اعتبر شكيب خليل، وزير الطاقة والمناجم النتائج المسجلة في القطاع على مدى السنوات ال 8 خطوة هامة لمواصلة الجهد في ترقية الطاقة والمناجم ورفعها إلى مستوى من التأهيل يسمح بخلق مزيد من الثروة والشغل. وقال الوزير في تقديم وثيقة حصيلة الأعوام الثمانية، إن هذه المسألة تثبت حقيقة الإرادة السياسية في الذهاب بالقطاع إلى الأبعد، باعتباره الركيزة الأساسية لدعم النمو والتطور ومصدر المداخيل الأول بتمايز. وتستند في هذا الجهد على القوانين التوجيهية للمناجم والكهرباء والمحروقات مع توسيع الاهتمام إلى الطاقة النووية السلمية كل الرهان. وتكشف الحصيلة في الشعب الثلاث المناجم، المحروقات والكهرباء، كيف تحققت الأهداف المسطرة وبأي طريقة حديثة تفرضها المرحلة؟ ولماذا تتهافت الشركات الأجنبية على القطاع لا سيما المناجم الذي فُتح للمتعاملين بمضمون قانون جويلية ,2001 بعدما ظل مغلقا لعقود من الزمن؟ وتظهر بالملموس نجاعة المشاريع الكبرى التي حولت القطاع إلى ورشة للاستثمار ساهمت في خلق القيمة المضافة والإيرادات، وانتشار صناعة منجمية وانطلاق صناعة بيتروكيماوية، ومحطات تحلية مياه البحر لتجاوز أزمة التزود بالماء الشروب بصفة نهائية. وأعطى الوزير محاور السياسة المنتهجة والأهداف المتوخاة للحقب المقبلة. وذكر في هذا الشأن بمسعى تطوير الطاقات الجديدة المتجددة لا سيما الشمسية التي يعول عليها في الإنارة وإنتاج الكهرباء بكثافة تكسر من حالة التبعية للمحروقات خاصة وأن هذا النوع من الطاقة التي تكثر التهافت عليها غير مكلفة ومؤمنة للبيئة والمحيط من الثلوت وحامية للصحة العمومية. ويعزز هذا التوجه التجربة الناجحة في الجنوب التي تزود الكثير من المداشر والقرى المتباعدة المتناثرة بالإنارة عبر الطاقة الشمسية، رافعة من نسبة التغطية الوطنية من الكهرباء إلى الأعلى تماما، مثل الغاز الذي يوضع الجزائر في أولى المراتب العالمية. وكان التركيز في حصيلة قطاع الطاقة والمناجم على حملات التعبئة والتحسيس بجدوى الاستثمار المتوازن الذي يراعي خصوصية المناطق الوطنية وأمن الموارد البشرية وسلامتها والمحيط البيئي النظيف. وهي مسألة يشدد عليها بصرامة في كل مناقصة مفتوحة يتضمنها دفتر شروط لا يقبل القفز عليه مهما كان السبب. فلا غرابة إذن، لأن التأكيد على حقيقة واحدة تقلص الأحداث والأخطار المهنية في الطاقة والمناجم. وهي مهمة أوكلت للمسؤولين ومديري الدوائر الإدارية بجعل هذه المسألة ثقافة تمارس في الميدان وتورثها للأجيال. إنها ثقافة تكرست من خلال الدورات التكوينية والتربصات التي زادت في ترقية الموارد البشرية ورفعت مستواها ومؤهلاتها وجعلتها مفتاح التطور على الدوام. وبفضل هذه الموارد البشرية الكفأة ، تمكن من اكتشاف 555 حقل تنقيب منجمي منذ ثمانية أعوام بمتوسط 66 حقل في السنة، منها 29 حقلا بجهود فردية و33 حقلا بشراكة. ويتوقع اكتشاف حقول منجمية أخرى في المناطق الجديدة التي فتحت للاستكشاف والبحث منها تندوف، تامسنا، شناشن التي يروج بغنى ثرواتها الباطنية وتنوعها التي تجعل الجزائر بحق ''إلدورادو'' المستثمرين بلا تنازع.