مشاريع شراكة في المحروقات واستثمار 5.7 مليار دولار في الأسمدة عادت السفيرة الأندونيسية ماشروسا إلى أولى اللحظات التاريخية التي أقيمت فيها العلاقات الدبلوماسية بين جاكرتاوالجزائر التي كانت تخوض آنذاك حربا تحريرية من أجل استعادة السيادة الوطنية متوقفة عند أهم المحطات التي أعطت قوة وحرية للتعاون الثنائي المتميز والتطلع نحو تعزيزه حاضرا ومستقبلا. قالت السفيرة سافيرا ماشروسا في لقاء إعلامي خصصته للمشاريع الأندونيسية في صالون الأشغال العمومية الذي تجري وقائعه بقصر المعارض الصنوبر البحري من 23 إلى 27 نوفمبر الجاري، إنها حريصة على إعطاء قوة إضافية للعلاقات الاقتصادية ورفعها إلى مستوى الروابط السياسية التي رسخت في باندونغ عام 1955 حين رافعت جاكرتا بأعلى الصوت لعدالة القضية الجزائرية جاذبة التييد الواسع من الآفروأسياوية. وذكرت السفيرة أمس في الندوة الصحفية بمقر إقامتها بحضور «الشعب»، أنها حريصة على إنجاز شراكة استراتيجية بين البلدين وهو ما أكدته خلال تجوالها بمختلف جهات الوطن وحواراتها مع المسؤولين الجزائريين منهم رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح.» 6 بروتوكولات تعاون وقعت بيننا منذ تعييني سفيرة لأندونيسيابالجزائر شهر مارس الماضي . اتفاقات شراكة تمت بين شركات أندونيسية ونظريتها الجزائرية في مجالات المحروقات وتحويل الفوسفات إلى أسمدة مثلما تقوم به الشركة المتعددة الجنسيات اندراما مستثمرة 5.7 مليار دولار. وهو أكبر استثمار في الجزائر منذ الاستقلال.» هكذا لخصت السفيرة التقارب الأندونيسي الجزائري والإرادة القوية في إقامة مشاريع شراكة استراتيجية تليق بمستوى الروابط السياسية. وهذا التقارب أملته ظروف موضوعية وذاتية في آن واحد. ذلك أن الجزائر في نظر جاكرتا وجهة استثمار وأعمال بحكم تنوع ثرواتها وإمكاناتها واستقرارها السياسي. كما أن أندونيسيا التي اهتمت بالشأن الاقتصادي الداخلي وشيدت منظمة صناعية وقطبا اقتصاديا أهلها لتكون عضوا فعالا في مجموعة ال20 واحتلال اقتصادها المرتبة ال16 عالميا في حاجة ماسة إلى نقل تجربتها وتقاسم شراكة مع الآخرين في صدارتهم الجزائر. ويشكل معرض الأشغال العمومية محطة حاسمة لأندونيسيا في التعريف بمقدوراتها الاقتصادية وتطلع الجزائريين بفرص الشراكة والاستثمار من خلال مشاركة 43 مؤسسة و140 متعامل يؤطرهم ويرافقهم مسؤولون كبار منهم ممثل عن وزارة الخارجية ووزير الشباب والرياضة الذي يشرع في زيارة عمل إلى بلادنا يوم 25 نوفمبر الجاري. وتقرر في المعرض تنظيم منتدى الأعمال بالتعاون بين سفارة أندونيسيا ووزارة الأشغال العمومية والنقل الجزائرية بعنوان» التجارة والاستثمارات الثنائية بين الجزائروأندونيسيا التي تتطلع لرفع التبادل التجاري مع بلادنا إلى مليار دولار إلى جانب توسيع مشاريع الأعمال إلى مجالات استراتيجية غير المحروقات التي تهتز تحت تأثير الأزمة المالية جراء انهيار أسعار النفط. استعرضت السفيرة ماشروسا هذه المسائل مؤكدة أن العلاقات الاقتصادية بين أندونيسياوالجزائر لا بد أن تعرف انطلاقة جديدة تستجيب لروح الصداقة العريقة والروابط السياسية. وهي علاقات تمتد إلى إقامة التعاون في المجال الرياضي والسياحي تؤكد عليه زيارات وفود البلدين على أكثر من صعيد. وقالت السفيرة مختصرة الهدف بعد عرض جوانب التعاون الثنائي « إن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين على أعلى مستوى تترجم بحق الرغبة الملحة في الرفع من درجة التعاون الاقتصادي وتوسيعه استجابة لروح التطور والإرادة المشتركة».