اجمع الصحافيون العاملون بالجرائد الوطنية المستقلة على أن إنشاء نقابة على مستوى مؤسساتهم الإعلامية مطلب يبقى خارج دائرة اهتماماتهم رغم الحاجة الماسة لمثل هذا التنظيم لانتزاع بعض الحقوق التي مازالت محل شد وجذب بين الصحفي والإدارة. وتقاطعت أراء الصحافيين الذين استطلعت الشعب آراءهم بشأن إنشاء نقابة على مستوى مؤسساتهم الإعلامية ومدى اهتمامهم بالموضوع لاسيما بعد أن عزز ذلك المرسوم التنفيذي المحدد للنظام النوعي لعلاقات عمل الصحفي الصادر السنة الماضية، وصبت معظم آراءهم في بوتقة واحدة أكدت أن العمل النقابي والبحث عن إنشاء نقابة بالجريدة العاملين بها أمر غير وارد وغير مطروح لا في تفكيرهم ولا على مكتب المدير. وارجع الصحفي "عزيز من يومية الأخبار" إحجام الصحفي وتقوقعه بعيدا عن دائرة العمل النقابي رغم أنه حق يكفله القانون، إلى تخوف هذا الأخير من تأثير مطلبه على وظيفته، حيث يجد الصحفي نفسه في بعض الأحيان دون عمل نتيجة مطالبته بتشكيل نقابة في المؤسسة العامل بها، مضيفا أن الخوف من تكرار التجارب السابقة هو الذي يمنعه من التفكير في مثل هذا الأمر. في حين بررت الصحفية "سميرة.ب" رفض الصحفي العامل بالجرائد الوطنية المستقلة الانضمام إلى العمل النقابي لتفادي الصراعات داخل المؤسسة الإعلامية التي تنجر غالبا عن مثل هذه الأعمال، ورأت أن كل صحفي نقابي عن نفسه لذا فهو ليس بحاجة إلى من يمثله للدفاع عن مصالحه ويطالب بحقوقه وأردفت قائلة " أنا لا أؤمن بالنقابة لأن النقابيين ممن يتكلمون بأسمائنا يعملون لصالح خدمة أغراضهم الشخصية وفقط وليس أكثر". أما الصحفي زين العابدين جبارة من جريدة الشروق اليومي فرغم أنه استحسن فكرة إنشاء نقابة بالمؤسسة العامل فيها إلا انه أكد أن فكرة إنشاء نقابة بالشروق تعطلت بسبب عدم اهتمام الصحفيين بالمشروع مرجعا عدم اهتمام الصحفي العامل في المؤسسة الإعلامية الخاصة بالتمثيل النقابي إلى سعي كل واحد على حدا إلى تحصيل حقوقه بالطريقة التي تناسبه بعيدا عن العمل النقابي وضوضائه. وبدوره أكد الصحفي نجيم من يومية وقت الجزائر أن فكرة إنشاء نقابة بالمؤسسة العامل بها أمر غير مطروح على الأقل في الفترة الحالية كون المؤسسة فتية، حيث بدأت تصدر منذ عدة أشهر فقط، غير أن ذلك لا يعني أن شروط وظروف العمل غير متوفرة بل بالعكس - يقول نجيم- فعدم تفكيرنا في إنشاء نقابة خاصة بجريدتنا راجع إلى توفر كل شروط العمل الضرورية حيث يستفيد كل الصحافيين العاملين بوقت الجزائر من حقوقهم المنصوص عليها في القانون بما في ذلك المتربصين الذين يستفيدون من اجر خاص بهم وتأمين خلال فترة تربصهم. وخلص إلى القول أنه لا ينبغي التفكير في إنشاء نقابة فقط من اجل الدفاع عن الحقوق المادية للصحفي بل ينبغي أن تكون للدفاع عن كل شيء يخص الصحفي ويتعلق بمهنته بما في ذلك التكوين الذي ما زال بحاجة إليه. وإذا كان أمر تشكيل نقابة على مستوى المؤسسات الإعلامية الخاصة لا يشكل أولوية لدى الكثير من الصحافيين المنتمين لهذا القطاع كون الصحفي بإمكانه تحصيل حقوقه بنفسه دون اللجوء إلى وساطة النقابي إلا أن الوضع العام للصحفي العامل في القطاع الإعلامي بشكل عام يبقى بحاجة إلى مزيد من الجهود لإخراجه من مستنقع الفاقة فالمعطيات العامة تشير إلى أن وضعية الصحفي في الجزائر ليست بأحسن حال من العمال والموظفين الآخرين فهو لحد الآن ليس قادر على تأمين سكن خاص يليق به ولا زال يمارس وظائف أخرى خارج ساعات عمله الرسمية لتأمين طلبات أسرته الباهظة التكاليف بسبب ارتفاع القدرة الشرائية وتدني أجره. زهراء.ب