بعد انتهاء الشرارات الكبرى لما سُمي بالربيع العربي. وهبوط آخر الموجات أرضا... طفا على سطح الواقع العربي شيء يسمى بالحصاد... وعلى كافة الأصعدة. بتعبير آخر، عشنا عدة أشهر مرحلة الفرز. عرف فيها غالبية العرب الكثير من الحقائق المدسوسة... والخباياالمغشوشة. والتي كانت تتخفى وتتستر وراء شعارات جلها مفبرك ومبني على غش وتمويه ثابتين. سقطت شعارات عملاقة القهقرى وصعد ترمومتر بعض الأفكار التحررية الشفافة. حين اتسعت مساحتها قليلا بعد أن كانت أقرب للجماد... كالمناداة بتغيير الأنظمة وسن دساتير تكفّل التداول القانوني على السلطة. وكل هذا دخل فيما يسمى بالظاهر والباطن الاجتماعي. لكن حينما نتحدث عن الدائرة الثقافية والفكرية.... ما الذي حدث يا ترى على مستوى هذه الجبهة هل انخفضت بورصة النخب أم ازدادت توقانا وتوهجا؟ا أكيد أن الذين تابعوا الأوضاع يجيبونك بلا تردد. لأن الفئة التي كانت تطلق على نفسها اسم النخب الطلائعية وهي من ظلت راضية عن ذلك؟ا أنسل من فوقها الرداء كي يظهر أمام الجميع حجم تركيبتها الفيزيولوجية والفورمولوجية... فقد بدت أشبه بالجثث المحنطة تنبعث منها روائح مقززة... انفتح الصندوق الأسود وظهر ما بداخله من معادن والذي كان جله يوهم الناس عن أنه ذهبا وفضة لكنه بدا خشبا ودخانا؟ا وأن مريديه مجرد تماثيل اخترقت المشهد في لحظة غفلة وصنعت لنفسها هالة متركزة في قمم المراكز إما بالوراثة أو ببيع الذمم؟! سواء لأجهزة أنظمة وُصفت بالبوليسية أو لأجندات خارجية معروفة بوجهها الاستعماري التاريخي الخبيث. لذلك، فقد كان ما يصدر منها وينعت عند العامة بفكر، كان فقط من بنات المظهرية المحشوة بالصوف والمصطلحات الباعثة على الدهشة والمخدِرة الصادمة... بل كانت لعبة ممزقة أرادت لنفسها البقاء والخلود على حساب الغالبية المستضعفة. همها الوحيد المنافع الخاصة الضيقة وتشييد الأمجاد. وما هي في الأصل سوى زبدا ذهب جفاء. في لحظة أطلت فيها الشمس دون سابق انذار؟! لوعدنا لما كتبته رموز هذه النخب والعقول المفكرة لضحكنا على أنفسنا «كم كنا مخدوعين... نصدق غير الصادقين»، لم يكن هناك شيء في صالح حياتنا الاجتماعية أو ما يجعل منا مواطنين من الدرجة الحسنى... إنما كانت خطوط طول وعرض تعود على أصحابها بالفائدة دون سواهم. لذلك فعلا تم التلاعب بمشاعرنا وطموحاتنا طيلة حقب، وللأسف، ليس من لدن ساسة ووزراء وإطارات سامية أو رؤساء مؤسسات، لكن من أزلام حملت القلم سندا للشراع والراية. بل كانوا أشبه بالسفراء الميامين، المكلفين بحمل هموم الأمة جمعاء، لكن للأسف سقطوا كالذباب في جب الشهد. وما خرجوا منها حتى استفاقوا على صرخات الجوعانين. الفكر العربي كانت إذا تشرنقه الأكاذيب الأخاذة. وهذا على أساس أن الفكر هو هاجس النخب من المفترض. وليس الدهماء من شعوبية الأعماق والأرياف من عامة البشر؟! فشكرا للتاريخ وهو السيد العظيم يمهل ولا يهمل..؟ا ^ شاعر وصحفي جزائري عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.