اجتمعت الفيدرالية الوطنية للصحفيين الجزائريين أول أمس برئاسة الأمين العام عبد النور بوخمخم، حيث تم فتح النقاش حول الاحتياجات الفعلية والملحة للصحافيين الجزائريين في ميدان التدريب والتطوير المهني، وذلك بحضور عشرات الصحفيين ممثلين عن مختلف المؤسسات الإعلامية والفروع النقابية للفيدرالية إلى جانب مختصين وأساتذة جامعيين. واستنادا لما تقدم به الأمين العام للفيدرالية، فإن فكرة الندوة جاءت بالأساس لوضع برنامج التربصات والدورات التدريبية الذي باشرت الفيدرالية إعداده مع جملة من الشركاء الوطنيين والأجانب منهم مؤسسات جامعية ومراكز تكوين متخصصة ومنظمات مهنية إعلامية دولية وأيضا مؤسسات إعلامية وطنية وهيئات حكومية وخاصة أخرى. ومن هذا المنطلق بدأت الندوة بتقديم قراءة في نتائج الاستبيان الذي أجرته الفيدرالية الوطنية للصحافيين الجزائريين في أوساط الصحفيين الجزائريين ومس عينة من 122 صحفي موزعين على مختلف المؤسسات الوطنية، الورقة أشرف على إعدادها وتقديمها عضو المكتب الوطني للفيدرالية، حيث أظهرت نتائج الاستبيان أن ما يقارب نصف الصحفيين المستجوبين (45 بالمائة) لم يستفيدوا من قبل من أي شكل من أشكال التكوين ذات العلاقة بعلوم الإعلام والاتصال، بالرغم من أن أزيد من 94 بالمائة يحملون شهادات جامعية من درجة ليسانس فما فوق. وفي مداخلته حول العلاقة ما بين برامج التكوين التي تطرحها معاهد الإعلام والاتصال الجامعية والحاجات الفعلية للممارسة الصحفية، قال الأستاذ الدكتور محمد لعقاب من معهد الإعلام بجامعة الجزائر، إنه من الضروري وضع شروط ومسابقة لدخول معهد الإعلام، ودعا إلى التحقق من امتلاك المترشحين لدخول المعهد الملكات الفكرية واللغوية والاتصالية اللازمة لهضم التكوين المطلوب ثم لممارسة المهنة فيما بعد، لكنه اعتبر من الخطأ تحميل المعهد فوق طاقته في مجال تكوين الصحفيين، ملحا على أن الدور الأكبر يجب أن تلعبه المؤسسات الإعلامية والمنظمات المهنية نفسها بالشراكة مع مؤسسات ومراكز التكوين الأخرى، وانتقد لعقاب لجوء الصحفيين إلى الاقتباس المفرط من مصادر على شبكة الأنترنت بشكل قتل روح الإبداع الفكري كما قال لدى بعضهم. في حين قال الإعلامي كمال منصاري في مداخلته أن غياب أطر تنظيمية وقنوات واضحة في السابق فوت على الصحافيين والمؤسسات الإعلامية في الجزائر فرصا تدريب هامة مع شركاء ومؤسسات دولية. وعرج منصاري الذي يسجل حضوره باستمرار في ملتقيات ومؤتمرات دولية وإقليمية حول ذات الموضوع، على تجربة بعض مؤسسات التدريب الإعلامي الأمريكية المختصة التي أشرفت على برنامج تدريب لصالح الصحفيين في عدد من العناوين الوطنية في السنوات الثلاث الماضية، وقال أنهم كانوا يركزون على تنظيم قاعات التحرير "التي يرون أنها تعيش كثيرا من الفوضى. الندوة اختتمت بتحديد خمس مجالات رئيسية تشكل أولوية ضمن المواضيع التي سيتضمنها برنامج التربصات والدورات التدريبية الذي باشرت الفيدرالية إعداده مع جملة من الشركاء الوطنيين والأجانب، منهم مؤسسات جامعية ومراكز متخصصة ومنظمات مهنية إعلامية، وتتمثل الأولويات الخمي في اللغات الأجنبية، فنيات التحرير والأجناس الصحفية، تطبيقات الإعلام الآلي والانترنت، الصحافة المتخصصة وأخيرا التشريع القانوني الخاص بالممارسة الصحفية، كما توجت الندوة بإعلان الفيدرالية عن إطلاق عملية لتوزيع 1000 نسخة مجانية لأول منشوراتها في مجال التدريب "دليل الصحفي للبحث المحترف على الانترنت" على كل قاعات التحرير عبر المؤسسات الإعلامية الوطنية، وهو دليل من 120 صفحة باللغتين العربية والفرنسية.