قام 12 ضابطا من مديرية الإيصال والإعلام والتوجيه، مرفقين بمؤطر، أمس، بزيارة جريدة «الشعب» بغرض التعرف على هذا العنوان العريق والمؤسسة الرمز، التي ولدت من رحم الثورة ورافقت تطور الجزائر المستقلة، راصدة الإنجازات والمكاسب، مقدمة اقتراحات حلول إعلامية ترفع من شأن البلاد وتحميها من أي طارئ وتهديد. استمع الضباط في زيارتهم، التي تدخل في إطار الاتصال والتواصل مع المحيط والتعرف على المؤسسات الوطنية، لاسيما منها الاتصالية، إلى شروح مستفيضة عن الجريدة التي تأسست في 11 ديسمبر 1962 وحملت تسمية «الشعب»، مستفسرين عن الإعلام الجواري الذي وضعته المؤسسة نصب الأعين وجعلت منه حلقة مفصلية في نشاطها الذي يبتعد عن تغطية الأحداث وإجراء التحقيقات والتحريات إلى صنع الرأي العام. كما استفسر الضباط الذين تابعوا باهتمام شروح الرئيسة المديرة العامة السيدة أمينة دباش في الورشات التي افتتحتها الجريدة لكسب التمايز والتنافس في خارطة إعلامية مفتوحة، تصنع الفارق فيها أخلاقيات المهنة والموضوعية بعيدا عن الإثارة والتهويل. كما كان في الحديث الذي جرى بين الطاقم الإعلامي لجريدة «الشعب» والضباط، في مختلف الإقسام التي مروا بها، عن أي مكانة تحتلها أمّ الجرائد في المشهد المتغير ؟ وأي منهجية اعتمدت في سبيل تأمين التواجد في المحيط الإعلامي وسط ظرف مالي واقتصادي صعب، ميزه تراجع مداخيل العناوين بلا استثناء بسبب نقص الإشهار، المورد الأساسي؟ وقد أخذت هذه المسألة بعين الاعتبار، بفرض إجراءات نجاعة ورشادة في النفقات حرصت عليها الرئيسة المديرة العامة. على هذا المنوال، تحدث مدير التحرير غداة استقبال الطلبة الضباط عن المسار الذي سلكته أم الجرائد، التي ظلت في حركية دائمة، غايتها التكيف مع كل مرحلة تحول وتغيير تشهدها الجزائر من الأحادية السياسية إلى التعددية، معتمدة أركانا تمنحها مكانة واعتبارا. فتحت صفحات خاصة وأعدت ملفات أسبوعية وتفتحت على المحيط من خلال منتداها وضيف تحريرها منتزعة ثقة قارئ لا تقدر بثمن. وقد أثنى الضباط على الجو الذي يسود قاعات التحرير والأقسام الأخرى والطريقة التي انتهجتها «الشعب» في تعاطيها مع قضايا الساعة، متحلية بروح المسؤولية وأخلاقيات المهنة، دون الانسياق وراء التهويل والإثارة التي تفقد الرسالة الإعلامية مضمونها وتبعدها عن مصدقية القول والفعل.