مشاركة 16 متحفا وطنيا و ورشات بيداغوجية ستكون في الموعد يستضيف منتزه «الصابلات»، خلال الفترة الممتدة بين 25 و 29 أوت الجاري، تظاهرة «المتحف في الشارع» في طبعتها الرابعة، بمشاركة 16 متحفا وطنيا من بينها ثلاث متاحف لأول مرة على غرار متحف الفن و التاريخ بتلمسان، و هذا للتعريف بكل المؤسسات المتحفية و ما تختزنه جدرانها من تراث مادي و لا مادي يؤرخ لتاريخ الجزائر عبر مختلف الحقب. في هذا الإطار أوضحت محافظة تظاهرة «المتحف في الشارع» فايزة رياش رفقة زملائها المنظمين ضيوف «الشعب»، أن الطبعة الرابعة جاءت بشعار « معا من أجل سياحة متحفية» تحت إشراف وزارة الثقافة و متاحف الجزائر لاسيما المتحف الوطني العمومي «الباردو»، بالتعاون مع ولاية الجزائر و بلدية الجزائر الوسطى، حيث تم تغيير مكان التظاهرة لمنتزه «الصابلات» بعد أن كانت ساحة البريد المركزي هي المحتضن الأول لهذه الفكرة، وهذا للترويج للمتاحف في مثل هذه الفضاءات السياحية والاحتكاك بشريحة أخرى و أكبر من مختلف الفئات العمرية من رواد المنتزه . و حسب رياش تأتي هذه التظاهرة بعد نجاح الطبعات السابقة بكل المقاييس و هذا ما تم لمسه بعد إجراء سبر الآراء، حيث كان هناك إقبال كبير على الورشات البيداغوجية التعليمية و الترفيهية و التي تساهم في تنمية ثقافة الطفل و إطلاعه على عالم ما قبل التاريخ وترسيخ لديهم ثقافة المتحف، و من ثم جاءت الفكرة في ضمان استمرارية تنظيم التظاهرة . و أعطت محافظة التظاهرة لمحة عن الطبعات الثلاث السابقة، بداية بأول طبعة في عام 2013 والتي شارك فيها سبعة متاحف لولاية الجزائر والمدية و نظمت بساحة البريد المركزي بالعاصمة، حيث تم توزيع أكثر من ألفي منشور خاص بالتعريف بكل متحف للزائرين والمارة ، واستقبال أكثر من 100 طفل يوميا في الجناح المخصص للورشات البيداغوجية و بيع عدد معتبر من الإصدارات و المطبوعات الخاصة بالمتاحف. أما طبعة 2014 فتميزت بمشاركة 14 متحفا وطنيا و ببرامج ثرية من معارض و إصدارات و مطبوعات و كذا ورشات بيداغوجية للأطفال، فيما عرفت الطبعة الثالثة 2015 مشاركة 17 متحفا وطنيا و تم من خلالها التحسيس بأهمية الحفاظ على التراث المادي الثقافي واللامادي. و بخصوص برنامج التظاهرة في طبعتها الرابعة، فقد تم الاحتفاظ بتنظيم الورشات البيداغوجية باعتبارها الأكثر استقطابا لمختلف الفئات العمرية لاسيما الأطفال، منها ورشات علم الآثار والتي تتعلق بالرسوم الصخرية، لعبة العائلات السبع، كتابة التيفيناغ، الكتابة المسمارية، الإريغامي، الفسيفساء، الرسم على المربعات الخزفية، المتاهة و كيفية صيانة و ترميم القطع. يضاف إلى ذلك ورشات التقاليد والفنون الشعبية و يتعلق الأمر باللوحة القرآنية، الرسم التلوين، الطرز الشبيكة، قصص شعبية، البوقالات و الألغاز، ألعاب تقليدية، أما الورشة الأخيرة فتعنى بالفن الحديث على غرار التلوين، المانغا الياباني، الفن المعاصر تيرابي، كوس بلاي، موسيقى عصرية، الرسم على الخشب، فن الخط الإسلامي و المغاربي، الرسم مثل لوحات نصر الدين دينيه. من جهتها أكدت عواطف خرشي مهندسة معمارية في المنمنمات و الخط و كذا المسؤولة عن التنظيم أن التظاهرة تهدف إلى التقرب أكثر من شرائح المجتمع، و التعريف بالمتاحف الوطنية و الترويج لثقافة زيارة المتاحف لدى النشء، و كذا التعريف بالمجموعات الأثرية و الفنية والتراثية التي تحتويها هذه الهياكل، و تحسيس المواطنين بأهمية الحفاظ و صيانة التراث المادي الثقافي واللامادي وحمايته من الاندثار أو السرقة و تثمينه، والترويج لثقافة المتحف واستغلالها اقتصاديا لاسيما في المجال السياحي. بالإضافة إلى خلق ديناميكية بين المؤسسات الثقافية الوطنية من خلال تبادل الخبرات والتجارب بين المتاحف التي تنشط على مدار السنة وتفتح أبوابها للزوار على غرار متحف «الباردو» الذي يستقبل زواره خلال فصل الصيف ابتداء من الساعة 09:00 صباحا إلى غاية 18:00 مساء، و في باقي أيام السنة ابتداء من الساعة 08:30 صباحا إلى غاية 17:00 مساء ، بسبب هاجس النقل في ظل انعدام نقل العمال. و في المقابل تساهم مكتبة المتحف الوطني العمومي «الباردو»، هي الأخرى بإثراء التظاهرة حسب ما أكده محافظ المكتبة قهلوز رشيد من خلال فتح بابها هي الأخرى أمام المواطنين لتبادل الكتب و الاطلاع على إصدارات المكتبة من خلال بطاقة الانخراط لضمان مساهمة هذا المرفق في إنعاش المقروئية داخل و خارج المتحف.