قلل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من أهمية الاحتجاجات التي تشهدها شوارع طهران منذ إعلان فوزه بانتخابات الرئاسة لولاية ثانية. لكنه حذر من رد قوي تجاه مرتكبي أعمال العنف، يأتي هذا في وقت بدأ وسط طهران يستعيد الهدوء بعد تجدد المواجهات أمس بين أنصار المرشح مير حسين موسوي والشرطة، واعتقال عشرات الإصلاحيين.وفي مؤتمر صحفي عقده بطهران بعد يوم من إعلان فوزه، هوّن الرئيس نجاد من التحركات في الشارع احتجاجا على النتائج، معتبرا أنها ليست مهمة وإفرازا طبيعيا قد يستمر عدة أيام. وأكد أن حكومته ستتعامل مع المحتجين بروح من التسامح لأن الحرية قريبة إلى الدرجة المطلقة. وصور الرئيس الإيراني المشهد بمباراة لكرة القدم ينتاب الجمهور فيها العواطف والانفعال ويرتفع الغبار، لكن لا يلبث أن يتراجع ويخمد بعد انتهائها وظهور النتيجة. لكن رغم إشارات التسامح التي أبداها أحمدي نجاد تجاه المعترضين على نتائج الانتخابات، حذر من أن استمرار تلك الاحتجاجات بعنف والتجاوز على الممتلكات العامة والخاصة ستواجه بقوة من قبل الجهاز القضائي. وتحدى نجاد المشككين بنتائج الانتخابات، بتقديم دليل ملموس عن ذلك إلى الجهات المختصة لمجلس تشخيص مصلحة النظام للنظر فيها. وأشار إلى أن منافسيه مثل جحا يكذبون ثم يصدقون كذبتهم. واعتبر الرئيس الإيراني انتخابات الرئاسة ملحمة، ونتيجتها بمثابة صفعة قوية لما وصفها الأسس الظالمة لدول الاستكبار التي تحكم العالم. واعتبر أن الملف النووي الإيراني ليس مطروحا للبحث، في إشارة إلى أنه لن يكون هناك تغيير في السياسة النووية في ولايته الرئاسية الثانية. وأشاد نجاد بالشعب الإيراني وتمسكه بما وصفها القيم الأخلاقية والإلهية، ونأيه عن ما أسماها الألاعيب السياسية، وهاجم الديمقراطية الغربية، معتبرا أن الانتخابات في إيران نموذج جديد للديمقراطية على أسس الأخلاق والقيم. وفي موضوع آخر اعتبر نجاد أن أي دولة تتجرأ أو تفكر في مهاجمة إيران ستندم ندماً شديداً. مشيرا إلى أنه لا يتوقع مطلقا أن تقوم أي جهة بارتكاب ما وصفها حماقة الهجوم. كما أكد أنه سيحضر قمة دول عدم الانحياز في مصر إذا لم يحصل طارئ يحول دون ذلك. وأوضح أنه سعى إلى إخراج العلاقات مع مصر من دائرة التدخل الأجنبي. وبالتزامن مع المؤتمر الصحفي للرئيس الإيراني شهد وسط طهران مواجهات جديدة بين الشرطة ومحتجين لليوم الثاني على التوالي، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن الأمن فرق التظاهرة بالقوة وأطلق الرصاص في الهواء. ورغم ذلك بدأ الهدوء يعود إلى المنطقة التي شهدت المواجهات، حيث انتشر الأمن بكثافة في إطار التحضير لتجمع كبير لأنصار الرئيس الإيراني عصر أمس ينتظر أن يحضره نجاد نفسه وربما يلقي كلمة فيه. وقد أكد أحمد رضا رادان مساعد قائد قوات الأمن الداخلي الإيراني اعتقال 107 من المتظاهرين في الساعات الأربع والعشرين الماضية، إضافة إلى عشرة أسماهم المخططين الأساسيين لما وصفها بأحداث الشغب في طهران بعيد إعلان نتائج الانتخابات. وفي هذا السياق قال السياسي الإصلاحي محمد علي أبطحي: إن السلطات اعتقلت أكثر من مائة شخصية إصلاحية الليلة قبل الماضية من منازلهم، واتهمت عددا منهم بالتخطيط للاضطرابات. ومن أبرز المعتقلين ؟وفق مراسل الجزيرة - محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس السابق محمد خاتمي، إضافة إلى زعيم حزب جبهة المشاركة الإصلاحي محسن مردماي، وعبد الله رمضان زادة المتحدث السابق باسم حكومة خاتمي ومصطفى تاج زادة، وزهراء إشراقي حفيدة الإمام الراحل الخميني، وعدد آخر من الشخصيات البارزة. وفي الإطار ذاته نقل عن مصادر الشرطة نفيها تقارير عن وضع مير حسين موسوي وزوجته زهرة قيد الإقامة الجبرية لتجنب المزيد من الاضطرابات .