يشرع جورج ميتشل الموفد الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط في جولة إلى المنطقة بدأها اليوم بالعاصمة اللبنانية بيروت تستغرق يومين وتندرج في إطار مساع أمريكية لإحياء عملية السلام المتعثرة.وذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية أن المسؤول الأمريكي "سيعقد خلال الزيارة جولة محادثات مع المسؤولين اللبنانيين لاطلاعهم على استئناف مهمته الرامية إلى إحياء عملية السلام في المنطقة على المسارات الثلاثة الفلسطينية والسورية واللبنانية مع إسرائيل". وأضافت أن "أولوية المسار الفلسطيني-الإسرائيلي لا تعني أن ميتشل لن يتطرق إلى المسار اللبناني والاستماع إلى المسؤولين في بيروت الذين سيكررون على مسامعه الموقف الرسمي من استئناف المفاوضات مع الإسرائيليين". كما أشارت الصحيفة إلى أن الجانب اللبناني سيركز على تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بتنفيذ القرار 1701 بجميع بنوده والتشديد على الانسحاب الإسرائيلي العسكري من مزارع "شبعا" وتلال "كفر شوبا" وشمال بلدة "الغجر" ورفض التوطين والتقيد بمرجعية مدريد ومبادرة السلام العربية التي كانت أعلنت في قمة بيروت عام 2002. وتشمل جولة المبعوث الأمريكي سوريا أيضا حيث قالت صحيفة "الوطن" السورية أن ميتشل سيجري محادثات مع الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم تتعلق بالعملية السلمية والعلاقات الثنائية بين البلدين. وتعتبر زيارة المبعوث الأمريكي إلى سوريا الثالثة له منذ توليه مهام منصبه كممثل لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتنشيط عملية السلام المتعثرة منذ عدة سنوات وتندرج ضمن جولته الجديدة إلى المنطقة لعرض المبادرة الأمريكيةالجديدة للسلام. والمؤكد أن إدراج ميتشل لمحطة دمشق في جولته الشرق الأوسطية نابع من اقتناع الموفد الأمريكي ومعه إدارة الرئيس باراك اوباما بأهمية الدور السوري في وضع أي ترتيبات جديدة على المنطقة وان سوريا تبقى محطة هامة في أي تسوية تريد واشنطن بلوغها في منطقة الشرق الاوسط. ولما لا يكون ميتشل يسعى للمراهنة على دمشق لإنجاح مساعيه وتمرير مبادرة بلاده للسلام التي طرحتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مؤخرا ودعت الفلسطينيين إلى التفاوض مع الإسرائيليين لكن دون شروط مسبقة. وهو الأمر الذي رفضته السلطة الفلسطينية وجددت رفضها أول أمس على لسان رئيسها محمود عباس الذي تمسك بموقفه بعدم مباشرة أية مفاوضات سلام دون أن وقف كلي ونهائي للأنشطة الاستيطانية التي تسارعت وتيرتها في الآونة الأخيرة وأصبحت بمثابة السرطان الذي ينخر جسد الإنسان. للإشارة فإن صحيفة "الوطن" السورية أشارت إلى أنه من المقرر أن يزور مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وليام بيرنز سوريا شهر فيفري المقبل لبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.