افتتح، مؤخرا، برواق مصطفى كاتب بالعاصمة، معرض تشكيلي لمجموعة من الفنانين من الجزائر العاصمة، اتفقوا على تحويل الأشياء الجامدة إلى أشياء مفعمة بالحيوية والنشاط، حيث تفننت ريشة كل مبدع تشكيلي في استخراج الجمال بلمسة ممزوجة بالدفء وروح الألوان المتجانسة. ومن الفنانين الذين وقعوا مشاركتهم الفنانة منيرة قاسيمي، كريمة فري زغيمي، والفنانة بوزيدة علجية المعروفة بلمساتها الرقيقة عن تاريخ القصبة العتيقة وكذا مشاركة الفنانة بولحبال أسيا وقارة عمر إلى جانب الحرفي عسوس محمود المتخصص بالمجوهرات القبائلية القادم من ولاية تيزي وزو. قادتنا جولتنا الاستطلاعية، أمس، إلى رواق مصطفى كاتب بالعاصمة لمشاهدة المعرض التشكيلي الذي نظمته مؤسسة فنون وثقافة بمشاركة مجموعة من الفنانين أغلبهم من العاصمة، وبالرغم من الأساليب والتوجهات الفنية المختلفة لدى الفنانين المشاركين، غير أنهم اتفقوا على استخراج رونق الجمال من العدم وهذا واضح في لمسات بعض أعمالهم المعروضة، فالمتمعن لتلك التحف الرائعة الجمال يكتشف مدى العلاقة الوطيدة التي تربط الفنان بعاداته وتقاليده وبعض الأشياء الجميلة المتناثرة من ذاكرة الماضي وأخرى من مدينته العتيقة، هذا ما جسدته أنامل الفنانة علجية بوزيدة، التي فضلت بتحفها الخشبية العتيقة أن ترحل بالزائر إلى الزمن الرائع والجميل، فالفنانة تمكنت بأشياء بسيطة متمثلة في صناديق خشبية ومستلزمات كانت تستعمل في الزمن الماضي أن تسترجع للذاكرة الجزائرية حضورها، وعبر لمساتها الفنية أخذت الزائر في فسحة تاريخية، إلى دهاليز حي القصبة فالمتمعن لذلك يكتشف مدى الجمال الفني الذي تزخر به القصبة، وزادت الألوان الباهية التي اختارتها من جمال تحف الفنانة، فكل لون يحاكي الآخر ليخبر الناظر عن تعددية الجمال الطبيعي الذي تزخر به الجزائر. أما الفنانة منيرة قاسيمي، فهي الأخرى أبدعت وتمكنت من خلال لمساتها الفنية في إضافة تقنية جديدة للفن التشكيلي الجزائري وجاء ذلك في تحف لأشكال خشبية متفاوتة الجمال، غير أنها أضافت عليها تقنية "la résine"، فالمتمعن لتلك الأعمال يثيره فضول التأمل بالنظر أكثر من أجل معرفة الدلالات التي تحملها هذه الأخيرة في طياتها وهذا ما أوضحته ل "الجزائر نيوز" منيرة قاسيمي، حيث قالت "يعتبر هذا النوع من الفن التشكيلي جديد بالجزائر وهو ثمرة لمجهود بحث استمر لسنوات"، وأضافت المتحدثة في السياق ذاته، أن هذا العمل الفني وصل إلى هذا المستوى من الحس والذوق من مشاهدتها لأعمال رائعة لعديد من الفنانين قاموا بعرض أعمالهم في الرواق أين تعمل، فكل هذه الإبداعات التي شاهدتها ساهمت بطريقة غير مباشرة لميلاد موهبتها لكن بلمسة جديدة وبتقنية مميزة. في حين وقع اختيار الفنان "قارة عمر" على الرسم على الزجاج ولكن بألوان مختلفة، فهذا الأخير أبدع وتفنن من أجل إعطاء قطعة الزجاج بعدا جماليا يحمل دلالات مختلفة وإيماءات واسعة الأفق. ومن لغة الفن والجمال، فإن باقي الفنانين أضافوا إلى المعرض لمسة جذابة بألوانهم الزاهية التي تحمل نوعا من السر الابداعي الممزوج بسحر الطبيعة.