لا تزال شعبة إنتاج عنب المائدة بولاية بومرداس تعاني سوء التنظيم وعدم إستغلال المساحات الواسعة من زراعة الكروم بأجود أنواعها وكمية الإنتاج الكبيرة في فرض وجودها داخل هياكل قطاع الفلاحة محليا، حيث تستمر حالة التشتت ومعاناة الفلاحين والمنتجين من مرحلة التلقيم حتى جني المحصول وتسويقه، تارة بسبب تكاليف الأسمدة، الأدوية ووسائل العمل، وتارة أخرى نتيجة قلة اليد العاملة وصولا إلى المرحلة الأخيرة من هذه السلسلة وهي الأصعب تتمثل في صعوبة تسويق المنتوج وضغط السماسرة المضاربين، وكل ذلك لغياب إطار تنظيمي يدافع عن هذه الفئة.. يبدو أن كل انشغالات الفلاحين ومنتجي شعبة عنب المائدة بولاية بومرداس لم تصل بعد إلى أسماع القائمين على القطاع، وهم الذين عبروا في كل مناسبة عن تذمرهم من استمرار وضعية الفوضى خاصة في مرحلة جني المحصول وتسويقه، حيث يترك الفلاح لحاله يكابد في كيفية تسويق منتوجه ومواجهة تلاعبات السماسرة والتجار الذين ينتهزون الفرص للإجهاز على هذا الفلاح أحيانا تحت ضغط الحرارة وأحيانا أخرى باستغلال التقلبات الجوية التي قد تأتي سريعا على هذا المحصول الحساس سريع التلف. هذه الانشغالات وغيرها كثيرا ما طرحت على مسؤولي القطاع خاصة بمناسبة تنظيم صالون العنب السنوي، الذي كان من المفروض أن يشكل محطة فعلية لتقييم واقع القطاع واتخاذ الإجراءات اللازمة والحلول المناسبة بناء على مطالب الفلاحين الذين ألحوا على أهمية تنظيم الشعبة، توفير الدعم اللازم لترقية الإنتاج، إنشاء سوق للجملة بإحدى بلديات بومرداس الشرقية المعروفة بإنتاجها الوفير للعنب، تشجيع المتعاملين الاقتصاديين على انجاز وحدات تحويلية لامتصاص فائض الإنتاج الذي يتجاوز سنويا 2 مليون قنطار، تنظيم عملية السقي انطلاقا من السدود والحواجز المائية إلى غيرها من الاهتمامات الأخرى التي بقيت نفسها مطروحة كل سنة مثلما رصدته الشعب لدى عدد من الفلاحين المتخصصين في إنتاج عنب المائدة. من جهة أخرى، ساهمت ظاهرة تبعثر جهود المنتجين وغياب جمعية معتمدة لدى الغرفة الفلاحية من متاعب هذه الشعبة على الرغم ما تشكله من قيمة اقتصادية للولاية التي تساهم بنسبة أزيد من 40 بالمائة من إجمالي الإنتاج الوطني لعنب المائدة، وبحسب مصادر من المنتجين الذين تحدثوا ل»الشعب» عن واقعهم المهني «فإن هناك مساعي لتأسيس جمعية لمنتجي العنب بولاية بومرداس هي حاليا قيد التأسيس في انتظار الاعتماد القانوني لبداية النشاط إلى جانب أربعة جمعيات فلاحية معتمدة حاليا هي جمعية مربوا أبقار الحليب، تربية الأرانب، تربية النحل وجمعية منتجي الزيتون وزيت الزيتون، وهي أطر تنظيمية سيتشكل منها مكتب ورئيس الغرفة الفلاحية لولاية بومرداس في الانتخابات القادمة، وكلها مجهودات بإمكانها إعطاء دفع قوي لقطاع الفلاحة وتأسيس تكتل يعمل على إيصال صوت الفلاحين والمنتجين إلى الجهات الوصية.