« شكلت التجربة الروائية لأحلام مستغانمي استثناءا في الجزائر والوطن العربي، خاصة للرواج والصدى الواسع لأعمالها وتقبلها بنهم، ومجاعة قرائية للرواية وكأن القراء كانوا صائمين ويفتقدون لهذا النوع من الخطاب الروائي، وربما يعود هذا السر إلى التوظيف المكثف للغة الشعرية في كتاباتها الروائية. من خلال إطلاعي على الأعمال الروائية لأحلام مستغانمي وجدت أن لغتها قريبة من لغة بلقاسم مسروق في مجموعته القصصية «ماذا تريد الأنثى........؟؟» كما لامست أن أسئلة ابن الرمل،أجابت عنها أحلام مستغانمي في رواياتها «نسيان com، عابر سرير، فوضى الحواس....الخ أيضا وجود حبل سري يربط بين القصصية وهذه الروايات،فحاولت أن أفتعل معركة أنثوية من خلال اعتماد الرمز الأنثوي «الأظافر الطويلة» بين أنثى أحلام،وأنثى الكتابة لابن الرمل،وإن كان الإرهابي هو الرجل في رواية نسيانcom. فإن الأنثى هي السفاح في المجموعة القصصية «ماذا تريدا لأنثى....؟» ~ أي إرهاب هذا الذي تمارسه امرأة على رجل !!؟ وهل قدر أن تنتهي قساوة الرجال حينما يبدأ سحر النساء!!؟~ ليطرح ابن الرمل سؤال سقراط «ماذا تريد الأنثى.....؟» ماذا تريد الأنثى..؟ أتعلم ماذا تريد يا ابن الرمل الأنثى لا تبحث عن « رجولة الساعات الثمينة والسجار الفخم.... ماذا تريده من الرجال لا يباع، ولا يمكن للصين ولا لتايلاند أن تقوما بتقليده، وإغراق السوق ببضاعة رجالية تفي بحاجات النساء العربيات»،لأنها وببساطة تبحث عن رجل رضع الشهامة، وتربى على الأنفة والنبل تبحث عن سليل عبد القادر عن صوفي وجد حلوله مع تاء التأنيث.أنثاك بلقاسم مسروق فهمت كتابها المقدس نسيان com.،حلت شفرتك أن تكون ليبرالية أو شيوعية بل حزبها حزب النساء شعاره «الرجل الحقيقي ليس من يغري أكثر من امرأة بل الذي يغري أكثر من مرة المرأة نفسها» وهذا ما فشل فيه ابن الرمل مع سعاد،وندى،روزا ليا......الخ ربما هذا الإخفاق في الحب أعطى درسا لصاحب ماذا تريد الأنثى....؟ وتأكد أنه لا يمكن تعويض امرأة بأخرى لأن الحب نضال ضد الدمار،كما علمته أحلام أن المحبوب لا يموت في قلب محبوبه حينما يقول:( «من تبحث عنها ماتت قبل عام،ورمسا يقف شامخا في الزاوية القريبة من المقبرة.....فزر قبرها وادع لها إنها تشعر بقدومك» لتجيبه أحلام «كم من مرة سنقع في حبهم بالدوار ذاته، باللهفة إياها،غير معنيات برماد شعرهم وبزحف السنين على ملامحهم. ليشيخوا مطمئنين لا الزمن،لا المرض،لا الموت سيقتلهم من قلوبنا نحن»النساء النساء «) ثم تنتقل لتتساءل «كيف لحياة واحدة أن تكفي لحب رجل واحد؟» كيف لرجل واحد أن يتكرر.... أن يتكاثر بعدد رجال الأرض « وكأن أحلام تريد أن تقول: كيف لشهرزاد أن تبقى مخلصة لرجل واحد شهريار رغم جزائه لها جزاء يونان لحكيمه روبان. سيكون مدعاة للأسف ألف مرة لو أن النساء كتبن مثل الرجال» لفرجينيا وولف غرفة مستقلة،ص88 ولكن في الشق الآخر نجد النرجسية النزارية تتحد مع الأناقة اللغوية لابن الرمل في الكثير من المواطن. فنجد حضور الذات في