«الأرندي» لا يعتمد نظام الكوطة وهو جاهز لخوض غمار التشريعيات دافع، أمس، الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيي عن موقف حزبه الرافض لجوء الجزائر للاستدانة الخارجية لمواجهة الأزمة الاقتصادية، مبررا ذلك بفقدان الجزائر مواقفها السيادية حيال عدة قضايا جراء الضغط الذي قد تتعرض له من طرف المؤسسات المالية الدولية. موضحا في سياق آخر، أن السلطات لم تقصّر في حق الصحافي الراحل محمد تامالت. بعد تأكيده أن السلطات قامت بعملها على أكمل وجه، سواء في السجن أو المستشفى، في حق الصحافي الراحل محمد تامالت، الذي توفي منذ أيام بمستشفى محمد لمين دباغين، قال أويحيى إن لديه الثقة الكاملة في العدالة الجزائرية للفصل في القضية والتوصل إلى الحقائق التي تطالب بها عائلته، متأسفا على وفاته، معتبرا ذلك مأساةً. وفي رده على سؤال خلال ندوة صحفية نشطها، أمس، بمقر الحزب ببن عكنون، على إثر اختتام الدورة العادية الثانية للمجلس الوطني حول مساندة حزب الأرندي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في حال ترشحه لعهدة جديدة، قال إن الحزب يساند الرئيس وأسس لخدمة البلاد التي عرفت تطورا واستقرار كبيرا منذ إعادة انتخاب الرئيس لعهدة رابعة، رغم تشكيك جهات وصفها بجماعة «ارحل» بقدرته في ذلك. في الشق الاقتصادي الذي أخذ حيزا كاملا من الندوة الصحفية، أبدى أويحيى مخاوفه من لجوء الحكومة إلى الاستدانة الخارجية لمواجهة العجز المسجل في الميزانية، بعد تراجع عائدات المحروقات، محذرا من التخلي عن قاعدة 49/51، داعيا إلى إيجاد حلول أخرى أكثر نجاعة، في مقدمتها دعم الاستثمار المحلي والأجنبي الذي يعتبره الحزب الحل الأمثل لتقوية الاقتصاد. إجابات أمين عام الأرندي على أسئلة الصحافيين بدت واضحة، أن الملف الاقتصادي للبلاد يعد أكبر الأولويات في الحزب، التي يجب أن يعرف المواطن الحقيقة كاملة حولها وأي خطوة تقوم بها الحكومة، حيث برر أويحيى مخاوفه من الاستدانة الخارجية، إلى تعرض الجزائر للضغط من الدول التي تملك نفوذا في المؤسسات المالية الدولية، قائلا «إن الوضع الاقتصادي في غاية الصعوبة». وفي ملف آخر، رفض أويحيى الرد على سؤال طرحه صحافي حول الخلل التنظيمي الذي وقع خلال المنتدى الإفريقي للاستثمار، على إثر خروج بعض الوزراء أثناء كلمة علي حداد، الذي وصفه بالصديق قائلا: «أنا لست من الجماعة التي تتابع الرياح» وما حققه المنتدى من اتفاقيات بلغ عددها مئة، كان في صالح خدمة الاقتصاد رغم النقائص. غياب الرقابة وسّع النقاش حول المكمل الغذائي النقاشات الدائرة حول قضية المكمل الغذائي «رحمة ربي» كانت محل تساؤل من طرف الصحافيين حول على من تقع المسؤولية، وكان جواب أويحيى بأن وصف الملف بالدروشة، قائلا: «إنه لو كانت مراقبة في البداية لما وصلنا إلى هذا المستوى من الدروشة والدجل»، الذي بات يأخذ نقاشا واسعا في أوساط المجتمع، «كثر اللصوص والمنافقون والخلاطون ونحن في القرن 21». ورفض أويحيى وصف اختلافه مع بعض أعضاء حزبه في الحكومة، بأنه تناقض في التصريحات، معتبرا ذلك بالاختلاف حول المسائل وهذا ليس بجديد عن الحزب، في رده على سؤال حول تصريحات وزير المجاهدين الطيب زيتوني حول مسألة استرجاع جماجم الشهداء من فرنسا، في حين قال إن المعارضة تسعى إلى تسويد صورة البلاد على حساب المصالح الخاصة ونحن لا نقوم بحملة عشية الانتخابات بملفات مفروغ منها. من جهة أخرى اعتبر أويحيى، بيان الخارجية الأمريكية حول الجزائر، لا أساس له ولا يخوفنا، على حد تعبيره. مؤكدا أن الجزائر قطعت أشواطا كبيرة في مجال الحريات والديمقراطية. لاسيما في المشهد السياسي واستقبال المهاجرين. في إطار تعزيز حقوق الإنسان. مشيرا في سياق الانتخابات، أن الحزب لا يعتمد نظام الكوطة وهو مستعد لخوض التشريعيات بكل قوة، خاصة بعد قرار مشاركة أغلبية الأحزاب.