«قتيل و77 جريحا، واحد منهم إصاباته بليغة يتلقى العلاج المكثف. نقل المصابون على جناح السرعة لتقي العلاج اللازم بمستشفيات العاصمة وبومرداس»، هذا ما جمعته «الشعب» عن حادث الاصطدام المروع أمس بين القطار السريع القادم من العاصمة إلى سطيف والقطار المتوقف بمحطة بودواو القادم من الثنية نحو العاصمة على الساعة الرابعة زوالا. وزيرا الأشغال العمومية والنقل طلعي والصحة بوضياف تنقلا إلى عين المكان لتفقد الجرحى ومعاينة الحادث الأليم الذي تبحث اللجنة عن أسبابه. «الشعب» كانت حاضرة في مكان الحادث ووقفت على أولى التدخلات التي باشرها الركاب وأفراد مصالح السكة الحديدية ثم تدخلت مصالح الحماية المدنية لكل من ولايتي الجزائر العاصمة وبومرداس لنقل الجرحى والتكفل بالإغماءات، فيما فتحت مصالح الأمن التحقيق في أسباب الحادث رفقة أفراد الشرطة العلمية. في تصريح للصحافة بعين المكان أكد طلعي أن لجنة تحقيق مشتركة بين النقل والصحة والخبراء كونت على عجالة للنظر في ما إذا كان الحادث ناجما عن خطا بشري تسبب فيه السائق نتيجة الافراط في السرعة أو لخلل تقني. مع العلم كان بالقطار أكثر من 3 آلاف مسافر 200 منهم في الخلف وعاشوا الصدمة. وحسب ما استقته «الشعب» فإن الخلل يكمن في عدم تشغيل الاشارة الضوئية التي تسمح للقطار بمواصلة سيره أو التوقف. وحسب السيدة حورية (50 سنة) من العمر ل»الشعب» فإن القطار كان يسير بسرعة اعتيادية. من جهته ذكر مسؤول قطاع شبه الطبي لبودواو توفيق بوسحاقي ل»الشعب» أن سيارات الاسعاف ال8 التي يمتلكها المرفق الصحي قد جندت في نقل المصابين إلى مستشفيات العاصمة وبومرداس. من جهتها، مديرية النقل بالسكك الحديدية، تدخلت هي الأخرى للإسراع في نقل المسافرين من ركاب القطارين في حافلات استقدمتها حتى يتسنى للمصالح المعنية التدخل لفك الخناق وتصليح العطب الذي قد يتسبب في تعطيل الرحلات المتبقية، خاصة إذا علمنا أن بودواو هي محطة عبور كل الرحلات نحو العاصمة وبالتالي كل تأخر من شأنه أن يؤدي إلى إخلال في برمجة الرحلات. في السياق نفسه، يفسح المجال لتدخلات الحماية المدنية لنقل الجرحى إلى المصالح الاستشفائية القريبة كبومرداس وقورصو والثنية في حالات الرضوض والحالات الحرجة التي تتطلب الأشعة حسب الحماية المدنية في عين المكان. حالات الخوف والسوسباس كانت أهم المظاهر التي سجلناها لحظة الاصطدام والشعور بالنجاة من هول الكارثة، والركض والهرب من المنافذ والأبواب، في ظل عدم معرفة أسباب الصدمة والشكوك التي حامت حول أن الحادث ليس اصطداما بل هو فعل إجرامي، وسرعان ما تلاشت هذه التخمينات لما شاهد الركاب حالة القطارين.