في تطور دام للمشهد السياسي في إيران لقي سبعة متظاهرين مصرعهم وأصيب عدد آخر خلال المظاهرات الاحتجاجية التي نظمها أنصار المرشح الخاسر في الرئاسيات الإيرانية مير حسين موسوي أمس وسط العاصمة طهران. وأكدت الإذاعة الإيرانية الرسمية مصرع سبعة متظاهرين بعدما دخلوا في مناوشات مع عناصر قوة عسكرية والتي استخدمت القوة لتفريق المتظاهرين المحتجين وذلك بعدما كانت السلطات الإيرانية نفت مقتل أي شخص في هذه المظاهرة. وأكدت الاذاعة "أن عددا من المتظاهرين أرادوا مهاجمة مركز عسكري وتخريب التجهيزات العامة قرب ساحة ازادي ولسوء الحظ قتل سبعة أشخاص وجرح آخرون". ودفعت هذه التطورات الدامية مجلس صيانة الدستور إلى إعلان استعداده على إعادة فرز جزئي لأصوات الناخبين في الانتخابات التي جرت نهاية الأسبوع الماضي وأسفرت عن فوز الرئيس المنتهية عهدته محمود احمدي نجاد بولاية ثانية متقدما على منافسه المحافظ المعتدل مير حسين موسوي بفارق كبير. واضطر مجلس صيانة الدستور إلى اتخاذ هذا القرار إثر تلقيه طعونا من المرشحين الثلاثة للانتخابات الرئاسية والذين طالبوا بإلغاء النتائج بعدما شككوا في نزاهتها في محاولة إلى امتصاص غضب أنصار موسوي وتفادي حدوث أي انفلات امني خطير يصعب احتواؤه. وقال عباس علي كدخدائي المتحدث باسم المجلس أنه "إذا تبين لمجلس صيانة الدستور أن مخالفات ارتكبت مثل شراء أصوات أو استخدام بطاقات هوية مزورة.. فسوف يأمر بإعادة تعداد الأصوات". وتشهد العاصمة الإيرانيةطهران منذ الأيام الثلاثة الأخيرة موجة احتجاجية ضد إعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد يقودها أنصار مير حسين موسوي الذين خرجوا في مسيرات احتجاجية تخللتها مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين. ويواصل أنصار موسوي حركتهم الاحتجاجية رغم تحذيرات وزارة الداخلية ومرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامينائي الذي وجه تحذيرا لحسين موسوي بعدم اللجوء إلى مثل هذه المظاهرات وإتباع الطرق القانونية للتعبير عن مواقفه. وأمام هذا الانزلاق الأمني الخطير دعا رجل الدين الإيراني المعارض آية الله العظمى حسين علي منتظري الذي يعتبر مرجعا دينيا شيعيا الإيرانيين إلى أن تكون تظاهراتهم سلمية. وقال أن الشعب الإيراني ومن خلال مشاركته في تظاهرات عامة يظهر تأييده للمرشحين الرئاسيين المهزومين الذين يسعون إلى الحصول على "حقوقهم المنتهكة". وكان آية الله منتظري مرشحا لخلافة مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني قبل أن يثير غضب السلطات في نهاية الثمانينات بانتقاداته المتزايدة للقيود التي تفرضها السلطات في السياسة والثقافة. ويأتي ذلك في الوقت الذي أعرب فيه الرئيس الأميركي باراك اوباما عن "قلقه العميق" حيال أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في إيران لكنه اعتبر أنه يعود للإيرانيين أن يختاروا رئيسهم وستحترم الولاياتالمتحدة سيادتهم". وقال الرئيس اوباما بمناسبة محادثات اجراها في المكتب البيضاوي مع رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني "أريد أن اقول بوضوح تام ان قرار من سيحكم إيران يعود للإيرانيين".. وأضاف "نحترم السيادة الإيرانية ونريد أن نتجنب ان تصبح الولاياتالمتحدة هي المشكلة في إيران"، معربا عن مخاوفه من ان يستغل مناصرو احمدي نجاد تدخلا أمريكيا محتملا في الأزمة الحالية ويتهموا منافسيهم بأنهم أداة بيد الولاياتالمتحدة.