« الأدب الجزائري في تقدم مضطرد» من الصعب العيش بعيدا عن الوطن الأم وعن الأهل والخلان ومن الأصعب العيش على أرض المنفى، أين الأنيس الوحيد فيها هو الكتابة والقصيد الذي تجعل منه جسر تواصل بينك وبين الأرض الطيبة التي شهدت مولدك ونشأتك، هو حال الشاعر الكبير العراقي ابراهيم الباوي الذي لم تصده لا الغربة ولا الإقصاء والترهيب في بلده عن كتابة الشعر وكذا التواصل مع محبيه ومتتبعيه وأصدقائه عبر الفضاء الأزرق وكسر الحواجز التي وضعت حوله في بلده بقصائد من خلال دواوينه الشعرية المتعددة وقصائده الرائعة من هو الشاعر إبراهيم الباوي وما هي قصّته مع الكتابة ومع الشعر ؟ الشاعر إبراهيم شاعر عراقي، عشقت الشعر منذ نعومة أظافري… وقد حفظت المعلقات السبع وأنا في الخامسة ابتدائي ... وكان كلامي الفصل بين المعلمين عندما يختلفون على عائدية بيت من الشعر لأصحاب المعلقات . المعروف أن للكلمة و الحرف وقع وصدى من شأنه أن يؤرخ للأحداث، أن ينتقدها و يحاول تغييرها، هل هو الحال اليوم، بالنسبة للمثقف العربي و ما هو حال الشاعر و المبدع العربي، في ظل الاضطرابات الأمنية و الاجتماعية و الثقافية التي يعيشها الوطن العربي و أين أنت من كل هذا؟ حال الشاعر والمبدع العربي يختلف من بلد إلى أخر ... ففي بعض الأقطار يلاقي تشجيعا وتكريما باعتبار الشعر تراث نفيس لا يقل أهمية عن أي تراث تفتخر به الأمم والشعوب فيما إذا كانت الطبقة السياسية التي تقود البلد من المثقفين. أما إذا كانت الطبقة السياسية التي تسودها الأمية والجهل والعمالة وحب التسلط واللصوصية كالعراق مثلا الذي يسود وضعه الراهن الارتباك الأمني فإن الأدباء لم يجدوا من الاهتمام الذي يستحقونه ... بل مات جلهم بالمنافي كالشيخ الوائلي ومصطفى جمال الدين والجواهري والسياب وغيرهم كثير ... وأنا واحد ممن لاحقتهم حراب الجهلة بسبب دواويني التي طبقت الخافقين في أصقاع العراق وخارجه. أنت تكتب عن الحب و عن الوطن وعن المنفى على غرار قصيدة « عودة الهدهد» و قصيدة « أشكوك أو أشكو إليك «، فهل أثرت ظروف الحياة فيك و في موهبتك أم أن الإبداع عندك يستقى إشعاعه من أحوال الدينا و متغيراتها؟ قد بلغت لحد اليوم دواويني 26 مجموعة شعرية صادرة ككتب ... وأنا أول شاعر عربي ينال أحد الطلبة شهادة ماجستير بشعره وهو حي ... بينما كان الدارج انه لا يمكن الحصول على هذه الشهادة، إلا من خلال شاعر ميت ... فكسرت بمشيئة ربي هذا الطوق ... وقد هدر الجهلة دمي بحجة أن شعري ماجن ... وقد حاول هؤلاء اغتيالي بفتحهم النار علي ... فأصيبت زوجتي واستشهدت في الحال ... الأمر الذي اضطرني إلى الهجرة بأطفالي لخوفي عليهم من التصفية ... ولربما سيكون مصيري شبيها بالشعراء الذين توفوا بالمنافي. ما هو رأيك في الإبداع والشعر الجزائري وكيف هي علاقتك مع المثقف الجزائري ؟ الأدب الجزائري، كما أراه من قبل، أحبتي وإخواني الجزائريين في تقدم مضطرد ... وهو الذي هزم فرنسا في مقاومة ضروسة أعطى خلالها أكثر من مليون ونصف مليون شهيد ... فتحية للجزائر حكومة وأرضا وشعبا . أما العلاقة بيني وبين شعراء الجزائر فهي وثيقة جدا وتتسم بالمحبة والوئامو كما هو واضح عبر التواصل الأدبي في المجلات الإلكترونية والأندية الشعرية ... وهذا إن دل على شيء إنما يدل على الرباط الأخوي الوثيق بين الشعبين الشقيقين. ماذا تضيف اليوم المجلات الالكترونية والفضاء الأزرق للإبداع و للشعراء، و هل هذه الوسيلة للتواصل بين المبدع والمتلقي تخدم الأدب والثقافة أم لها وجه آخر للعملة؟ بالحقيقة إن تواصل الأدباء من خلال المجلات الإلكترونية يعطي دفعا لتلاقح الأفكار ... والاطلاع على ثقافة البعض الأمر الذي يرتقي بالكل إلى مستوى النضوج الفكري والأدبي الواعد والهادف ... ناهيك عن التعارف والصداقة المثمرة . ما هو جديدك وهل من دواوين للإصدار قريبًا ؟ نعم الآن أنا بصدد وضع اللّمسات الأخيرة لديوان جديد بعنوان ( آهات ) ولكني انتظر قبول لجوئي لإحدى الدول عبر un لأني في ماليزيا التي لم تعر اللاجئين الاهتمام اللازم. كلمة ختامية؟ في الختام لا يسعني إلا أن أوجه شكري وتقديري للأخت الأديبة والصحفية الكريمة خاصة ولجريدة «الشعب» الجزائرية الغراء، متمنيا لها دوام الموفقية والازدهار. أجمل ما كتب ابراهيم الباوي: «أججّت نيران الهيام» أعيا فراقك منطقي ولساني وجمار وجدك لاصقت جثماني ولرب واجمة بدت بملامحي حتى مقت من العذاب مكاني فعلام يلتمس الأوار مكامني فتشب شوقا للقا نيراني؟ أنعي على هول الفراق اضالعي فأصوغ وجدي في بديع بياني أججت بركان الأسى في خافقي فقذفت جمراً من لظى بركاني ماعدت أرنو « يا أنا « لسعادتي ما لم أضمك ماحقا أشجاني عبق سرى مني إليك بعثته شعراً يضوع بالسن الركبان ومن «العراق» قصائدي دونتها فعشقت دوماً يا أنا عنواني إني من الأرض التي قد انجبت شعراً يجود بأعذب الألحان فإذا عشقنا يا أنا قد نصطلي في لهفة، في لوعة بحنان نمشي على جمر الغرام بخطوة مشي الكماة بحومة الميدان «أشكوك ؟ أم أشكو إليك ؟ « يا بعض أحلامي وجل تصوري ومدى افتتاني بالرضاب المسكر أيسوغ هجري أم تهون مواجعي؟ وأنا الذي ابكى الورى بتضوري يامنيتي ياروضة العمر التي أنقى من الأمل البعيد المقمر يامن لصدرك أستكين من الأسى ولماك في أوج العذاب مخدري فدعي الظنون وإقبلي في هيئة تهب الهنا من خافق متحرر هيا ادني مني كي اضمك بالحشا إن ضاق عن ضم الحبيبة مإزري رققت من فرط البعاد مشاعري فقسوت في جفن حزين ممطر إن كان قلبك في فتور بالهوى فلقد سمعت نميمة من مفتري أشكوك ؟ أم اشكو اليك ظلامتي؟ فجفاك يانبض الفؤاد مدمري يافتنة القلب المشوق تقربي أيكون سعيي في سراب مقر؟ فسكنت في قلبي وفي أوصاله ومكثت ياوسن العيون بمحجري