دخل « الميركاتو « أو سوق التحويلات في قاموس الأندية الجزائرية في السنوات الأخيرة، و أصبح موعدا مهما في مسارها سواء بالنسبة للفترة الصيفية أو فترة التحويلات الشتوية .. كما يحدث في معظم البطولات على المستوى الدولي. الاهتمام يعد كبيرا من أجل الاستفادة من أحسن اللاعبين الموجودين في «الميدان « سواء بالنسبة للفنيين للقيام بعملهم بشكل أحسن ومحاولة الوصول الى نتائج أفضل، وكذا الجمهور الذي يبقى شغوفا للجديد بالنسبة لفريقه المفضل .. كما أن فترة الميركاتو تعرف متابعة اعلامية كبيرة و دقيقة بالنظر الى الاهتمام الكبير لكل الفاعلين في كرة القدم . بالرغم من أن فترة التحويلات الصيفية كانت نشيطة، أين أقدمت معظم الفرق الى الاستفادة من لاعبين جدد، فإن فترة التحويلات الشتوية التي ستنطلق في ال 15 ديسمبر الجاري و تستمر الى غاية ال 15 جانفي من العام القادم تعد بالكثير بالنظر للاهتمام الكبير لبعض الأندية بأسماء تألقت في مرحلة الذهاب من البطولة الوطنية. بامكان الأندية جلب 5 لاعبين على الأكثر .. من جهة أخرى، فإن قرار الفاف بالسماح للأندية جلب 5 لاعبين على الأكثر شجع كثيرا الأندية المعروفة بنشاطها الكبير في سوق التحويلات على غرار مولودية الجزائر، اتحاد العاصمة، شبيبة القبائل، وفاق سطيف، شباب قسنطينة خاصة وأن امكانياتها المالية تسمح لها بتدعيم صفوفها بلاعبين لهم القدرات التي يحتاجها المدرب للوصول الى الأهداف المسطرة. الظاهرة التي عرفتها الرابطة المحترفة الأولى في الجولات الأولى بتغيير كبير في الطواقم الفنية للأندية تجعل من الميركاتو القادم نقطة محورية في نشاط الفرق، كون المدربين «الجدد» لديهم رؤية مخالفة بالنسبة للاعبين الذين يحتاجونهم، وبالتالي فقد يضغطون على المسيرين الذين عليهم «الفوز بالصفقات» التي تمكن الفريق من خطف «العصافير النادرة». من هنا تأتي الأمور المالية التي كثيرا ما فصلت في وجهة اللاعبين، لأن الأندية واللاعبين يفضلون المسيرين الذين يدفعون أفضل مبلغ للسماح للاعب مغادرة فريق ما والأمثلة عديدة في هذا الاطار لا سيما ما يحدث لهداف أولمبي المدية حامية الذي تتهافت عليه أكبر الأندية في القسم الأول .. وحسب آخر الأخبار فإن الأولمبي يكون قد طلب مبلغ 4 ملايير سنتيم من أجل تسريح اللاعب المعني الذي يلعب دورا أساسيا في النتائج الباهرة التي يسجلها الصاعد الجديد للرابطة الأولى. « المقايضة » .. تقنية تعود بالفائدة للفريق واللاعب .. بالتالي يمكن القول أن الامكانيات المالية للفرق هي التي تحدد الوتيرة التي يسير عليها سوق التحويلات، فإذا رأينا أن بعض الأندية تملك هذه الامكانيات، فإن البعض الأخر يجد صعوبات كبيرة لتقديم رواتب اللاعبين، ولهذا لا يفكر كثيرا في جلب لاعبين أخرين .. ويسعى بالمقابل الى تحويل البعض الى فرق أخرى والاستفادة من أموال الانتقالات أو العمل في رواق «المقايضة» التي في كثير من الأحيان كانت ناجحة كونها لا تكلف كثيرا و قد يجد اللاعب ضالته في فريقه الجديد الذي بالرغم من أنه لا يلعب الأدوار الأولى، إلا أنه يسمح له باللعب باستمرار. كما أن في السنوات الأخيرة، استفادت الفرق من اللاعبين الجزائريين المغتربين الذين تكونوا في المدارس الأوروبية والذين قدموا أشياء كبيرة في الفرق التي دعموها .. لذلك فإن المسيرين كثيرا ما يلجأون لهؤلاء اللاعبين الذين في غالب الأحيان يتأقلمون بشكل جيد في فرق مثل وفاق سطيف ومولودية الجزائر .. في نفس الوقت، فإن عدم استقدام اللاعبين الأجانب -الذي تم اتخاذه في الأشهر الماضية- شجع التوجه للاعبين المغتربين الذين يقدمون الاضافة. الأندية المعنية بالمنافسة القارية في المقدمة بحسب أغلب المختصين، فإن الميركاتو الشتوي القادم سوف تحتكره بصفة خاصة الأندية المعنية بالمنافسات القارية التي عليها تدعيم صفوفها بشكل أفضل لمحاولة تحقيق نتائج أفضل محليا وقاريا. لكن السؤال الذي يبقى مطروحا لدى أغلب متتبعي البطولة، هو من يقوم بمعاينة اللاعبين واقرار جلبهم في أنديتنا.. وفي غالب الأحيان يكون الجواب بأن رئيس النادي أو بعض المسيرين .. في الوقت الذي من المنطقي أن يكون العمل الفني هو الذي يأتي في المقدمة و يلعب المدرب الدور الأساسي في جلب اللاعبين الذين يحتاجهم وفق ما نراه في البطولات الأوروبية الكبيرة . لو أن من حين لأخر يكون المنطق سيد الموقف و العمل يقترب من الاحترافية، كما سمعنا ما قاله مدرب مولودية الجزائر، كمال مواسة، الذي أشار أن الميركاتو الشتوي يحدّده كل من رئيس النادي، المناجير العام والمدرب الرئيسي الذين يعملون في لجنة لانجاح العملية. تفادي إحداث عدم التوازن في التشكيلة يبقى أن الميركاتو يأتي بالجديد في العديد من الأحيان بالنسبة لبعض المناصب التي يحتاجها المدرب لاحداث التوازن الحقيقي في التشكيلة .. لكن أحيانا أخرى يكون استقدام عدد من اللاعبين بمثابة خطوة غير ناجحة إذا كان عدد اللاعبين الجدد كبيرا .. وينصح أغلب المختصين أن يكون الاستقدام مدروسا وقد لا يتعدى لاعبين ( 2 ) في مناصب «مهمة « في التشكيلة. يكون اتحاد العاصمة قد درس الأمور بشكل جيد في السنوات الأخيرة، أين أصبح لا يعتمد على الاستقدامات بشكل مكثف، ونجح في أغلب الصفقات التي تمكن من كسبها. للإشارة، فإن الميركاتو لا يعني إلا اللاعبين الذين تألقوا وبإمكانهم الاستفادة من مبالغ كبيرة للتحويل الى فريق ما، حيث يوجد العديد من اللاعبين لا يشاركون باستمرار مع ناديهم الحالي وأحيانا لا يدخلون تماما في حسابات الطاقم الفني .. لذلك ينتظرون فترة التحويلات للانتقال الى الفريق الذي «يعيدهم « الى الميدان، والبعض منهم لا يتوان في ايجاد فريق في القسم الثاني لاستعادة لياقته، خاصة إذا كان الفريق يلعب على ورقة الصعود الى قسم النخبة.