن أي اتفاق للسلام في الشرق الأوسط لن يأتي على حساب لبنان. وتعد زيارة ميتشل لسوريا هي الأولى من نوعها، وتأتي ضمن جولة له في عدد من دول المنطقة. وكان ميتشل قد قال -عقب اجتماعه مع الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة- إن لبنان سيلعب دورا مهما في جهود بناء سلام واستقرار دائمين في الشرق الأوسط، مشددا على أن بلاده تتطلع للعمل مع الحكومة الجديدة في لبنان من أجل الوصول إلى هذا الهدف. وامتدح ميتشل الانتخابات اللبنانية التي أجريت هذا الأسبوع، ووصفها بأنها حجر زاوية مهم لهذا البلد، وأكد أن الولاياتالمتحدة ستظل ثابتة في دعمها للبنان حر ومستقل وذي سيادة على حد قوله. وأشار المسؤول الأميركي إلى أن تنفيذ القرار 1701 هو في صلب اهتمام الإدارة الأميركية وأن المبادرة العربية للسلام هي من ضمن الجهود التي يستند إليها التحرك الأميركي الجديد حيال المنطقة، لافتا إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة اختارت مقاربة الحوار الصريح والتشاور مع الفرقاء اللبنانيين. من جهته أعرب الرئيس اللبناني عن استعداد بلاده للمشاركة في أي مؤتمر دولي للسلام على أساس مرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام بكامل بنودها. وأشار سليمان إلى الضمانات التي أعطيت للبنان في مؤتمر مدريد عام 1991 بشأن ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة بلا قيد أو شرط وفقا لقرارات الأممالمتحدة. وأشار إلى أن أي تسوية للمنطقة لا ترتكز إلى حل موضوع اللاجئين الفلسطينيين لا تجدي نفعا. ومن المقرر أن يتوجه ميتشل في ختام زيارته لبيروت إلى دمشق. من جهة أخرى وصل منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إلى لبنان في إطار جولة ستقوده أيضا إلى مصر بعد زيارة إسرائيل والضفة الغربية. وأعرب سولانا فور وصوله عن سروره بالعودة إلى لبنان، وقال إنه سيلتقي أثناء زيارته عددا من المسؤولين اللبنانيين وممثلين عن مختلف الأحزاب اللبنانية، كما أشار إلى أنه سيبحث مع مختلف الفرقاء اللبنانيين تطور الوضع اللبناني بعد الانتخابات النيابية التي أجريت الأحد الماضي. وأشار إلى العمل بشكل جدي لتعميق وتقوية العلاقة بين الاتحاد الأوروبي ولبنان. وذكرت تقارير صحفية في بيروت أن سولانا سيلتقي اليوم النائب عن حزب الله في البرلمان اللبناني حسين الحاج حسن، في أول لقاء من نوعه بين مسؤول أوروبي رفيع ومسؤول من حزب الله. وتزامنت تحركات ميتشل وسولانا مع جولة مماثلة في المنطقة يقوم بها الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر قادته اليوم إلى القدس والتقى فور وصوله والد الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط الذي سلمه رسالة لابنه ودعاه للتحرك من أجل إتمام صفقة الإفراج عنه. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن والد شاليط رفض الإفصاح عن مضمون الرسالة، وقال إنه لن يفصح عنها قبل أن يتسلمها ابنه. وأضاف أنه يأمل أن تساعد العلاقات بين كارتر وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في حل قضية شاليط. يشار إلى أن كارتر يقوم بجولة في المنطقة زار فيها بيروتودمشق، وكان قد التقى يوم الخميس قياديين من حماس في العاصمة السورية من بينهم رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل. وقال عضو المكتب السياسي لحماس أسامة حمدان في تصريح صحفي إن لقاء كارتر مع قيادة الحركة يأتي في إطار قناعة بدأت تسود لدى عامة المعنيين بالملف الفلسطيني أنه لا يمكن تجاهل حماس. كما أجرى كارتر محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد ركزت على عملية السلام في الشرق الأوسط ودعم الإدارة الأميركية الجديدة للقيام بدور قوي تجاه تحقيق عملية السلام في فترة رئاسة باراك أوباما.