قررت الفيدرالية الوطنية للصحافيين الجزائريين توزيع ألف نسخة مجانية من دليل الصحفي للبحث المحترف على الانترنت ، الذي أعدته بغرض تزويد الإعلاميين بآليات المرافقة والتأطير تساعدهم في رفع قيمة الكتابة وبلوغ المهنية كل التطلعات. وأكدت الفيدرالية في توصيات الندوة الوطنية حول الاحتياجات الملحة للصحفي في ميدان التدريب والتطوير المهني، أن مسالة الألف نسخة الموزعة بالمجان على أقسام تحرير العناوين بمختلف مشاربها وألوانها وتوجهاتها في دفعة أولى تتبعها نسخ لاحقة حتى تعمم على كافة الجرائد. وتهدف أول ما تهدف إحاطة الصحفي بتدابير ترافقه في العمل الإعلامي والكتابة بأبجديات قواعد التحرير وفنونه وفنياته بعيدا عن المستوى الرديء الذي تغرق فيه الصحافة الجزائرية للأسف أثر على مردود وقيمتها. وظهر عجزها واضحا في مواكبة صيرورة الأحداث والإعلام الذي عرف قفزة نوعية فاقت المعقول في الزمن الافتراضي العجيب وما يشهده من صحافة الكترونية تشد إليها شدا. وقد فرضت الصحافة الالكترونية نفسها وأغرت قراء في تكاثر وتزايد بفضل شكلها المتميز وصورها الجذابة وتصميمها بأحلى ديكور لا تترك القضايا الساخنة تمر مرور الكرام. وشددت الفيدرالية على ڤدليل الصحفي للبحث المحترف على الانترنتڤ لسد الفجوة وتجاوزها على مراحل بالتاطير والمرافقة الدائمة والتشجيع ورد الاعتبار. وهو رهان يكسب بإعطاء الصحفي حق قدره من العناية وعدم النظرة إليه كروبوڤيؤدي الخدمة التي يطالب بها بلا روح ،لا تستند إلى فنيات الكتابة وشروطها ومواصفاتها. وحرص على أن يحتوي الدليل على مضمون ثري نوعي باللغتين العربية والفرنسية ، يترجم مدى الاهتمام بمسالة تاطير الصحفي الجزائري وعدم تركه لأمره بلا سند ودعم. وهي مسالة يشتكي منها الكثير من الإعلاميين الذين لا يجدون المرافقة الأنسب. ويشعرون أنهم في حالة تسيب وإهمال، وينظر إليهم كأدوات إنتاج دون الاستثمار قيد أنملة في تكوينهم ورسكلتهم. واعد الدليل بمساعدة مختصين في الميدان. وتضمن جملة من الرموز والعلامات والجمل المفتاحية التي تساعد الصحفي على انجاز بحث إعلامي مهما بلغ درجة التعقيد عبر الانترنت مع توفي الكثير من الجهد والوقت المطلوب لذلك. ويتزامن هذا مع إقدام الفيدرالية على فتح في اقرب مدة موقع لها عبر النات، تتحول من خلاله إلى مصدر معلومة تعرف بنشاطها، ومواقفها من قضايا الساعة.وتكشف عن تفاصيل نشاطها وبرنامجها العملي. ويعول على الموقع في إعطاء الفيدرالية بعدا دوليا عبر شبكة المعلوماتية التي تساعدها في مد جسور التواصل والاتصال مع فيدراليات أخرى وهيئات تهتم بعالم الصحافة الفسيح. ومنها الفيدرالية الدولية للصحافيين التي أبدت الإرادة في نسج علاقة شراكة مع الجزائرية. ويكشف هذه الإرادة مضمون الرسالة التي بعث بها إيدن وايت الأمين العام للفيدرالية الدولية إلى نور الدين بوخمخم ، مشيدا بجدوى تكوين الصحفي الجزائري، واستعداده العمل بشراكة في هذا الاتجاه المهم للغاية. وهو اتجاه بات مصيريا في ظل إلحاح الصحافيين على التاطير والمرافقة. توضحه عملية سبر الآراء التي مست 122 إعلاميا مؤخرا، أكد ما يقارب نصفهم عدم استفادتهم بالمرة من تكوين اثر على مردودهم وأبقاهم في حالة تأخر عن مسايرة الركب خاصة وان 91 في المائة من المستجوبين يجزمون بان ما تلقوه في طور التعليم الجامعي بمعهد الإعلام غير كافي لمواصلة درب مهنة المتاعب. من هنا يفهم لماذا يتمادى الكثير من الصحافيين في الاقتباس المفرط من مصادر الانترنت التي قتلت روح الإبداع الفكري في نفوسهم وتركتهم لا يقوون على الارتقاء بالمهنة إلى الأعلى وكسر الحواجز والحدود عدا حدود الكفاءة المعرفية التي لا تقدر بثمن .