جناح لمنشورات المتاحف في الصالون الدولي للكتاب لأول مرة دعا عزالدين ميهوبي وزير الثقافة، مسئولي المتاحف إلى تفتح أكثر على المواطنين وتعريفهم بما تحتويه من كنوز وأثار تحمل قيمة لا تقدر بثمن. شدد الوزير أكثر من مرة، لدى إشرافه على الطبعة الرابعة لتظاهرة «متحف في الشارع» المنظمة هذه المرة بمنتزه الصابلات بدل البريد المركزي، مثلما جرت العادة، على أن للمتاحف مهمة أساسية، التفتح قدر الممكن على الجمهور وتحسيسه بجدوى حماية الأثار وإشراكه في عملية صيانة كنوز الجزائر التي تعبّر عن هويتها ومكنونها الثقافي وتراثها المادي واللاّمادي الذي حظي بالعناية الخاصة من مختلف التشريعات القانونية ومنها دستور 2016. وقال ميهوبي، الذي طاف بمختلف الأجنحة الممثلة ل16 متحفا مشاركا في التظاهرة إلى غاية 29 أوت الجاري، إن دائرته الوزارية حريصة على هذا الجانب وهي تعمل دوما وتحث مسئولي ومسيري المتاحف على أن تكون هذه الأخيرة متفتحة على المواطنين وعدم إبقائها مغلقة، لأن هذا الجسر الممتد إلى المواطن والمتصل معه، لاسيما الطفل، هو السبيل الأمثل إلى ترسيخ ثقافة حفظ التراث وصيانته وجعل من الآخر حلقة مفصلية في معادلة حماية الذاكرة الجماعية التي تطالها جرائم النهب والتهريب ومحركا لوقف النزيف وهي مسؤولية مجتمعية في أوسع مداها وقوتها. من جانب آخر رافع الوزير من أجل إعطاء المتاحف وظيفة اقتصادية ومصدر دخل لها حتى لا تبقى أسيرة الاتكال على الخزينة، خاصة في هذا الظرف الاستثنائي الذي تعيشه البلاد، جراء تراجع أسعار البترول وما تطلب من تدابير عاجلة لاعتماد الرشادة في النفقات وتحديد الأولويات. عن سؤال «الشعب» حول ما إذا كانت هذه الرسالة، التي يشدد عليها الوزير في كل مناسبة، قد وجدت التجاوب من قبل مسؤولي ومسيري هيئات قطاع قد لقيت التجاوب المنتظر، أجاب ميهوبي بالإيجاب. قائلا، إن توسيع تظاهرة «متحف في الشارع» إلى متاحف مختلف الولايات، بدل بقائها في إطار ضيق، في السنوات الماضية الدليل القاطع. ويضاف إلى هذا، الحركة في سلك الثقافة وتغيير المديرين، كلها تصب في مسعى الانفتاح والتطور والتجاوب مع روح الظرف والأهداف التي تفرضها المرحلة. في هذا الإطار، أكد ميهوبي، وهو يعطي تفاصيل رؤيته في الوظيفة الاقتصادية الواجب اعتمادها، ضرورة نشر المتاحف لإصداراتها وبيعها، قائلا إن الصالون الدولي للكتاب المرتقب سيخصص جناحا لمتاحف الجزائر لتعريف الجمهور بما أنجزته من منشورات ومطبوعات جديرة بالاقتناء والاطلاع، بدل إبقائها حبيسة الأدراج. وتحدث ميهوبي كذلك، عن ذهاب الوزارة إلى أبعد مدى في تدعيم الباحثين والمنقبين عن الآثار بمختلف الحظائر الثقافية بربوع الجزائر التي تنام على كنوز كثيرا ما تطالها يد الإنسان، الذي يدمر أكبر مقومات التي تعطي أجوبة عن المتمادين في تشويه التاريخ الوطني وهويتنا وحقب حضارات تعاقبت على الجزائر وأعطتها القوة ورفاعة الشأن. تظاهرة «متحف في الشارع»، التي ينظمها متحف الباردو، بالتعاون مع بلدية الجزائر الوسطى، نجحت في اختيار المكان والزمان والشعار المعتمد «سويا من أجل سياحة متحفية». فكانت وجهة المصطافين الوافدين على منتزه الصابلات الذين اطلعوا على كنوز متاحف العاصمة، متحف فن المنمنمات والزخرفة الإسلامية والخط العربي، متحف ناصر الدين دينيه ببوسعادة، متاحف خنشلة، قسنطينة وتلمسان وغيرها... كنوز كم هي مهمة إذا تجاوب المواطن مع رسالتها وعرف معنى هذا التراث الثقافي الذي تعد مسألة الحفاظ عليه فرض عين.