تحضر مظاهر الثقافة الجزائرية في شتى المجالات الإبداعية من سينما وطرب ومعارض للوحات الفنية والصناعات التقليدية بالعاصمة الإيرانيةطهران ابتداء من مساء اليوم الأحد وإلى غاية 17 ديسمبر الجاري وذلك في إطار الأسبوع الثقافي الجزائري. برنامج التظاهرة التي يشرف على انطلاقها وزيرا ثقافة البلدين أنشطة عديدة ومتنوعة ومحاضرات فكرية يستهلها حفل للمجموعة الوطنية للموسيقى الأندلسية الجزائرية. وستحتضن فضاءات المكتبة الوطنية لطهران عدة تظاهرات فنية كمعارض الصناعة التقليدية منها اللباس التقليدي الأصيل الذي مازال يحتفظ على مر القرون بأصالته وخصوصياته الجمالية التي جعلت منه مرآة عاكسة لإبداعات أنامل خياطين ومصممين. وتبرز في هذا الأسبوع معروضات أبدع في تصميمها فنانون نجحوا في الحفاظ على عراقة وأصالة هذا العمل مع إضفاء عليه لمسة عصرية تساير الموضة منها الجبة القسطنطينية والكاراكو العاصمي والجبة القبائلية بألوانها الجذابة الى جانب "الشدة" التلمسانية التي صنفت ضمن التراث العالمي من قبل اليونسكو. كما ستكون صناعة الحلي في مختلف مناطق الجزائر كالجنوب ممثلا في الطوارق وتيزي وزو في شمالها وتلمسان في الغرب الجزائري معلما من معالم الثقافة الجزائرية المميزة إحدى المحطات الهامة لهذا الأسبوع. وسيتمكن الزائر الإيراني من الاطلاع على نماذج من إبداعات حرفية للحلي لسعاد بلولي ومبدع المصنوعات الفضية القبائلية يحي عداد وحلي الطوارق من صنع عيسى بن عبد الله. حضور الزربية الجزائرية او السجاد لمسة أخرى للمعرض الذي سيكشف عن المستوى العالي الذي يميز هذه الحرفة الفنية العريقة التي يميزها التنوع في الشكل والألوان تظهر للعيان تمسك الجزائريين بهذه الحرفة التي لها خصوصيات متباينة حسب كل منطقة . وستكون التحف الخزفية والفخار سفير بلاده في طهران من خلال ما جادت به انامل الفنان عبد العزيز باشا الذي تربى على التعامل مع الطين ومداعبته منذ الطفولة ليحول ما يلمسه الى تحف فنية تتميز بحرصه على خلق توازن بين الشكل والمواد المستعملة. كما ستعرض الفنانة التشكيلية انيسة بركاني تحف من معرضها الاخير (مارس 2016) بالعاصمة الجزائر بعنوان "ذكر تصويري" Dhikr Pictural وهو ثمرة بحث في تفسير رمز الرياضيات التي ذكرت في القران. وسيعرف الاسبوع حركية أدبية وفكرية من خلال تواجد الشعر الجزائري المعاصر من خلال قصائد الشاعرة الرقيقة مي غول والشاعرين ابراهيم صديقي وبوزيد حرز الله. ومن الشعر إلى الفكر والتاريخ حيث برمجت محاضرتان بالجامعة الإيرانية الأولى بعنوان "صفحات مجيدة من تاريخ الجزائر الحديث" للدكتور ناصر الدين سعيدوني وأخرى بعنوان "المقاومة الجزائرية للاحتلال الفرنسي (1830-1962) للدكتور فراد محمد ارزقي . وستعطي مجموعة المخطوطات والكتب النادرة التي تعرضها المكتبة الوطنية فكرة عن الكنوز التي تملكها الجزائر في شتى العلوم التاريخية والدينية وغيرها والتي تعود الى عدة قرون . وبرمج أيضا بمناسبة المعرض حفلان الأول لفرقة نوري الكوفي وآخر لفرقة"العامة " لمنطقة القنادسة الى جانب نفحات المنشد عبد الرحمان بوحبيلة. وستكون السينما حاضرة في هذه الفعالية بأفلام تجمع بين روائع الماضي وإبداعات الشباب، وسيعرض الفيلم الأسطورة "معركة الجزائر " للمخرج بونتي كورفو و" المارة" لبلقاسم حجاج و"البئر" للطفي بوشوشي المرشح للمسابقة الاوسكار والوثائقي "الجزائر من عال" للمخرج يان ارتيس بيرتران. وزير الثقافة عز الدين ميهوبي قد تباحث بطهران صباح اليوم مع رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية ابو ذر ابرهيمي في إيران حول العلاقات الممتازة بين البلدين. وشدد ميهوبي خلال اللقاء الذي حضره سفير الجزائربطهران على أهمية تدعيم التعاون في مجالات السينما والفن التشكيلي وترميم المخطوطات والاستفادة من التجربة الإيرانية.