الكتابة أو ما يعرف بالأوتوبيوغرافيا «فكانت الذات نقطة انطلاقها... فبرهنت على طغيان الفردية وتضخيم الشعور بالذات،فكل فرد هو بطل روايته الخاصة»وإلى هذا الرأي يتجه كولريدج «إن حياة أي إنسان مهما كانت تافهة ستكون ممتعة إذا رويت بصدق، ومعنى ذالك أن المتعة تحتاج إلى صدق وطريقة فنية لأن الفن إذا خلا من المتعة لا يعود فنا» والكتابة تتغذى من التجارب الروائية سواء كانت واقعية أو مجرد تأملات فكرية لذلك نلاحظ سيطرة السرد بضمير المتكلم. أما الرؤية السردية في نسيان com.،وماذا تريد الأنثى...؟ تعتمد على رؤية العالم بعدسة الشخصية، فنجد الكاتب في كلا العملين يتوحد مع النص السيري، وكأن الكاتب ينتقم من واقعه ومدينته من خلال فعل البوح المباشر والسرد بصوت عال، أما في الشق الآخر تظهر التجربة الروائية عند ابن الرمل كنوع من التطهير والاعتراف بخطايا الذات واغترابها،أيضا طغيان المذهب الرومانسي الكتابة عند أحلا مستغانمي وبلقاسم مسروق لأن هذا المذهب يكاد يطبع جميع أعمال الروائية والقاص حيث يرى الدكتور محمد حسن عبد الله « أن الرومانسية استمرت تتقاطر عبر سبعين عاما وهذا يعني أن الرومانسية عندنا ليست مرحلة وجدت ثم توقفت كما حدث في أوروبا وإنما هي إحدى قسمات أو ملامح الأدب العربي،كما بينا حتى وإن تغيرت نسبة الانتشار أو الصناعة الفنية». وكأن العملين نتاج مراهقين «تلك الكتابات الصاخبة باليأس والقنوط والرومنتيكية الحالمة،والأوهام الضالة...... والحب الأول الذي يتوهم استحالة المضي قدما في الحياة بدونه، ولا يلوح سوى الانتحار أو الموت كبديل للخلاص من الوهم المسيطر «إذا يشترك العملين في الإسراف في ثيمة الحب،كما يشترك ابن الرمل وأحلام مستغانمي في كتابتهما في الهروب إلى الشعر السردي،ويرجع هذا لملكة الشعر التي يتمتعان بها.فموت الشعر له نكهة حزن خاصة تلعن ممتطي صهوته،وترفض أن تتركه من خلال الحضور في نصوصه السردية وربما « تعزى لكونهم وحدهم عندما يموتون يتركون على طاولاتهم ككل المبدعين،رؤوس أقلام،رؤوس أحلام، ومسودات وأشياء لم تكتمل ولذا فإن موتهم يحرجنا بقدر ما يحزننا» لذلك غرق الملفوظ السردي في وحل الشهوة الفاضحة ليجعلنا ابن الرمل ومستغانمي نتيه في بازل « متاهة» أراداها للعب بإحساس المتلقي حينما نضيع في بيداء الرمز أهو الوطن أم هو أحلام أو هو الحبيبة...إلخ أحبيبته عذراء صوفية أم هي امرأة مستعملة يرفض الاعتراف للمجتمع بذلك خوفا من محاكمة اجتماعية جعلت الرجل الشرقي في صورة سي السيد أو السيد جواد بطل رواية نجيب محفوظ. فيقول بلقاسم مسروق « وبعد شهر من حالة ذهول عشتها،بحثت في تاريخها فقيل لي: إنها امرأة مستعملة...... امرأة لكل الرجال فتذكرت هنري ميلر لما قال: أول ما عرفت في باريس امرأة تقرأ الأدب جدا تقرأ لبول فاليري وبر وست وأندري جيد ولكنها عاهرة حينها أدمعت عيناي عين أدمعت إشفاقا على حالي وعين أدمعت إشفاقا على حال ميلر» لكن في العتبة النصية التي تسبق النص يعترف ابن الرمل بعلاقته بها وبغرقه في بحرها يقول:أعترف أنها كانت شامخة كتماثيل من صنعوا مجد روما....