لن تدخل كبريات التشكيلات السياسية في تحالفات تحسبا للانتخابات التشريعية للعام 2017، وهو أمر منطقي قياسا إلى وعائها الانتخابي ونشاطها في الميدان. فيما تقتصر التحالفات على أحزاب فتية، في محاولة منها ضمان الحصول على تمثيل. لكن ما يلاحظ مؤخرا، التئام أحزاب ولدت من رحم بعضها بعد تصدعات داخلية، على غرار جبهة العدالة والتنمية وحركة النهضة. تطرح عشية كل استحقاقات انتخابية مسألة التحالفات، التي من المفروض أن تأتي في مرحلة لاحقة، أي بعد الانتخابات، لتشكيل أغلبية تتمكن من تمرير القوانين المقترحة من قبل الحكومة، على مستوى البرلمان، على سبيل المثال، وهو ما قام به حزبا جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، طيلة الفترة التشريعية السابعة، التي تنقضي بعد أشهر قليلة. من الطبيعي أن يصرح قادة “الأفلان” و«الأرندي”، إلى جانب أحزاب أخرى، على غرار حزب تجمع أمل الجزائر «تاج»، وكذا حزب العمال، بأنهم لن ينخرطوا في تحالفات قبل الانتخابات. ومرد ذلك، المنافسة الشرسة بين الأحزاب وإن كانت تلتقي في بعض القواسم المشتركة، بينها التفافها حول برنامج رئيس الجمهورية ودعم الحكومة، على غرار الحزب العتيد وغريمه “الأرندي” اللذين يدخلان في منافسة شرسة في كل انتخابات، تكون في بعض الأحيان النتائج المحصلة قريبة جدا من بعضها، مثلما هو الشأن بالنسبة لمجلس الأمة. بالنسبة لأحزاب أخرى فتية، فإنها تعمل جاهدة على ضمان حظوظها في الانتخابات، من خلال لعب ورقة التحالفات، ورقة لجأت إليها أحزاب غير فتية عانت في وقت ما من تراجع وعائها الانتخابي، يتعلق الأمر بأحزاب حركة مجتمع السلم وحركة النهضة وحركة الإصلاح الوطني، التي خاضت انتخابات طبعة 2012، تحت لواء تكتل الجزائر الخضراء، وتمكنت من افتكاك تمثيل محتشم جدا، مقارنة بأحزاب أخرى مخندقة في المعارضة. ولأنّ تجربة التحالفات قبل الانتخابات، أثبتت أنها ليست دائما ناجحة وهو ما تأكد بعد تجربة تكتل الجزائر الخضراء، فإن الأحزاب التي خاضتها، قررت عدم تكرار التجربة. لكن بالمقابل ظهرت مؤشرات على تحالفات داخلية - داخلية، في بيت الأحزاب التي عانت من شقاقات وصلت إلى حد تصدع بيوتها، وتأسيس المنشقين أحزابا جديدة، حيث إلتأم شمل جبهة العدالة والتنمية بحركة النهضة، ومن المرتقب عودة جبهة التغيير تحت جناح “حمس”.