على الرغم من تقليص ميزانية النشاطات الثقافية ب 50 بالمائة العام الماضي، فإن السنة 2017 ستكون محطة حاسمة في الانتعاش الثقافي الذي عرفت وتيرة متسارعة أعطت خنشلة ديناميكية حافظت على سيرورتها، ولم يلغ أي نشاط ثقافي معهود أو تظاهرة فنية أو أدبية سنوية، إلا ما تعلق منها بالمهرجانات الثقافية المرسمة بالولاية، والتي جمدت إلى إشعار آخر من طرف وزارة الثقافة، في إطار إعادة هيكلة كل المهرجانات الثقافية بالقطاع وترشيد نفقاتها وإلغاء غير الفعالة منها أو دمج المتشابهة فيما بينها، بحسب ما أدلى به ل «الشعب» لزهر دمان، رئيس مصلحة النشاطات الثقافية بمديرية الثقافة لولاية خنشلة. تعرف خنشلة، عديد النشاطات الثقافية والفنية المتنوعة المنظمة تمثلها العروض المسرحية واللقاءات الادبية والشعرية والحفلات الفنية الموسيقية الممزوجة بين الغناء الفلكلوري والعصري التي رصدتها «الشعب» بعين المكان. من أهم التظاهرات الثقافية المقامة السنة المنصرمة، هي الاحتفال برأس السنة الامازيغية، يناير، بدار الثقافة علي سوايحي بمشاركة مجموعة من الجمعيات الثقافية، حيث تم تجسيد طقوس الاحتفال بهذه المناسبة، المتمثلة أساسا في قطع الأخشاب وتجديد الكانون بالبيت البربري التقليدي، مع ذبح الديك الريفي، إلى جانب تقديم محاضرة حول مساهمة الأمازيغ في الحضارة الإنسانية من طرف أساتذة مختصين. في شهر مارس، تتميز نشاطات دار الثقافة علي سوايحي بإحياء اليوم العالمي للمرأة المصادف للثامن مارس من كل سنة، حيث أقيم معرض للألبسة والحلويات التقليدية والعصرية، مع إقامة حفل فني متنوع على شرف النساء الخنشليات، هذا إلى تنظيم صالون الفنون التشكيلية الخاص بالمرأة والذي استقطب عددا كبيرا من الجمهور الخنشلي من مختلف الفئات، ولقي نجاحا كان غير متوقع كونه مخصص للمرأة بالمناسبة. مسرحيات متنوّعة وجمهور غائب كذلك، كان الجمهور الخنشلي من عشاق الفن الرابع، على موعد مع عروض للأطفال وتلك الموّجهة للكبار، حيث عرضت عشرات المسرحيات، من إنتاج وتقديم التعاونيات والجمعيات المسرحية النشطة بالجزائر، وأخرى تابعة للمسارح الجهوية، إلا أن ما ميز هذا النشاط هو نقص الإقبال الملحوظ على مشاهدة المسرح بولاية خنشلة، لأسباب لم تحدّد بعد، تستدعي تدخل الإدارة مع المختصين في هذا الفن لتحديدها. في الشق الخاص للفن السابع، جابت الحافلة السينمائية في هذا الإطار بلديات طامزة، بابار، أولاد أرشاش، وعاصمة الولاية، حيث تم عرض أفلام: «دورية نحو الشرق»، «البيت الأصفر» و «مصطفى بن بولعيد»، وتميزت بإقبال معتبر للجمهور الخنشلي. هذا إلى جانب إحياء حفلات فنية لفنانين محليين عصريين وتقليديين في شهر أوت في نفس السنة، وكذا تنظيم تظاهرات فنية متنوعة في إطار البرنامج السنوي لقطاع الثقافة بالولاية، بحسب ذات المصدر. تأسيس ملتقى للأديبة «زوليخة سعودي» تأسيس ملتقى للأديبة الراحلة زوليخة سعودي، هو أهم حدث ميز حقيقة المشهد الثقافي 2016، ولقي ترحيبا واسعا ومشاركة قوية للطبقة المثقفة من داخل وخارج الولاية، وهو ما وقفت عليه «الشعب» خلال تغطية هذا الملتقى الذي نظم تحت شعار «البعد الوطني في الفن الجزائري» بمشاركة 30 مبدعا بين فنان تشكيلي وأديب. كان الملتقى موعدا هاما لإحياء أدب الكاتبة الراحلة زوليخة سعودي، وتسليط الضوء على حياتها وأعمالها المتنوعة بين القصة القصيرة والمسرح والمقال، من جهة وتشجيعا ودعما للإبداع في مختلف الفنون.