وأعترف أن أشرعتي تكسرت على أمواج بحرها الهائج» أما أحلام فقد جعلت شيطان شعرها يتكلم بلسان رجل «زياد» أرادت منه أحلام الوفاء لرفيقها الأول في الكتابة وهو الشعر فتقول على لسان «زياد»: سأرحل سيدتي أشرعي اليوم بابك قبل البكاء......تراودني للرحيل الأخير» فأحلام استعارة لسان «زياد وخالد» لتعبر عن ما يخالجها لتقول عن شعره»كنت أحب زياد....كنت مبهورة به كنت أشعر أنه يسرق مني كلمات الحزن،وكلمات الوطن،وكلمات الحب أيضا.....كان زياد لساني،وكنت أنا يده كما كان يحلو له أن يقول وكنت أشعر في تلك اللحظة أنك أصبحت قلبنا...معا». رغم أن المقطع يتكلم عن حياة اللاجئين الفلسطينيين وعن الجرح الفلسطيني،لكنه في الشق الآخر ينطبق أيضا على حال الجزائريين الهاربين من وطنهم المغتربين خوفا من الموت وحين يقول «زياد»:أشعليني أيا امرأة من لهب تقربنا شهوة الجسد» أقصد زياد حياة أم قصد الثورة أو الوطن،وأيضا ليشعل نار الغيرة في قلب البطل خالد هل تقرب منها؟ أانفرد بها؟ لتجيبه إجابة أنثوية فيها مراوغة حذقة «أيها المجنون ......هذا الرجل لم يوجد أبد...لقد أوجدته لأنني أحب قصص الحب ثلاثية الأطراف.» لكن أحلام إستطاعت أن تعطي لبطلها عمرا ثان بعد موته من خلال شعره.لكن رغم هذه القدرة الرائعة بالتلاعب باللغة وجعلها سيمفونية موسيقية تتراقص لها الكلمات وتسجد لها الحروف إلا أن الجبن الروائي يطبع العملين لذلك نجد أحلام ومسروق قاما بقتل كائنها الحبري مرة خوفا منه وأخرى خوفا عليه،فهاهي كاتبة عابر سرير تقتل بطلها خالد خوفا منه تقول:»خالد مثلا... لو أقتله في الرواية لقتلني...ما قست عليه رجلا إلا وازدادت فجيعتي.....كان لا بد أن يموت جماله يفضح بشاعة الآخرين ويشوش حياتي العاطفية»،أما قتلها «زياد» فكان خوفا عليه من بطلها خالد الذي يحس بالعجز لأنه بذراع واحدة وبلا وطن،وبمجرد أن وجد حياة أمسك الوطن، خافت أحلام على زياد من هذا الرجل الذي يعشق قسنطينة ويحن إليها شوقا بعدد لوحاته التي رسمها لجسورها بدءا «بحنين» إلى آخر لوحة «حياة» فانقذت بطلها من بطل مشوه يعيش في عالم بلا خرائط.أما القاص بلقاسم مسروق فقام بقتل كائنه الحبري خوفا منه حيث قام بقتل ندى خوفا على كبريائه، وفحولته كرجل رفض أن ترفضه امرأة أو أن يقال كسرت أنفته ندى، فقام بقتل طرحتها ليعلن يتمه «...ندى ماتت وإن تحيا في ذاكرتك وفي قلبك ألف عام....رحلت مع الريح المسمومة غيبها الموت ......هي لن تعود تحضر الأرض ثانية من إبتسامة المبلل بالقبلات» و «.....ولكن لما تعلق الأمر بالجد رفضت والدتها.....أن تزوجها لرجل جاء من بعيد»براني» وبكيت وبكت ندى بكاء الثكالة» كما فعل مع ندى فعل مع روزاليا أيضا يقول: « قيل تزوجت....وقيل ماتت.......اختفت روزاليا وراء عطش السنين.....