يصعب على الشاب في أيامنا هذه أن يجد منصب عمل، نظرا لقلة عروض الشغل، أو قلة ندرتها وكذلك عامل الزيادة الديمغرافية السريعة والذي يعتبر من أهم أسباب مشكلة البطالة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هو هل تقع كل المسؤولية على عاتق الدولة التي لم توفر مناصب الشغل أم أنه على الشباب حتى وإن تخلت الدولة عن مسؤولياتها أن يحاول خلق نشاط لنفسه بدلا من أن يبقى بطالا ويعيش عالة على غيره؟نعرض على القراء تجربة أحد الشباب الذي لم يحبطه ما لقيه من صد وعدم الحصول على منصب عمل ولم ييأس ويستسلم وعزم على تحقيق آماله في الزواج والاستقرار وتكوين أسرة. عبد الحميد، شاب في الخامسة والعشرين من عمره كان بطالا كمعظم الشباب الجزائري قبل أن يقرر الاعتماد على نفسه ليصبح فردا فعالا في المجتمع، وما كان عليه إلا أن يفكر في مشروع صغير وفعلا وجد المشروع المناسب له وهو مخبزة لصناعة الخبز التقليدي (المطلوع) الذي كان قد تعلمه ويجيد صنعه، فطلب من أحد أصدقائه تمويل مشروعه هذا، فمنحه خمسة وعشرين مليون سنتيم لشراء الوسائل اللازمة للمخبزة، واختار محلا تجاريا للكراء ببرج الكيفان بمليون ونصف مليون سنتيم للشهر، إضافة إلى أجره الشهري المقدر بمليون وأربعمائة ألف سنتيم، أما الربح فيكون مناصفة بينه وبين شريكة ممول المشروع. وبعد تجهيز المحل افتتحه وعمل به لمدة سنة فقط استطاع خلالها إسترجاع تكاليف المشروع، إضافة إلى فائدة قدرت بعشرين مليون سنتيم زيادة عن أجره الشهري، وبالتالي استطاع إكمال نصف دينه بعد سنة من العمل، وهذا بمساعدة من شريكه الذي تخلى له عن نصف الفائدة لهذا العام بعد علمه بإقبال عبد الحميد على الزواج، مما أدى بهذا الأخير إلى مضاعفة جهده لتطوير عمل المخبزة لصنع منتوجات أخرى كالهلاليات مثلا، مما اضطره للاستعانة بعامل معه حتى يستطع مغادرة المحل للبحث عن سوق أخرى، حيث يحاول الآن الاتصال ببعض المطاعم ليمونهم بمنتوجه من الخبز خاصة وهو عازم الآن على مضاعفة الفائدة.فهل يجد شبابنا في المشاريع الصغيرة صعوبة أم أنهم يستخفون بها؟