وري جثمان رئيس أوزبكستان، إسلام كريموف، أمس، الثرى بعد أكثر من ربع قرن على رأس البلد الأكثر تعدادا بالسكان في وسط آسيا والذي حكمه بحنكة وكفاءة رغم انتقادات المعارضة. دفن جثمان كريموف الذي توفي عن 78 عاما بين أهله في سمرقند الجوهرة التاريخية على طريق الحرير. وكريموف هو الرئيس الأول والوحيد لاوزبكستان المستقلة وهو موضع إشادة من انصاره لدوره في استقرار هذا البلد المسلم المحاذي لافغانستان.وقد أعلنت السلطات الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام ابتداء من أمس وقطع التلفزيون لبرهة صباحا برامجه لينقل مشاهد لحشود اصطفت على جنبات طرق العاصمة طشقند التي سلكها موكب الجنازة. ثم حمل جنود النعش إلى طائرة اتجهت إلى سمرقند في جنوب البلاد. وفي سمرقند تابع عدد غفير من المواطنين وقد اعتمروا قبعاتهم التقليدية السوداء المطرزة بالابيض، مرور الموكب. وبين المشاركين الأجانب في تشييع جثمان كريموف رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف الذي وصل صباحا إلى سمرقند ورئيس طاجيكستان أمام علي رحمن ورئيس وزراء كازاخستان كريم مكسيموف. معلوم أن اسلام كريموف من القادة الذين وصلوا الى الحكم قبل تفكك الاتحاد السوفياتي، على غرار الرئيس التركماني الراحل صابر مراد نيازوف ورئيس كازاخستان الحالي نور سلطان نزارباييف. وقد لد في 30 جانفي 1938 ونشأ في دار للأيتام، ثم ترقى في الحزب الشيوعي أيام الاتحاد السوفياتي، حتى تسلم رئاسة جمهورية اوزبكستان السوفياتية. وعندما حصلت البلاد على استقلالها العام 1991بقي في السلطة وأعيد انتخابه العام 2015. وبموجب الدستور يتولى رئيس مجلس الشيوخ نعمة الله يولداشيف رئاسة البلاد بالوكالة. ويقول خبراء أن ثلاثة مسؤولين كبار يطمحون لخلافة كريموف بينهم رئيس الوزراء شوكت ميرزيوئيف ونائب رئيس الوزراء رستم عظيموف ورئيس جهاز الأمن القوي رستم اينوياتوف. وأكدت واشنطن شريك اوزبكستان في مكافحة الإرهاب «دعمها للشعب الأوزبكي» وقال البيت الأبيض «في وقت تسطر فيه اوزبكستان فصلا جديدا في تاريخها، فان الولاياتالمتحدة مصممة على المضي قدما في شراكتها مع أوزبكستان».