اندست في غياهب المجهول ولم تعد تجيء..... ولم نعد نلتقي.....» أباح ابن الرمل دم كائنه الحبري حتى يحفظ ماء وجه « وأحس أنها طعنته في الخاصرة.... جمرة أطفئت في ماء بارد..... قالت هذا من باب التحفظ والكبرياء قالت هذا ولم تكن أنها قتلته حولته إلى كائن بدون إحساس». تشابكت الأظافر الطويلة واتفقت أيضا في اختيار المكان وتخليده «قسنطينة» بطلت روايات أحلام والمدينة الفاضلة لابن الرمل أحلام وجدت في قسنطينة الحنين لماض ومستقبل أما بلقاسم مسروق فعبرت بالنسبة له عن الحرية المنشودة ويعود ذلك إلى أن «الشعراء مثل الرسامين لهم عادة تقاوم في تخليد كل مكان سكنوه أو عبروه بحب،بعضهم خلد ضيعة مجهولة وآخر مقهى كتب فيه يوما وثالث مدينة عبر ها مصادفة، وإذا به يقع في حبها إلى الأبد» بلقاسم مسروق قسنطينة لم تكن مدينته الأم كان عابر علم فيها، فعشقها وكانت ملهمته أما أحلام فكانت قسنطينة وجعا وحنينا مشتعلا تقول على لسان بطلها خالد» كنت أعبرها ذهابا وإيابا بفرشاتي وكأني أعبرها بشفاهي، أقبل ترابها، وأحجارها وأشجارها ووديانها: أوزع عشقي على مساحتها قبلا ملونة أرشها بها شوقا....وجنونا...حبا حتى الغرق» تفاعلت أنثى الكتابة عند بلقاسم مسروق مع أنثى أحلام إلى حد التماهي معها إذا كانت اللغة هي كنز الكاتبين، فإن أحلام أثبتت علو كعبها، أما ابن الرمل فأكد لها أنه تلميذ نجيب من خلال جمالية اللغة مع مجموعة «ماذا تريد الأنثى.......؟ لابن الرمل الذي جسد لنا مظهرا من مظاهر الحداثة في القصة وتجلى ذلك في خروج ابن الرمل من معطف القصة القديمة وذلك من خلال كتابته بلغة شعرية مطلقة للغة الميتة، مادة يدها تارة للفلسفة وتارة أخرى للطبيعة والشعر. ليبحر في متاهات لا حدود لها، فكانت مجموعة ماذا تريد الأنثى....؟ خلقا أو سحرا لنوع جديد من القصة المرتبطة ببودلير حيث يشترك بلقاسم مسروق مع بودلير في البحث عن الجمال المثالي فيقول:»رائعة أنت أيتها المرأة القادمة من أعالي أقداري الشامخة.......لوكان في جنس النساء نبية لكنت أنت وكنت أول من آمن بما تحملان عيناك من وهج خرافي يمتد في رعشة الكون..........»6 أن الرومانسية استمرت تتقاطر عبر سبعين عاما وهذا يعني أن الرومانسية عندنا ليست مرحلة وجدت ثم توقفت كما حدث في أوروبا وإنما هي إحدى قسمات أو ملامح الأدب العربي،كما بينا حتى وإن تغيرت نسبة الانتشار أو الصناعة الفنية». وربما مرد هذا كون بودليروابن الرمل شاعرين مجيدين.وأهم ما يطبع مجموعة «ماذا تريد الأنثى...؟عناية القاص باللغة حتى إنها لغة إنزياحية قريبة من الشعر لا النثر، لغة متمردة هاجمت المستودع التراثي المتخلف، قامت على المغامرة اللغة عند بلقاسم مسروق أضحت بطلا في القصة. ننطلق من العنوان والذي هو « ضرورة كتابية»7 و الذي يعرفه جاك فونتاني «إن العنوان مع علامات أخرى هو من الأقسام النادرة في النص التي تظهر على الغلاف وهو نص موازي له»8 فعنوان»ماذا تريد الأنثى....؟» يعمل على صدم وتشويش فكر القارئ حيث يجعلنا كقراء في حيرة وارتباك لانه انطلق من سؤال وعنوان استفزازي عازف على أنغام الفضول والرغبة في إكتشاف مضامينه من خلال إنهاء قراءة القصة أو اسنتنطاق ما سكت عنه ابن الرمل حتى نصل الشطآن الجمالية التي قامت عليها المجموعة القصصية كما اعتمد على» تساؤلا جذريا يستكشف اللغة الشعرية، ويستقصيها وافتتاح آفاق تجريبية جديدة في الممارسات الكتابية وابتكار طرق للتعبير تكون في مستوى هذا التساؤل»9 وظف ابن الرمل الكلمات توظيفا استعاريا مثل كلمة حب،موت،وطن، كما طعم لغته الشعرية باللهجة العامية حيث يقول: «واشبيك كرهتيني؟فردت:شكون قالك أنا نحبك؟أنت زميل وبيناتنا احترام لا أكثر»10 ربما ليقترب من العامة تارة ويداعب النخبة تارة أخرى، اعتمد بلقاسم مسروق في مجموعته على عتبات نصية كانت بمثابة الفانوس الذي يضيئ للقارئ عتمة مغامرة القراءة،فاستطاع ابن الرمل بحس قصصي ودهاء ابداعي أن يمد يد المساعدة لقارئه إن تاه في بيداء مجموعته ليؤكد أن القاص وجب عليه أن يتمتع بقدرة تحليل سايكولوجي حتى يتمكن من الوصول إلى أعماق الذات ويعبر عنها بضمير المتكلم لقد لغمت لغة المجموعة بألغام غدر،حب،خيانة فيقول ابن الرمل:»وأحس أنها طعنته في الخاصرة.....جمرة أطفئت في ماء بارد..... قالت هذا من باب التحفظ والكبرياء...... قالت هذا ولم تكن تعلم أنها قتلته حولته إلى كائن بدون إحساس»11 كما تفنن القاص في تصوير لعبة الموت ورسم لوحة وداع لحبيبته التي جاورت الموتى وسكنت اللحود يقول: «من تبحث عنها ماتت قبل عام،ورمسها يقف شامخا في الزاوية من المقبرة.....فزر قبرها وادع لها إنها تشعر بقدومك..........»12 تحولت اللغة عند بلقاسم مسروق إلى صورة ناطقة عن الأنا المنصهرة في الموضوع المغيبة للعقل،أهدت الأنثى ابن الرمل سرها لتلحقه بلعنة سيزيفية إن هو أفشاه لغيره،وكأن القاص جنى في رحلته السقراطية ما جناه جلجامش في بحثه عن نبتة الخلد فالقاص جعل كل همه الإنسان أو بالأحرى الأنثى في رحلته الشاقة عن الحب والوطن،المرتبطان بالفردوس الحالم،القصة عند ابن الرمل مدت يدها للتحرر بشذوذ فلسفي ساحر بجمال حرف يمتطي صهوة اللغة الشعرية المتنفسة في أجواء حداثية،شكلت مجموعة «ماذا تريد الأنثى..؟» نصا شعريا سرديا يحمل دلالات عميقة وإضافة مغرية في الغوص في أسطورة هذه الأنثى جسدها ابن الرمل في باقة ورد لا يشتمها إلا متلقي عليم في مجال العطور أما جاهلها فستكون المجموعة القصصية بالنسبة له قبرا باردا. خدمت اللغة أحلام وجعلت نجاحها مميزا مثيرا للجدل حتى عند بطل روايتها عابر سرير الذي يقول:»ما الذي صنع من تلك المرأة روائية تواصل في كتاب مراقصة قتلاها أتلك النار التي خسارة بعد أخرى أشعلت قلمها بحرائق جسد عصي على الإطفاء؟ أم هي رغبتها في تحريض الريح بإضرام النار في مستودعات التاريخ التي سطا عليها رجال العصابات» سر نجاح أحلام هو شجاعتها وجرأتها أمام الورقة البيضاء حيث تكفنها بحبر مروي حروف حبلها الشعر وتمخضها النثر، فكان المولود خلقا شعريا سرديا.أيضا مدللة نزار قباني على المزج بين التاريخ العائلي والتاريخ الجزائري من خلال الدمج بين الحقيقي والمتخيل،والرمزي من خلال حقل سردي يعتمد على حبكة مشوقة ولغة مغرية بتعابير ساخرة.